أجرى فريق طبي في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في الريان بالمملكة العربية السعودية، عملية منظار ناجحة، أنهت معاناة فتاة عشرينية مصابة بفتق نادر بين الشريان الأورطي والوريد الأجوف، نتجت عنه أعراض حادة استمرت معها لأكثر من عشر سنوات، وتسببت في نقلها إلى أقسام الطوارئ مرارا خلال تلك السنوات الطويلة.
وقال الطبيب الجراح الياس فؤاد الخوري، وهو استشاري الجراحة العامة ورئيس الفريق الطبي المعالج إن "الفتاة جاءت إلى المستشفى وهي تشكو من آلام حادة في البطن، وعلى الرغم من أنها راجعت مستشفيات عدة، إلا أن الأطباء فيها اكتفوا بالعلاج الوقائي للأعراض، وذلك بسبب عدم وصولهم إلى التشخيص السليم للحالة".
وأضاف الدكتورالخوري: "أن المريضة فور وصولها إلى المستشفى أجريت لها أشعة مقطعية للبطن، وتبين وجود عقدة مع احتمال إقفار في المصران الرفيع، فتم على الفور إجراء جراحة تنظيرية استكشافية، أظهرت وجود فتق داخلي نادر وغريب يسمى بالفتق الجنيني paraduodenal hernia، ويوجد داخله نحو ثلث المصران الرفيع مضغوطا".
وتابع: "قرر الفريق الطبي إكمال العمل الجراحي عبر تقنية المنظار المتقدمة، دون اللجوء إلى فتح البطن التقليدي، على الرغم من صعوبة الجراحة، وزاد عدد فتحات المناظير من ثلاثة إلى أربعة، وتم تحرير المصران الرفيع من الضغط وإعادته إلى مكانه الطبيعي، وعالج الفتق وأعاد ترميمه، رغم خطورة موضعه الذي كان يتوسط الشرايين الرئيسية للجسم، وقد تكللت جهود الفريق الطبي بالنجاح، وتم تحويل المريضة إلى غرفة التنويم، وبدأت حالتها الصحية بالتحسن بعد العملية مباشرة، وأجريت لها أشعة مقطعية أكدت نتائجها شفائها التام، وغادرت المستشفى بعد فترة تنويم قصيرة، وقد اختفت الأعراض الحادة التي ظلت تعاني منها لعقد كامل من الزمن".
ووصف الخوري العملية التي استمرت لنحو ساعتين بـ"أنها كانت كبيرة ومعقدة، لصعوبة تشخيص مثل هذه الحالات، إضافة إلى ندرة الفتق ووجوده في منطقة حساسة، وهو الأمر الذي زاد من صعوبة ترميمه باستخدام المنظار"، موضحا "أن العملية جنبت المريضة الكثير من المضاعفات الصحية، أبرزها تسمم الجسم بسبب اختناق المصران، كما أنها أنهت معاناتها مع الآلام وترددها الدائم على المستشفيات".
تجدر الإشارة إلى أن الطبيب الخوري يعتبر من الشخصيات الطبية ذات المستوى العالي، فقد أجرى خلال عمله في لبنان عمليات جراحية نوعية ومتقدمة عدة أبرزها الـ whipple وإستئصال المريء بواسطة جراحة المنظار.