Advertisement

لبنان

القوات اللبنانية خارج التسوية… فهل تتنحّى لستّ سنوات؟!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
17-01-2023 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1029546-638095502318170295.jpg
Doc-P-1029546-638095502318170295.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

في ظل المساعي السياسية الحثيثة التي يبذلها عدد كبير من القوى المحلية في لبنان بهدف تحسين واقعهم قبل إبرام التسوية المرتقبة والتي قد تحصل في أي لحظة أو تطول مدّتها، يبدو أن بعض الافرقاء لا يرغبون في أن يكونوا جزءاً من هذه التسوية لأسباب عديدة، الامر الذي يطرح تساؤلات حول الموقع السياسي الذي يتمسّك به هؤلاء خلال المرحلة المقبلة.
Advertisement

في هذا الاطار تعمل "القوات اللبنانية" على إظهار نفسها المدافع الصلب من على ضفّة "الثورة" والمعارضة الفعلية التي ترفض كل سلوكيات السلطة اللبنانية وليست مهتمة بالمشاركة فيها من دون تحقيق تغييرات جذرية في الواقع السياسي العام، بدءاً من اسم رئيس الجمهورية ومواصفاته التي تشترطها "معراب" وتسعى من خلالها لإيصال شخصية منسجمة مع تطلّعاتها الى قصر بعبدا وصولاً الى السياق السياسي و"الاصلاحي" العام الذي تعمل عليه وفق خطابها.

تمارس "القوات" نوعاً من انواع الرفض الحاسم للتقارب مع بعض القوى السياسية وعلى رأسها "التيار الوطني الحر"، ولعلّ هذا الخطاب عادة ما يكون مستفزاً ومضرّاً في الشارع المسيحي، لكن "القوات" تستخدمه لتحسين واقعها الشعبي لأنها توحي به بعدم تقبّلها لأي تفاوض مع قوى السلطة التي أسقطت البلد في هوّة الانهيار وتحديداً "التيار" الذي لا يمكن التفاهم معه لا في القضايا السيادية ولا في الملفات الاصلاحية.

اضافة الى كل ذلك، فإن "القوات اللبنانية" باتت تتعامل اليوم بكلّ وضوح مع مساعٍ يقوم بها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي من اجل جمع الفريقين المسيحيين الاكبر في لبنان، أي "القوات" و"الوطني الحر"، لكن موقف "القوات" يبدو صريحاً في ظلّ المحاولات "العونية" لإحراجها من أجل الجلوس معها والتفاهم حول عناوين سياسية كثيرة، إذ وفق مصادر مقرّبة من معراب فإن هدف "التيار" المبيّت من هذا اللقاء هو "مجرّد الصورة التي توحي بأن خطاب "القوات" الثوري هو مجرّد مسرحية شعبية لشد العصب الجماهيري فقط".

سلوك "القوات" المُعلن والرافض لأي تقارب مع معظم القوى السياسية وتحديدا تلك التي تعارضها في التوجّه العام يوحي بأنها لا تطمح لأن تكون جزءاً من التسوية، وبأنها لا ترى نفسها داخل بوتقة سياسية جديدة إن لم تكن هي الطرف الاقوى فيها، الامر الذي يبدو مستحيلاً في ظلّ وجود قوى سياسية أساسية مثل "حزب الله" والنواب السنة" وغيرهم.

تقول مصادر سياسية مطّلعة أن نفَس "القوات" سيكون طويلاً جدا، إذ قد تذهب نحو المعارضة العلنية وتبقى خارج التسوية السياسية لستّ سنوات اضافية على امل ان تستطيع اجتياح المناطق السنية شعبياً وتحقيق الفوز الكاسح في الانتخابات النيابية المقبلة لتكون بعدها ليست الكتلة المسيحية الاكبر وحسب وإنما الكتلة النيابية الاكبر على الاطلاق والقادرة على التفاوض مع أي طرف سياسي لبناني بمعزل عن موقعه والخندق السياسي الذي يقف فيه.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك