Advertisement

لبنان

الطائفة السُّنية تعيد ترتيب اوراقها.. حضور وازن وقدرة على "الڤيتو"

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
27-11-2022 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1014655-638051378701351226.jpg
Doc-P-1014655-638051378701351226.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مما لا شك فيه أن أخطر الانتكاسات التي كادت تطيح بالوزن السني في لبنان تمثلت في اعلان "تيار المستقبل" قرار تعليق العمل السياسي، لكن الرئيس نجيب ميقاتي استطاع في فترة قصيرة تدارك الامر.
Advertisement

تعاني الطوائف اللبنانية بغالبيتها العظمى من تشظٍّ سياسي كبير بعد الانهيار الذي طال القطاعات الاقتصادية والمالية والنقدية في لبنان، سيّما بعد "ثورة 17 تشرين" التي أثرت بشكل مباشر على الحياة السياسية عموماً في الساحة اللبنانية. لكن، لعلّ اكثر الطوائف المتأزمة هي "السنية" خصوصاً بعد أن تعرّضت لبعض الانتكاسات السياسية التي لا يمكن تجاوزها مرور الكرام.

وإذ واجهت الطائفة السنية ضربات على المستوى المعيشي كما سائر الطوائف الاخرى في لبنان غير أنها اليوم تحاول استعادة تماسكها السياسي في ظل وجود كتلة نيابية سنية وازنة تنسّق في ما بينها بشكل واضح وشبه علني لتخرج بموقف موحّد في مختلف الملفات السياسية والاستحقاقات الدستورية في البلاد

هذه الكتلة النيابية التي يتقارب بعضها مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في حين أن البعض الاخر مقرّب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باتت تشكّل قدرة على "الڤيتو" في الاستحقاقات الدستورية وتحديداً في الاستحقاق الرئاسي بسبب التنسيق المتواصل الحاصل بين عدد كبير من النواب الذين ليسوا جميعهم بالضرورة من السّنّة.

مما لا شك فيه أن أخطر الانتكاسات التي كادت تطيح بالوزن السنّي في لبنان تمثلت في اعلان "تيار المستقبل" قرار تعليق العمل السياسي، لكن الرئيس نجيب ميقاتي استطاع في فترة قصيرة تدارك الامر واستيعاب الصدمة الشعبية السنّية التي حصلت آنذاك وتمكّن من تثبيت صلاحيات رئاسة الحكومة وتسلّم زمام الطائفة على المستوى السياسي آخذاً على عاتقه عدم السماح بالتعدّي على هذا الموقع او "تناتشه" من قِبل بعض الطامحين بوصفه شخصية سياسية ممثلة شعبياً للطائفة  وموقعها.

تعيد الطائفة السنّية اليوم، اكثر من اي وقت مضى، ترتيب اوراقها تجنّباً للانهيار السياسي الكبير، والذي كاد يشكّل تهديداً في المرحلة الفائتة، خصوصاً في ظل الابتعاد السعودي عن الواقع اللبناني وعدم دخول الرياض في عملية دعم واضح للطائفة السنّية كما كان يحصل في السنوات الماضية، ما عرّضها في الانتخابات النيابية الاخيرة الى محاولات انقضاض من عدة قوى سياسية وطائفية.

هكذا تحاول الطائفة السنّية تمرير أكبر ازمة في تاريخ لبنان في ظل التشرذم السياسي العميق الذي لا يبدو ان مختلف الطوائف بغض النظر عن نسبة تأثرها ستستطيع تجاوزها من دون أضرار جانبية الامر الذي حصل مع سائر القوى السياسية أيضاً التي تضررت بشكل كبير في السنوات الماضية.  
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك