المبادرات الفردية تتسارع.. "ما بدنا ولادنا يموتوا ع الطريق"

لم تكن وفاة الفنان جورج الراسي، أول حالة وفاة على الطرق اللبنانية، نتيجة الاهمال الذي يحصل لها او السرعة في القيادة، ولم تكن الأخيرة على الاطلاق، فمنذ السابع والعشرين من آب وحتى اليوم وقع أكثر من مئة قتيل بحسب احصاءات اعدتها "اليازا"، ما يعتبر رقماً كبيراً جداً مقارنة مع عدد الحوادث، وأكثر من 250 ضحية منذ بداية العام وحتى تاريخ اعداد هذا التقرير. 
وبحسب "الدولية للمعلومات" بين الأعوام 2012-2021 تراجع عدد الحوادث بمقدار 1,670 حادث سير أي بنسبة 34.8% وتراجعت أيضاً أعداد القتلى 176 قتيلاً بنسبة 29.6%، وأعداد الجرحى 3227 جريحاً بنسبة 48.2%. 
 
وخلال الأشهر الــ 8 من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2021 تراجع عدد الحوادث بنسبة 34% وأعداد القتلى بنسبة 15.6% والجرحى بنسبة 34.6%. 
أما في أسباب هذا التراجع فتكمن بشكل أساسي حالة الإقفال التي شهدها لبنان في العامين 2021-2022 نتيجة كورونا وأيضاً ارتفاع أسعار البنزين وتوقف الكثير من الأشغال ما قلّص حركة التنقل وبالتالي عدد الحوادث. 
وعلى الرغم من هذه الايجابية، الا ان هذه الارقام تبقى مرتفعة، والسبب الاساسي فيها يعود أولاً واخيراً الى غياب الصيانة على الطرق .  

 

المبادرات الفردية تتوالى 
وفي ظل غياب الدولة، وعدم قدرتها على اصلاح الطرقات، برزت المبادرات الفردية التي عادت الى الواجهة، وكان أولها للسيدة ماجدة الرومي، التي عملت وعلى نفقتها الخاصة على ترميم وتصليح الطريق الدولية عند نقطة ضهر البيدر، حيث لقي المطرب الراسي حتفه. 
وأمس اطلقت جمعية Warm Heart - "القلب الدافئ" ونقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان والناشط  رمزي بو خالد، خلال مؤتمر صحافي عقد في مركز النقابة بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي ووزارة الأشغال العامة وعائلة الفنان الراحل جورج الراسي، حملة سلامة مرورية تحت عنوان "لعيونك حبيبي" ستترجم بأعمال تأهيل لفواصل وأطراف أرصفة وطرقات تخليدا للفنان الذي قضى في حادث سير مروع، في حضور ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العقيد جوزف مسلم، والد الفنان جورج الراسي  خليل الراسي وحشد من الوجوه الفنية والإعلامية.