Advertisement

لبنان

"التيار" و"حزب الله".. البرودة طاغية رغم الإيجابيات الظاهرة!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
26-01-2023 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1032432-638103308962660402.jpg
Doc-P-1032432-638103308962660402.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

أخيرًا، عُقِد اللقاء المنتظر بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، فكسر "قطيعة" طال أمدها كثيرًا، وقد بدأت قبل أسابيع مع جلسة الحكومة الأولى التي عقدت في عهد "الفراغ الرئاسي"، فأخرجت الكثير من "العونيّين" عن طورهم، ليصوّبوا على حليفهم المفترض، كما لم يفعلوا منذ إبرامهم التفاهم الثنائي معه، مشكّكين حتى بـ"صدقية وعوده"، في مشهد بات غير مألوف في تاريخ العلاقة بينهما.

 

ومع أنّ "التيار الوطني الحر" تراجع خطوات إلى الوراء بعد "تصعيده"، ليبدي ليونة ومرونة، ترجمتا "هدنة إعلامية" شبه معلنة، لم تخرقها حتى مشاركة "حزب الله" في جلسة حكومية ثانية، وتبشير أمينه العام السيد حسن نصر الله بانفتاح على المزيد من الجلسات طالما أنّ على أجنداتها قضايا وملفات ملحّة وأساسية، إلا أنّ "القطيعة" استمرّت، واستمرّ معها "التجاذب" بين جمهوري الفريقين "الافتراضيَّين"، على مواقع التواصل.

 

لعلّ هذا التجاذب بلغ ذروته، عندما وصل حدّ التعليق على صفة "الوطني" في اسم "التيار" من قبل بعض جمهور "الحزب"، وذهاب الجمهور المقابل ليضع اسم "حزب الله" في الميزان، قبل أن يأتي لقاء ميرنا الشالوحي ليعيد طرح الأسئلة على مصراعيها: هل تجاوز شريكا تفاهم مار مخايل الأزمة وطوياها فعلاً، كما حاولا الإيحاء، أم أنّ ما كُتِب قد كُتِب، وشعرة معاوية قُطِعت، وما يحصل ليس سوى محاولة إنقاذ أخيرة قبل إعلان الطلاق؟!

 

"إيجابيات" في الشكل

في الشكل، يتحدّث المتابعون، ولا سيما المحسوبون على "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، عن "إيجابيات عدّة" حملها اللقاء ولو تأخّر في المدى الزمني، علمًا أنّ هؤلاء يقولون إنّ الحزب الذي بادر إلى تنظيم هذا اللقاء وطلب التئامه، رتّب توقيته بدقّة وعناية لا غبار عليهما، وهو تعمّد ألا يحصل سوى بعد "تهدئة النفوس"، تفاديًا لانعكاس "التشنّج" الذي كان قائمًا في مرحلة من المراحل سلبًا على مضمونه ومخرجاته.

 

من بين هذه "الإيجابيات" مثلاً، شكل اللقاء الذي لم يُحصَر من جانب "حزب الله" على جري العادة بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، بل شمل هذه المرّة المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل، في رسالة "ودية" أراد الحزب توجيهها إلى رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، فضلاً عن مدّته التي تجاوزت الساعتين، ما يوحي أنّ هدفه أبعد من مجرد "كسر الجليد".

 

وإلى المدّة، تبرز في الشكل "الطنّة والرنّة" اللتين أحاطتا باللقاء، وقد لعب "حزب الله" دورًا جوهريًا في تغذيتهما، من خلال التغطية الإعلامية "المضخّمة" التي تعمّد أن يمنحها للقاء، فضلاً عن طابعه "العلني" المقصود أيضًا، حيث حرص الجانبان على دعوة الإعلاميين والصحافيين لمواكبته، وهو ما لا يحصل في العادة، حيث تعقد هذه اللقاءات من دون أيّ مواكبة، بل إنّ بعضها لا يعرف بها الإعلام أساسًا، حتى بعد حدوثها.

 

ماذا عن المضمون؟

تبدو "إيجابيات" الشكل أساسيّة في منطق العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، فهي، إن دلّت على شيء، فعلى أنّ الفريقين لا يزالان "حريصَين" على استمرار تفاهمهما، بل يريدان إيصال "رسالة" بهذا المعنى إلى جميع الأصدقاء والخصوم عبر الإعلام، خصوصًا بعد كلّ ما أثير في الأيام الأخيرة عن وقوع "الطلاق" بينهما، حتى إنّ هناك من بدأ البحث في مرحلة ما بعد "انتهاء" تفاهم مار مخايل، والتموضعات التي قد تستجدّ عن مثل هذا الوضع.

 

لكن، أبعد من الشكل، ثمّة مشكلة جوهرية في المضمون، لم يستطع اللقاء، على إيجابياته، حجبها، أو خطف الأنظار عنها، تتمثل في "التباعد الكبير" الحاصل بين الطرفين، فعلى الرغم من بقاء مضمون اللقاء "طيّ الكتمان"، أجمعت كلّ الأوساط المتابعة على أنّه ركّز على ثلاثة ملفات أساسية، وهي استحقاق الانتخابات الرئاسية، وتناقض مقاربتهما للمشاركة في جلسات الحكومة ودستورية، إضافة إلى مصير التفاهم بحدّ ذاته.

 

ولعلّ "بيت القصيد" أنّ الاجتماع انتهى من دون أيّ اتفاق في أيّ من البنود المذكورة أعلاه، ففي موضوع الانتخابات الرئاسية بات واضحًا "تمايز" الفريقين، حتى إنّ بعض التسريبات تتحدّث عن مسعى لـ"حزب الله" لإيصال مرشحه من دون الحاجة لأصوات "التيار"، وفي الموضوع الحكومي، لم يُفضِ النقاش إلى أيّ "تقارب" ممكن، ليبدو "إنجاز" اللقاء الوحيد هو الاتفاق على مواصلة النقاش، داخل الغرف المغلقة، وبعيدًا عن الإعلام، كما يريد "حزب الله".

 

"لا طلاق". هو العنوان الأبرز الذي أجمعت عليه مختلف القراءات التحليلية للقاء بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". لكنّ مثل هذا العنوان قد لا يكون كافيًا للتعبير عن الحقيقة، فـ"لا طلاق" لا يعني أنّ العلاقة باتت سوية، أو حتى أنّها عادت إلى "صراطها المستقيم". "لا طلاق" قد لا يعني هنا سوى أن "الطلاق مؤجّل"، بانتظار ظروف معيّنة، أو ربما لأنّ "البديل" غير متوفّر بكلّ بساطة!

 

 

 

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك