Advertisement

لبنان

القادة الموارنة يتصارعون وبكركي: "من له أذنان صاغيتان فليسمع"

جو لحود-Joe Lahoud

|
Lebanon 24
19-11-2022 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1012234-638044539157607692.jpg
Doc-P-1012234-638044539157607692.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ليست المرة الأولى التي يتصارع فيها القادة السياسيون الموارنة في لبنان، لا بل يمكن القول إن صراعهم الحالي والتقليدي اقل وطأة من غيره من الصراعات، نظرا الى انه يتخذ البعد السياسي الحصري من دون ان يتخطاه الى اي شكل من اشكال العنف الماديّ التي انهكت المجتمع المسيحي، وأرهقت المجتمع اللبناني.
Advertisement

وقد تكون الانتخابات الرئاسية، واحدة من أبرز الاستحقاقات التي تدفع الموارنة الى الاصطفاف ومحاولة شدّ العصب، ما يؤدي تلقائيا الى عدد من النزاعات التي تتكرر أقله مرة كل 6 سنوات.
وهنا، يمكن وصف هذه الصراعات بالايجابية والسلبية في الوقت نفسه، اذ ان حضورها بالبعد السياسي يؤكد سلامة المجتمع  الذي يؤمّن الارضية للاختلاف بالرأي والتعبير عنه، لكن بروزها في بعض الاحيان بشكل حاد والغائي يؤشر الى عقلية لا بد من ان يتخلى عنها الموارنة بشكل عام وقادتهم بشكل خاص، اذ ان بطريركهم المثلث الرحمة الياس الحويك الذي دفع الى انشاء لبنان الكبير، غلّب مفهوم الانفتاح على التقوقع، لذلك من المستغرب ان تستمر الجماعات المارونية في لبنان من أحزاب وتيارات بالذهاب نحو الانغلاق على نفسها ومناصيرها، في حين ان المطلوب منها اولا الانفتاح على المارونيّ الآخر وثانيا على الشريك في الوطن من اي طائفة او حزب كان.
في لغة الانفتاح التي اختبرها الموارنة عبر التاريخ، دفعتهم تجربتهم للخروج من الأودية والجبال والتوجه نحو السواحل والشواطىء والآخر المختلف، ولا بد من التوقف هنا عند التوجه العام الذي يعبّر عنه البطريرك ما بشارة بطرس الراعي، والذي يعتبر امتداداً للمواقف البطريركية الثابتة عبر التاريخ.
وفي هذا السياق، يبدو من الظلم اظهار البطريركية الماروينة كمرجعية دينية متشددة وباحثة عن حقوق طائفتها وحسب، اذ انها ، وعبر الدور الزمني الذي قامت به وما زالت، تحوّلت الى مرجع وطنيّ يؤكد الثوابت اللبنانية وينادي بها كلما حاول احدهم الالتفاف عليها.
ومن الثوابت التي يعود ليرفع الصوت حولها البطريرك الراعي خلال هذه الفترة، نذكر مطالبته المستمرة بالحوار والتوافق والانفتاح، عبر عظاته المتتالية،  والتي غالبا ما تضيع في بحر العناوين الكبيرة المتمثلة في الدعوة الى مؤتمر دوليّ من اجل لبنان، وفي الدعوة للعمل من اجل تخفيف  أوجاع المواطنين المختلفة ، كما في الدعوة الى انتخاب رئس جديد للجمهورية  في اسرع وقت ممكن، بهدف انتظام الحكم واعادة تسيير شؤون البلاد.
ومن هنا، تبدو البطريركية المارونية  في دعوتها الى التوافق الفعليّ والجديّ تسير بعكس غالبية القوى الفاعلة في لبنان، لاسيما المسيحية والمارونية منها، فما شهدته الساحة اللبنانية من تسريبات لرئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل ومن ردود فعل عليها، ومن أفكار داعية الى الطلاق بين اللبنانيين من بعض القوى المسيحية، يؤكد ان بكركي بحاجة للتحرّك سريعا بغية اعادة تحديد الدور والاهداف المرتبطة بالوجود وفاعليته.
وفي هذا المجال ووفقا لمعلومات خاصة بـ"لبنان 24"، لن يقدم البطريرك الماروني خلال هذه الفترة على اي خطوة او حركة غير اعتيادية، لا بل سيستمر بمراكمة عظاته ودعوته للتوافق بين المسيحيين واللبنانيين عملا بمقولة السيد المسيح " من له أذنان صاغيتان فليسمع".
فالراعي الذي لا يخفي على اي أحد امتعاضه من الواقع اللبناني الحالي ومن أداء السياسيين بشكل عام والموارنة منهم بشكل خاص، لا يتردد في التأكيد امام زواره انه ليس مستعدا  لدعوة القادة الموارنة او السياسيين الموارنة للاجتماع تحت سقف بكركي، فالصرح بات يعرف من يلتزم بما يتفق عليه بالاجتماعات التي تحصل ضمن أروقته وبمن لا يلتزم ولا يفوّت فرصة حتى يشتم الآخر ويعمل على الغائه.
كما ان البطريرك الماروني، لا يفوّت اي فرصة ليعلن انه لن يدخل في لعبة الاسماء الرئاسية ولن ينجر وراء دعوات البعض له لطرح سلة من الاسماء المقبولة والممكن لها ان تصل الى سدة الرئاسة الأولى.
كما يؤكد ان في صفوف الموارنة مئات الاسماء من العاملين بشكل تقليدي في السياسة او من غير العاملين فيها، يمكن لهم وبكفاءة مطلقة ان يقودوا البلاد نحو خلاصها من نار العذابات المتتالية.
لكن وعلى رغم الحذر والغضب البطريركي الشديد، من المرجح ان تطلق بكركي خلال الفترة المقبلة وبالتشاور مع حاضرة الفاتيكان، مجموعة تحركات تحمل الطابع المسيحيّ والوطنيّ في الوقت نفسه، وتهدف لخلق شبكات تواصل تعيد لغة الحوار بين اللبنانيين وتحاول تقليص مدة الشغور الرئاسي الحاصل
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك