Advertisement

لبنان

الملفّ الرئاسي… من يضع حداً للمهزلة؟

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
26-11-2022 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1014400-638050492817488092.jpg
Doc-P-1014400-638050492817488092.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

يرى بعض المتابعين للشأن السياسي أن توتّر العلاقة الايرانية - السعودية من جهة، والايرانية - الاميركية والاوروبية من جهة اخرى سيساهم في ضرب إمكان الوصول الى أي تسوية في لبنان سواء كانت محدودة اي على مستوى الملف الرئاسي أو شاملة على مستوى حجم الازمة الراهنة.

 

ويعتقد هؤلاء أن الذهاب نحو تسوية بعد الانهيار الكامل ووصول الازمة اللبنانية الى حدودها القصوى لا يمكن أن يحصل من دون توافق اقليمي ودولي كامل. أي أن القوى المحلية غير قادرة على حلّ الازمة بشكل جذري حتى لو تمكّنت من الوصول الى حلول آنية او موضعية.

 

فهل يمكن الحسم بأن الواقع السياسي المضطرب بين ايران والدول المعنية بالملف اللبناني سيؤثر بشكل مباشر على التوازنات في الساحة اللبنانية ويعرقل مسار الحلول؟

 

تولي باريس اهمية كبرى للتفاهم مع إيران، رغم أن طهران تؤكد باستمرار على ضرورة التواصل مع "حزب الله". غير ان الفرنسيين يعلمون جيداً وفي اطار حراكهم الحالي ضرورة الوصول الى تهدئة او اخذ ضمانة من الايرانيين بشأن الساحة اللبنانية، لذلك تضع باريس الى جانب تواصلها مع كل من الرياض وواشنطن مفاوضاتها مع طهران كأحد المداميك الاساسية لحل الازمة في لبنان.

 

وتؤكد المصادر أن التوترات التي تصيب العلاقة الايرانية - الاوروبية والايرانية - السعودية ستحمل حتماً تداعياتها على الساحة اللبنانية لأنها ستساهم في إبعاد التسوية، سيما أن الساحة اللبنانية هي احدى الساحات الاساسية التي يجب التفاهم حولها، والتي تتأثر سلباً بتطورات المنطقة.

 

وفي خضمّ السجالات الداخلية المشتعلة وانشغال الدول بالتوترات المحتدمة في المنطقة، يبدو أن الشغور الرئاسي سيكون طويل الأمد، وأن كل التوقعات التي تحدّثت عن حلحلة مرتقبة في الملف الرئاسي قد سقطت أمام المشهد السياسي الدائر في لبنان والمنطقة، ورغم أن "حزب الله" يوحي بالانفتاح على عدّة خيارات، غير أنه مدرك لقوّته في المعادلة، وهو لا يبدو منزعجاً من الفراغ الحاصل لأن حساباته تدور في فلك آخر. كل ذلك والشعب اللبناني غارق في أزماته التي تزداد تعقيداً في ظلّ حكومة لا تملك سوى صلاحية تسيير الاعمال، 

 

وبالرغم من أن بعض الفرقاء في لبنان وتحديداً "حزب الله" يحاولون نفي فكرة الترابط بين الساحة اللبنانية وساحات المنطقة، وتحديداً العلاقة الايرانية مع دول القرار، الا ان الامر بلا شك يؤثر ولو بشكل غير مباشر، إذ إن "الحزب" لن يكون مستعجلاً لإنجاز تسوية تريح الاوروبيين في لبنان من دون ان يحصل بالمقابل على تنازلات في ساحة اخرى. كما أن طهران لن تقدم تنازلات مجانية في ظلّ الضغوطات التي تتعرّض لها مؤخرا، حيث أن السياسة الايرانية الخارجية كانت دوماً اكثر تشدّداً في لحظات الضغوطات القصوى في حين كانت تبدي ليونة واضحة في لحظات التهدئة والتنازلات الغربية

 

من هنا يبدو واضحاً أن كل الهواجس حول استمرار الفراغ السياسي باتت واقعية مع انسداد افق الحلول في الملف الرئاسي، ما من شأنه أن يزيد من تعميق الازمة الراهنة ويدفع بلبنان نحو مزيد من الانحدار وسط انهيار اقتصادي وفوضى اجتماعية تنذر بتحديات امنية خطيرة، بانتظار تسوية خارجية تنهي حالة الجمود الرئاسي وتعيد ترتيب الاوراق وتعيد البلاد على سكّة الانقاذ وتضع حداً للمهزلة المتكررة في لبنان

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك