Advertisement

لبنان

هل كان الحريري لينتخب مرشّح "الحزب"؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
23-11-2022 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1013389-638047912188970853.jpg
Doc-P-1013389-638047912188970853.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

من الواضح أنّ المشهد السياسيّ يُشبه إلى حدٍّ كبيرٍ ما كان عليه قبل إنتخاب الرئيس ميشال عون، حيث أنّ البلاد دخلت يومها في فراغٍ رئاسيٍّ لحوالى السنتين قبل أنّ تُفضي التسويّة عام 2016، بين تيّار "المستقبل" و"القوّات اللبنانيّة" و"حزب الله" و"التيّار الوطنيّ الحرّ" والحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" إلى الخروج من المراوحة. ورغم أنّ كلّ شيء يدّل على أنّ الشغور سيستمرّ لعدم تأمين التوافق حتّى اللحظة بين أغلبيّة الكتل النيابيّة، فإنّ غياب الرئيس سعد الحريري عن الحياة السياسيّة والنيابيّة ترك بصمة سلبيّة، تمثّلت أوّلاً في التنوّع النيابيّ، وثانيّاً في التوجّهات السياسيّة، وخصوصاً في عمليّة إختيار المرشّح وانتخابه.

 

وتشهد هذه المرحلة الحساسة خلافاً عميقاً بين "الثنائيّ الشيعيّ" الذي يطمح إلى إيصال شخصيّة تُؤمن بمبدأ المقاومة، وبين فريقٍ يُريد إنتخاب رئيس "حركة الإستقلال" النائب ميشال معوّض، أو أيّ شخصيّة أخرى تُشبهه تكون "سياديّة" للحدّ من نفوذ "حزب الله" سياسيّاً، ومعالجة موضوع سلاحه ومنعه من التدخّل في شؤون البلاد العربيّة عبر فرض الحياد. وهنا السؤال المهمّ، لو كان الحريري لا يزال متواجداً في المعادلة السياسيّة، هل كان سيسير برئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، علماً أنّه كان داعماً له قبل انتخابه الرئيس عون؟ أو كان سينتخب أحد مرشّحي "المعارضة"، وخصوصاً وأنّ إبتعاده عن السياسة سببه "حزب الله" والتدخّل الإيرانيّ، بحسب ما أعلنه في خطاب عزوفه؟

 

الأكيد بحسب مراقبين أنّ أكثريّة النواب السنّة، وفي مقدمتهم نواب "الإعتدال الوطنيّ" وبعض حلفائهم من نواب بيروت لا يزالون على الحياد من إختيار معوّض أو فرنجيّة، وهم يُصوّتون بشعار خلال كلّ جلسة إنتخاب. ولكن، لا يُخفى أنّهم ينتظرون أيّ حوار أو تسويّة من شأنها إيصال رئيسٍ جامعٍ كما يتمنون، وفرنجيّة على وجه الخصوص. ويُضيف المراقبون أنّ موقف الحريري كان سوف يكون مطابقاً لهم، لعدّة إعتبارات أبرزها خلافه الكبير مع "القوّات اللبنانيّة"، إضافة مع النائب جبران باسيل.

 

ويقول مراقبون إنّه على الرغم من التباين بين الحريري و"حزب الله"، إلّا أنّ فرنجيّة لو نال دعماً نيابيّاً كافيّاً، كان سيكون ليس فقط مرشّح بيت الوسط، وإنّما المختارة أيضاً. فيوضح المراقبون أنّه حين كان "المستقبل" و"اللقاء الديمقراطيّ" يتّجهان إلى التصويت لفرنجيّة عام 2016 قبل نضوج التسويّة آنذاك، عدل رئيس "التقدميّ" وليد جنبلاط عن موقفه، وسار مع الحريري و"القوّات" بعون، لأنّ الأخير حَظِيَ بالدعم النيابيّ الكافي في وقتها. ويُتابع المراقبون أنّ الحريري قريب من فرنجيّة أكثر من أيّ مرشّح تدعمه معراب أو ميرنا الشالوحي. من هنا، لا يستبعد المراقبون أنّه لو كان متواجداً في مجلس النواب، كان سيُصوّت لرئيس "المردة"، إذ أنّ فرنجيّة شخصيّة مهادنة وغير عدائيّة مع الأفرقاء، وحتّى لو كان من فريق الثامن من آذار، ومنحازاً لنهج "المقاومة" وسوريا.

 

في السياق عينه، يعتبر مراقبون أنّ فرنجيّة هو مرشّح "الحزب"، ما يعني أنّ الحريري كان سيُوصل مرّة جديدة شخصيّة مقرّبه من الضاحيّة الجنوبيّة لقطع الطريق أمام باسيل وجعجع، وهذا بالظبط ما سيقوم به النواب السنّة حاليّاً وفق الترجيحات، فقد فشلت الوساطات بينهم وبين نواب "المعارضة" من "الكتائب" و"القوّات" وصولاً إلى نواب "التغيير"، وأشاروا إلى أنّ ميشال معوّض شخصيّة تحدي ، لا يُفضَّل إنتخابه لعدم تكرار التجربة الرئاسيّة الأخيرة، وأيضاً، لا يحظى مرشّح "المجتمع المدنيّ" بالدعم النيابيّ الذي سيُعطيه غطاء التوافق.

 

ويُشير مراقبون إلى أنّ لرئيس مجلس النواب نبيه برّي علاقات جيّدة وتاريخيّة مع جنبلاط والحريري، وهو قادر أنّ يمون عليهما في دعم فرنجيّة، وخصوصاً إذا أفضى الحوار أو الإتّصالات إلى التوافق عليه. في المقابل، يبقى موضوع الميثاقيّة عاملاً مؤثّراً، فإذا سار السنّة والشيعة والدروز بفرنجيّة، فإنّ "الجمهوريّة القويّة" لن تسير به بشكل حاسمٍ، إضافة إلى أنّ تكتّل "لبنان القويّ" يُريد ضمانات في المرحلة المقبلة تُبقي باسيل لاعباً أسياسيّاً، ما قد يُعرّي الرئيس الجديد من الغطاء المسيحيّ، ويُسقط عنه الشرعيّة المسيحيّة، ويُعتبر ضعيفاً في بيئته.

 

ويلفت مراقبون إلى أنّ الحريري لو كان لا يزال في المعادلة السياسيّة، لكان سيُسرّع هذه المرّة عملية إنتخاب فرنجيّة، لاستبعاد باسيل من السباق الرئاسيّ من جهّة، وتشتت "المعارضة" من جهّة ثانيّة، علماً أنّه لو خاض الإنتخابات، لكانت وجوه نيابيّة حاليّة غائبة عن مجلس النواب، وخصوصاً بعض النواب السنّة القريبين من معراب و"حزب الله"، ونواب من قوى "التغيير"، ولكانت كتلة "المستقبل" "بيضة قبان"، وصانعة للرئيس المقبل

 

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك