Advertisement

لبنان

هزّة" لـ"التيار" في جزين... هل أصبحت خسارته "محسومة"؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
04-04-2022 | 06:00
A-
A+
Doc-P-938639-637846735851072511.jpg
Doc-P-938639-637846735851072511.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

منذ ما قبل إعلان مرشّحي "التيار الوطني الحر" بشكل رسميّ، بدا واضحًا أنّ الانتخابات في جزين ستشكّل "صداعًا حقيقيًا" لقيادة الحزب، التي وجدت نفسها عاجزة عن "التوفيق" بين المرشحين "الثابتين" للمقعدين المارونيَّين زياد أسود وأمل أبو زيد، واللذين تحوّلا إلى "خصمين شرسين" بفعل تعقيدات القانون الانتخابي، التي "تصعّب" فوزهما معًا.

 

فقبل إعلان الترشيحات، قيل إنّ "التيار" سيكتفي بمرشّح واحد على لائحته في محاولة لـ"ضمان" فوزه، ومالت الدفة في بادئ الأمر باتجاه أبو زيد، مستشار رئيس الجمهورية، إلا أنّ ذلك اصطدم بشبه "انتفاضة" قادها أسود، الذي أبلغ القاصي والداني بأنّه لن يكتفي بالاستقالة، كما فعل النائب حكمت ديب مثلاً ردًا على عدم ترشيحه، بل سيواجه عبر تشكيل لائحته الخاصة، فيما نُقِل عن أبو زيد في المقابل رفضه أن يكون في لائحة واحدة جنبًا إلى جنب أسود.

 

ومع أنّ أفكارًا كثيرة طُرِحت، من بينها ما بدا غير مألوف، كأن يكون لـ"التيار" مرشحان على لائحتين، بحيث ينضمّ أبو زيد مثلاً إلى لائحة "الثنائي الشيعي"، إلا أنّ أيًا منها لم يترجَم على أرض الواقع، ولم يحصل على أكثر من بعض "الوعود" من "حزب الله" بتجيير بعض أصواته لصالح الأخير، ليبدو أنّ أسود وأبو زيد اللذين كانا يراهنان على "انسحاب" الآخر، وقعا في "مساكنة قسرية"، وبات واجبًا عليهما التعامل مع بعضهما البعض.

 

أبو زيد "ينسحب"؟

 

في المعلومات المتداولة منذ ليل أمس، اتخذ النائب السابق أمل أبو زيد قراره بالانسحاب من المعركة الانتخابية، بسبب من وصفه بـ"سيء الذكر" من دون أن يسمّيه، ولو فهم كلّ المتابعين أنّه قصد به النائب زياد أسود، حيث أفيد بأنّ أبو زيد نفسه عمّم قراره بتسجيل صوتي وزّعه على المقرّبين والمناصرين، على أن يعلنه في الساعات القليلة المقبلة، علمًا أنّ الأمر يجب أن يُحسَم اليوم قبل "إقفال" اللوائح عند منتصف الليل.

 

ومع أن أبو زيد نفى، بحسب ما نُقِل عنه، أن يكون في وارد "الاستقالة" من "التيار"، نتيجة ما حصل، ثمّة من يؤكد أنّ الخيار "أكثر من وارد"، بانتظار كيفية تعاطي القيادة مع الأمر، خصوصًا أنّ لديه عتبًا كبيرًا على مقاربتها للمعركة "الجزينية"، فبعدما كانت قد حسمت أمر ترشيحه بمفرده، بما فيه المصلحة الانتخابية لـ"التيّار"، عادت لتلتفّ على ذلك، خوفًا من "تمرّد" أسود، الذي هدّد بالاستقالة علنًا، فأذعنت وخضعت له.

 

ويشير العارفون إلى أنّ انسحاب أبو زيد، سواء استُتبِع باستقالة أم لا، لا شكّ سيكون عبئًا جديدًا يُضاف على كاهل "التيار"، الذي يبدو أنّ الانتخابات "أرهقته"، فهي أفرزت نتيجة ليست في صالحه، بمُعزَل عن نتائج الاستحقاق، وذلك بعدما "اهتزّت" صورته، وبدا عاجزًا عن "تنظيم" خلافات أفراده، أو حتى "فرض" قراراته على المحازبين الطامحين، وهو ما يتطلب منه إعادة نظر كاملة بالاستراتيجية التي اعتمدها على مدى السنوات الماضية.

 

خسارة "حتميّة"

 

وإذا كان وضع مثل هذه الاستراتيجية مؤجَّلاً، باعتبار أنّ "الأولوية" الآن هي لإدارة الانتخابات، فإنّ انسحاب أبو زيد، إذا ما تأكّد، من شأنه وفق ما يقول العارفون أن يزيد من حجم "الخسائر" المتوقعة لـ"التيار، بل إنّ هناك من يقول إنّ خسارة المقعد الجزيني الثابت قد تصبح "حتمية"، رغم ما يمتلكه النائب زياد أسود من "حيثية" في المنطقة، مع ما لذلك من "رمزية" بالنسبة إلى "الحزب" الذي خاض المعارك سابقًا مع حلفائه من أجله.

 

ويقول العارفون إنّ من الأسباب التي تدفع إلى هذا الاعتقاد أنّ "التيار" كان يراهن على "تجيير" بعض الأصوات الشيعية للائحته، وتحديدًا لأبو زيد، بما يسهم في تأمين الحاصل الانتخابي، الأمر الذي قد يصبح متعذّرًا مع أسود، خصوصًا أنّ للأخير مواقف عالية السقف، لا في مواجهة "حركة أمل" فقط، بل حتى "حزب الله"، ما قد يضع الأخير في موقف "محرج" لناحية إقناع محسوبين عليه بمنحه أصواتهم التفضيلية، فضلاً عن كونه قد لا يرغب في إنجاحه.

 

أضف إلى ذلك أنّ "التيار الوطني الحر" يشكو في إدارته للعملية الانتخابية في دائرة صيدا جزين أنّه بقي "بلا حليف" حقيقي في جزين، بعدما توزّعت القيادات الصيداوية الأساسية على باقي اللوائح، من دون أن ينجح بإقناعها في التحالف معه، بما فيها "الجماعة الإسلامية"، التي جرت محاولات في الآونة الأخيرة لنسج تحالف معها، ما سيحرمه أيضًا من الحصول على الأصوات الوازنة في صيدا، التي تتيح له الفوز.

 

قد يشكّل انسحاب أمل أبو زيد "صفعة" لـ"التيار" في جزين، وقد يكون مجرد "تفصيل" في معركة، يرى كثيرون أنّها كانت "خاسرة" أساسًا، لكن هناك من يعتقد أنّها تأتي لتفضح من جديد، وعلى أبواب الانتخابات، "ثغرات" تنظيمية بالجملة بات "العونيون" يواجهونها، حتى إنّ هناك من باب يغلّب الخشية من "تشرذم" الصفوف على "المصلحة الانتخابية" نفسها!

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك