Advertisement

لبنان

من "حزب الله" إلى الحريري.. رسالةٌ حاسمة والفحوى "غير عادي"!

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
25-01-2023 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1031998-638102385576432052.jpg
Doc-P-1031998-638102385576432052.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قبل عامٍ من الآن، وتحديداً يوم 24 كانون الثاني 2022، أعلن الرّئيس سعد الحريري من بيت الوسط تعليقَ عمله السياسي في خطوةٍ تركت إرباكاً كبيراً على السّاحة السياسية. حينها، قرّر الحريري ولأسبابٍ كثيرة غير معروفة في العلن، الإنكفاء بعيداً عن المشهد، إلا أنه في الوقتِ نفسهِ لم ينكفئ في الكواليس. حقاً، استمرّ الحريري في مواكبة الكثير من التفاصيل، في حين أنّه لم يقطع علاقته مع الكثيرين هنا، فالتواصل مستمرٌّ وإن كان غير علنيّ أو معروف.
Advertisement
 
بعد عامٍ من "إنكفاء الحريري السياسي"، تبقى الكثيرُ من الأسئلة مطروحة عما سيحصلُ لاحقاً بشأن الأخير.. لكنّ السؤال الأكثر بروزاً يبقى على النحو التالي: هل طُويت صفحة الحريري حقاً؟
 
من يتمعّنُ قليلاً في المشهد السياسي، سيرى أن هناك "إنتكاسة" حقيقية حصلت. فمنذ ابتعاد الحريري عن المشهد، "تزعزع " الكثير من المعادلات. فإنتخابياً، الحريري كان بعيداً، وفي ظلّ الاستحقاقات الدّاهمة والمرتبطة بانتخاب رئيس للجمهورية، لا مبادراتٍ واضحة كتلك التي سعى إليها الحريري. فقبل أكثر من 6 أعوام، كان رئيس "تيار المستقبل" أوّل المبادرين لتسويةٍ رئاسية أنهت الفراغ وأثمرت عن انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهوريّة. وبمعزلٍ عما حصل بعد تلك المبادرة من تخبطات سياسية، وبمنأى عن نتائجها وآثارها، إلا أنّ فعل "الإقدام على الأمر وتقديم التنازلات لصالح إنهاء الفراغ" يبدو بعيداً عن مختلف الأطراف الحالية التي تتمسك بخياراتها الأحادية.
 
في الإستحقاق الرئاسي البارز حالياً إلى الواجهة، لا يُمكن أبداً "إستبعاد" تأثير الحريري فيه، أقله على صعيد النواب السنّة الذين يميلون إليه والذين كانوا سابقاً في كنفِ "تيار المستقبل". حقاً، سيكون الحريري موجوداً في القرار بحالِ "مال" النواب السنّة إلى تزكية رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهوريّة باعتبار أن الأخير على علاقة قوية بالحريري، وقد كان مُرشحه في وقتٍ سابق. هنا، فإنّ ما يتبين هو أنّ القرار السنّي في مجلس النواب، "لم يعزل" الحريري على صعيد الإنتخابات الرئاسية. وإلى جانب كل ذلك، فإنّ دعم "حزب الله" لترشيح فرنجية للرئاسة، يعدّ أمراً غير عادي أبداً بالنسبة للحريري، وقد يحملُ رسائل بمضامين كبيرة. ففي الأساس، فإنّ فرنجية ليس مُستفزاً للحريري، وبالتالي فإن مُضيّ "حزب الله" بدعمه وعدم التنازل عنه حالياً، قد يكون بمثابة إشارات جديدة باتجاه الحريري مفادها أن الطريق مُعبّدة أمامك للعودة السياسية ومن خلال رئيسٍ تتفقُ معه ولا يعدُّ مناوئاً لك.
 
مع كل هذا، فقد بات الحزبُ أكثر قرباً من إعلان ترشيح فرنجية للرئاسة، وقد بات رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على معرفة بهذا الأمر وتحديداً خلال اللقاء الذي جمعه، بوفدٍ من "حزب الله" في ميرنا الشالوحي قبل أيام. وفعلياً، فإنّ إستبعاد "حزب الله" لباسيل عن اللعبة الرئاسية يعتبرُ أيضاً إشارة لافتة صوب الحريري، وهنا يُطرح السؤال التالي: هل يسعى "حزب الله" عبر إبعاد باسيل عن بعبدا إلى تعزيز ربط النزاع مع الطائفة السنية التي تعتبر في رئيس "الوطني الحر" شخصية مستفزة لها؟ وهل فعلاً يرى "حزب الله" أن تلك الخطوة مُريحة للحريري في حال قرّر العودة؟
 
حتماً، الأسئلةُ هذه مشروعة جداً وتتصلُ بأبعاد الأهداف التي يريدها الحزب وفرنجية، إذ أن الطرفين يعيان تماماً أن عودة الحريري إلى الساحة السياسية ليست مستبعدة وقد تحصل بأي وقت. وبالتالي، فإنّ الحزب يكون قد أرسى بذلك أرضيّة سهلة جداً بالنسبة للحريري، لكن الترجمة الفعلية لذلك لن تكون قريبة وقد تظهر فعلاً بعد اكتمال التوازنات والمسار الذي سيسلكه الاستحقاق الرئاسيّ.
وإنطلاقاً مما تقدّم، فإن ما يمكن قوله هو أنه لو كان "حزب الله" متمسكاً بباسيل، عندها لكانت عودة الحريري إلى السلطة "صعبة". إلا أن ذلك لم يحصل حالياً، وبالتالي فإن وصول فرنجية إلى الرئاسة، بضغطٍ من الحزب، قد يشكل حافزاً للحريري لكسرِ "تعليق العمل السياسي"، وهذا الأمر ليس مُستبعداً أيضاً.
 
في كل الأحوال، ما يمكنُ استشرافهُ من كل المعطيات القائمة هو أنّ صفحة الحريري "لم تُطوَ" بعد، إذ أنها ستبقى مفتوحة وبارزة. وعملياً، إن عاد الحريري قريباً إلى بيروت، وهو الأمر الذي ليس محسوماً حتى الآن، فإنّ البقاء لن يدوم طويلاً هنا لأن "الأمور" تحتاجُ إلى ترتيبات كثيرة وقراءة عميقة، سواءً على صعيد المحورين الداخلي أو الخارجي.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك