Advertisement

عربي-دولي

باكستان وأميركا تصالحتا... لكن إلى متى؟

Lebanon 24
22-09-2022 | 19:30
A-
A+
Doc-P-993266-637994867391540342.jpg
Doc-P-993266-637994867391540342.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
وسط ذهول ملايين الباكستانيين من أسوأ فيضانات في الذاكرة الحية، تزامنت جهود الإنقاذ والإغاثة الإنسانية، وطنياً ودولياً، مع تطور سياسي لافت، فقد تجدّد تواصل رفيع المستوى بين باكستان والولايات المتحدة بوتيرة بطيئة لكن ثابتة.
Advertisement
لن تتّضح كامل التكاليف البشرية والاقتصادية لأحدث كارثة مناخية في باكستان قبل مرور بعض الوقت، لكن يبدو أن هذه الأزمة منحت إدارة بايدن التبرير المناسب لتجديد التزاماتها الدبلوماسية مع ذلك البلد الذي يملك أسلحة نووية ويقع في منطقة مهمة استراتيجياً.
يختلف الوضع اليوم عما كان عليه منذ سنة، غداة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، اعتبر قادة باكستان طريقة الانسحاب الأميركي شائبة، وعبّر كبار المسؤولين الأميركيين عن استيائهم من باكستان لأنها لم تقنع حركة «طالبان» الأفغانية بالتوصل إلى تسوية سلام عبر التفاوض مع الحكومة السابقة بقيادة أشرف غني، كذلك اعتُبِرت مواقف المسؤولين الأميركيين اللاحقة حول احتمال إضعاف العلاقات مع باكستان شكلاً من العقاب في إسلام أباد، لأن البلد لم يكثّف جهوده لمساعدة الولايات المتحدة في أفغانستان، ولأن رئيس الوزراء السابق عمران خان زار روسيا عشية غزو أوكرانيا.
لكن حين بدأ خان يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تغيير النظام في باكستان وافتعل بذلك أزمة سياسية شاملة في إسلام أباد، لم يعد القرار الأميركي بتعليق التواصل مع البلد تدبيراً انتقامياً بل خطوة حذرة دبلوماسياً.
في المرحلة اللاحقة، لم يتردّد خان في إبعاد بلده عن الولايات المتحدة والغرب عموماً، وبعد تصويت حجب الثقة من جانب أحزاب المعارضة في باكستان، بدأ رئيس الوزراء المخلوع ينظّم مسيرات ضخمة في مختلف المدن الباكستانية.
قد تكون مزاعم خان حول رغبة الولايات المتحدة في تغيير النظام مستبعدة، لكنه كان محقاً جزئياً حين ادعى أن قرار الجيش الباكستاني بسحب دعمه له هو الذي أطلق مسيرة تغيير الحكومة في شهر أبريل، ففي البداية، شارك الجيش في تسهيل فوز خان في الانتخابات عام 2018، لكن يقال إنه استاء من ارتفاع كلفة سياسات خان الشعبوية التي كانت تستغل المشاعر المعادية للولايات المتحدة لحصد الدعم المحلي.
على عكس خان، يعتبر الجيش الباكستاني العلاقات مع الولايات المتحدة أساسية للحفاظ على أهمية باكستان الجيوسياسية ولحماية استقرار الاقتصاد المتدهور ودرء أزمة السيولة الحادة، ولتحقيق هذه الغاية، تقضي أول خطوة اتخذتها حكومة شهباز شريف بالانقلاب على سياسة دعم الوقود والكهرباء التي طبّقها خان رغم غياب التمويل المناسب، فقد كان هذا التدبير يهدف إلى تسهيل استئناف المفاوضات بين باكستان وصندوق النقد الدولي حول برنامج بقيمة 6.5 مليارات دولار، بعد توقفها طوال سبعة أشهر.
على الجانب الأميركي، تزامن استئناف برنامج صندوق النقد الدولي مع ظهور مؤشرات أخرى تثبت استعداد البلد لإعادة إحياء العلاقات الثنائية، وترافقت الفيضانات المدمّرة مع عدد من الزيارات الرسمية ورفيعة المستوى من واشنطن، بدءاً من مستشار وزارة الخارجية الأميركية، ديريك شوليت، الذي أعلن إنشاء جسر جوي إنساني طوال عشرة أيام نحو باكستان وتقديم حزمة إغاثة بقيمة 30 مليون دولار، وصولاً إلى زيارة يحمل توقيتها أهمية استراتيجية كبرى من مديرة وكالة التنمية الدولية الأميركية، سامانثا باور.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك