Advertisement

لبنان

نواب "التغيير" على تشتّتهم.. هل "يتّحدون" في جلسة اليوم الانتخابية؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
24-11-2022 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1013740-638048766486383237.png
Doc-P-1013740-638048766486383237.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

سُدًى تذهب جهود بعض نواب "التغيير" لإعادة توحيد التكتّل الذي جمعهم ظاهريًا في الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث تنتهي كلّ الاجتماعات "الافتراضية" و"الحضورية" التي يعقدونها بصورة دوريّة، إلى "لا اتفاق" في أحسن الأحوال، لتبدو هذه اللقاءات وكأنّها مجرد "رفع عتب"، ولو أنّ جزءًا من "التغييريين" يصرّ على الإفراط في "التفاؤل"، لحدّ التأكيد على أنّ موقفًا موحّدًا سيعيد لمّ شملهم، عاجلاً أم آجلاً.

Advertisement
 
ومع أنّ مشكلة نواب "التغيير" قائمة في الجذور، منذ ما قبل وصولهم إلى الندوة البرلمانية، انطلاقًا من انتماءاتهم السياسية المتباينة، ومشاريعهم المتفاوتة، ولو اجتمعوا على عنوان "التغيير" في المبدأ، فإنّ ما لا يخفى على أحد أن الاستحقاق الرئاسي هو الذي "فرّقهم" إلى مجموعات، بعد فشل المبادرة "الإنقاذية" التي أطلقوها، ليقع "الخلاف الكبير" بعيد تبنّي بعضهم اسم عصام خليفة مرشحًا رئاسيًا، ما رفضه فريق آخر منهم.
 
وفيما عقد اجتماع افتراضي جديد للنواب "التغييريين" في سبيل "تنسيق الموقف" بينهم، وصولاً إلى "توحيده" إن أمكن، لا يُعتقَد أنّ طريق ذلك مفروشة بالورود، بل ثمّة اعتقاد أنّ الشرخ قد تعمّق أكثر، خصوصًا في ظلّ حديث إلى "اتساع" دائرة المصوّتين باسم مرشح المعارضة ميشال معوض بينهم، فهل تشهد جلسة اليوم على "تشتّت إضافي" لنواب "التغيير"، أم أن الجهود الاخيرة التي ستبدا كفيلة بتقريب وجهات النظر؟!
 
"التشتّت" في ذروته
 
بالنسبة إلى المتابعين، فعلى الرغم من استمرار اللقاءات "التنسيقية" بين نواب "التغيير"، إن جاز التعبير، والتي يحضرها للمفارقة نواب سبق أن أعلنوا انسحابهم من التكتل "التغييري"، أو علّقوا مشاركتهم فيه، على غرار النائبين ميشال دويهي ووضاح الصادق، إلا أنّ الثابت أنّ "التشتّت" بلغ "الذورة" في صفوف النواب، وأنّ التكتّل أضحى "شكليًا" في أحسن الأحوال، بعدما فقد قيمته المتمثّلة بـ"وحدة قراره" التي تبدو شبه مستحيلة.
 
ويقول العارفون إنّه ليس خافيًا على أحد أنّ التكتّل بات منقسمًا لا إلى مجموعتين فحسب، بل إلى مجموعات، تتمسّك كلّ منها بموقفها وترفض العدول عنه، علمًا أنّ بين النواب "التغييريين" من لا يزال مصرًّا مثلاً على وضع اسم عصام خليفة في صندوق الاقتراع الخميس المقبل، كما في الجلستين السابقتين، من باب "تسجيل الموقف"، رغم أنّ ترشيح الأخير، "غير الجدّي" برأي كثيرين، كان السبب المباشر في الخلاف.
 
في المقابل، ثمّة فريق آخر في التكتّل يعتبر أنّ الإصرار على وضع اسم خليفة بات "مريبًا"، خصوصًا أنّ طرح هذا الاسم حقّق الغايات "الرمزية" المنشودة منها، إن صدقت النوايا، وقد ثبُت أنّه ما عاد يقدّم أو يؤخّر شيئًا في المعادلة، خصوصًا أنّ أحدًا في الكتل الأخرى لم يتلقّف هذا الاسم، أو يُبدِ نيّة بتبنّيه، ما يفترض من نواب "التغيير" الانتقال إلى "خطة باء" إن أرادوا فعلاً إظهار بعض "الجدية" في العمل السياسي، كما يقولون.
 
"تفاؤل حَذِر"
 
ولعلّ "التشتّت" يتوسّع عندما يبدأ الحديث عن تبنّي ترشيح النائب ميشال معوض، الذي يعترض عليه بعض نواب "التغييريين" بوصفه جزءًا من المنظومة، ويندرج ضمن "كلن يعني كلن"، في حين أنّ بعضهم الآخر إما أعلن التصويت له، كالنائبين وضاح الصادق ورامي فنج، أو هو على وشك الإقدام على مثل هذه الخطوة، كما ألمح النائبان مارك ضو ونجاة عون صليبا في الآونة الأخيرة، متحدّثين عن "نقاشات" جارية مع معوض في هذا السياق.
 
رغم ذلك، ثمّة بين "التغييريين" فريق لا يزال "صامدًا" في "تفاؤله" بالقدرة على تجاوز الخلافات، للوصول إلى "توحيد الموقف"، وهو فريق يقود النائب ملحم خلف، بمعاونة النائبة بولا يعقوبيان بحسب بعض العارفين، حيث ينطلق هؤلاء من مقولة إنّ "الخلاف لا يفسد في الودّ قضية"، للتأكيد على أنّ اتفاق "التغييريين" يبقى ضروريًا، من أجل استعادة زمام المبادرة، وهو ما يبدو أكثر من مطلوب في المرحلة المقبلة.
 
وفيما يبدو هذا التفاؤل "حَذِرًا"، بالنظر إلى مساحة التباين بين المجموعات "التغييرية"، ولو كانت أسبابه الموجبة "واقعية" برأي الكثير من المتابعين، إلا أن ترجيح وصوله إلى نتائج في جلسة اليوم يبدو "مُستبعَدًا" حتى إثبات العكس، علمًا أنّ هناك من يعتبر أنّ "توحيد" مقاربة التكتل للجلسات "الشكلية" لم يعد ذي أهمية، بقدر ما توصّله إلى موقف "موحّد" عندما "يجدّ الجدّ"، وهو ما يبدو مؤجّلاً حتى العام المقبل بالحدّ الأدنى.
 
حُمّل "التغييرييون" أكثر ممّا يحتملون بالنسبة إلى كثيرين، من دون أن يقدّموا في المقابل الأداء "النموذجي" الذي كان مُنتظَرًا منهم. قد يكون ذلك صحيحًا، لكنّ الصحيح أيضًا أن محاولات "إحياء" تكتّلهم من جديد، ولو أفضت إلى نتائج محدّدة في القادم من الأيام، لم تعد تُقابَل بالجدية المطلوبة في الأوساط السياسية، التي باتت مقتنعة بأنّ هؤلاء النواب لا يمكن أن يشكّلوا "كتلة متجانسة"، تحت أيّ ظرف من الظروف!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك