Advertisement

عربي-دولي

فشل روسيا في أوكرانيا مكسب لأردوغان

Lebanon 24
22-09-2022 | 20:00
A-
A+
Doc-P-993269-637994873318109154.jpg
Doc-P-993269-637994873318109154.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
هدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بغزو اليونان مراراً، ثم استنكر المقاربة الغربية الاستفزازية تجاه روسيا، لكن أنقرة تتوق، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى تسويق نجاحها الاستثنائي في إقامة توازن بين طرفَي الصراع لمصلحة تركيا وحلف الناتو والعالم أجمع، وتعكس هذه المقاربة إصرار إردوغان على تطبيق سياسة خارجية مستقلة، حيث تستعمل تركيا قوتها العسكرية، وتأثيرها الثقافي، وموقعها الجغرافي الفريد من نوعه، للتوفيق بين مختلف القوى العظمى.
Advertisement
لكن يبقى نجاح هذه السياسة محط جدل، فقد أثبتت الطائرات المسيّرة والجهود الدبلوماسية التركية أنها مؤثرة أكثر مما توقّع الكثيرون، مع أنها أقل تأثيراً مما يزعم منظّمو حملات إردوغان الدعائية، لكن رغم فاعلية سياسة تركيا الخارجية المستقلة في هذا الصراع، تبرز مفارقة أعمق على مستوى الأسس التي ترتكز عليها تلك السياسة، لطالما اعتبر صانعو السياسة التركية استقلاليتهم المستجدة رداً بنيوياً على ضعف الغرب المتزايد ونشوء عالم متعدد الأقطاب، لكن في آخر ستة أشهر، سهّل ضعف روسيا غير المتوقع الحفاظ على هذا التوازن التركي.
لو اجتاحت روسيا كييف خلال أسابيع، كما توقّع عدد كبير من المحللين، لما كان الكثيرون اليوم سيشيدون بطائرات "بيرقدار" التركية أو دور الوساطة الذي تؤديه أنقرة، بل كان إردوغان سيواجه بيئة استراتيجية أكثر قوة، بدءاً من البحر الأسود، مروراً بالقوقاز، وصولاً إلى سورية، وكان الاستياء منه سيتصاعد في الولايات المتحدة وأوروبا، وهذه النتيجة كانت ستمنح أنقرة منافع أخرى، لكنها ستجبرها على البحث عن توازن أكثر تعقيداً.
يستطيع صانعو السياسة الأميركية أن يراجعوا هذه الأحداث كلها كي يقتنعوا بضرورة وقف محاولات إعادة تركيا إلى محورهم، فقد اعتُبِر غزو أوكرانيا سبباً لدفع الغرب إلى مراعاة إردوغان عند محاولة إصلاح العلاقات مع تركيا، لكن يكشف رد أنقرة أن العكس صحيح، فقد أثبتت أنقرة أنها ستتعامل مع الظروف الجيوسياسية المتبدلة عبر التطلع إلى حصد منافع فورية، واستفادت تركيا مباشرةً من بيع الطائرات المسيّرة إلى كييف مثلاً ومن دورها في تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية، وتخدم هذه الخطوات المصالح الأميركية، لكن ستتابع أنقرة تطبيقها من دون الحاجة إلى أي تشجيع أو حوافز من واشنطن، وإذا أضعفت خطوات أخرى المصالح الأميركية، منها التهديد بمنع انضمام دول الشمال إلى حلف الناتو أو شن حرب ضد اليونان، تستطيع واشنطن أن تمارس ضغوطاً مستهدفة أو تستعمل أسلوب التملق عند الحاجة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك