Advertisement

لبنان

تلويح "جدّي" بالترشح للرئاسة.. هل هذه هي "مبادرة" باسيل الموعودة؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
31-01-2023 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1033995-638107521512781252.jpg
Doc-P-1033995-638107521512781252.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ ما قبل عيدي الميلاد ورأس السنة، بدأ "التيار الوطني الحر" الترويج لـ"مبادرة رئاسية" يستعدّ رئيسه الوزير السابق جبران باسيل لإطلاقها، من خلال سلسلة لقاءات ومشاورات قيل إنّه أجراها خلف الكواليس وداخل الغرف المغلقة، وسُرّب بعضها للإعلام فيما تُرِك بعضها الآخر طيّ الكتمان، إلا أنّ هذه المبادرة بقيت "أسيرة" المواعيد والمواعيد المضادة، وسط تساؤلات عمّا إذا كان هناك أصلاً من مبادرة "جدية".
Advertisement
 
في البداية، حُدّد موعد إطلاق المبادرة "الباسيلية" بنهاية الأسبوع الأول من السنة الجديدة، لكنّ شيئًا من ذلك لم يحصل، حتى إنّ "التيار الوطني الحر" شارك في أولى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لهذا العام، بالموقف نفسه الذي ختم به جلسات العام المنصرم، من دون تسجيل أيّ "خرق"، على وقع ما قيل إنّها "تباينات" عصفت بتكتل "لبنان القوي"، الذي انقسم على نفسه لجهة كيفية مقاربة الاستحقاق الرئاسي، كما العلاقة مع "حزب الله".
 
ومع تحديد موعد المؤتمر الصحافي للوزير باسيل يوم الأحد، اعتقد كثيرون أنّ المبادرة "نضجت"، وأنّ الرجل سيطلقها أخيرًا، فإذا بمضمون المؤتمر يحمل بين طيّاته المزيد من "التصعيد" في الموقف، من الهجوم على "المنظومة" التي حيّد نفسه مرّة أخرى عنها، و"التصويب" المباشر على المرشحين المصنّفين "أوفر حظًا"، إلى تفجير "قنبلة" التلويح بالترشح جديًا إلى رئاسة الجمهورية، إذا ما فشلت مساعيه...
 
لا مبادرة ولا من يحزنون
 
لا مبادرة ولا من يحزنون ظهرت في المؤتمر الصحافي لباسيل، رغم حديثه عن أسماء وُضعت على الطاولة للنقاش، من دون أن يرشحها أو حتى يتبنّاها "التيار"، بل تكرار لمواقف يعيدها منذ اليوم الأول لفتح "البازار الرئاسي"، وفق ما يقول المتابعون، الذين يقرأون في كلام رئيس "التيار الوطني الحر" محاولة متجدّدة منه لقطع الطريق على كلّ المرشحين "الجديين" المحتملين للرئاسة، بمعزل عن انتماءاتهم وتموضعاتهم.
 
في هذا السياق فقط، تفسَّر "اندفاعة" باسيل في الهجوم على قائد الجيش جوزيف عون، بهذه الطريقة المباشرة، كما لم يفعل في السابق، بذريعة أنّه "يخالف القوانين"، في هجومٍ كان قد بدأه "بالواسطة" قبل أيام، وفق كثيرين، من خلال المواقف التي نُسِبت لوزير الدفاع ونفاها من بكركي، حول نيّته "إقالة" الرجل، الذي يرى كثيرون أنّ باسيل يتوجّس من أن يتمّ تكريسه فعليًا "مرشحًا توافقيًا"، مشهودًا له بالكفاءة وحسن السلوك.
 
وبالتوازي، يُفهَم أيضًا هجوم باسيل على رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ولو من دون تسميته، بعد يومين على المواقف التي أطلقها الأخير من بكركي، ولا سيما حديثه عن قبوله بانتخابه رئيسًا بـ65 صوتًا، وأنّ الميثاقية "مضمونة" بنصاب الثلثين، وهو ما اعترض عليه باسيل، تارةً بحديثه عن "مرشح المنظومة"، وطورًا بتوصيفه أيّ محاولة للإتيان برئيس دون موافقة الكتلتين المسيحيتين الكبريين بـ"الجنون".
 
"هاجس" باسيل الأوحد
 
لعلّ هنا بالتحديد يكمن "هاجس" رئيس "التيار الوطني الحر" الأكبر، بل الأوحد، وهو "القفز" فوق رأيه ورأي كتلته في الاستحقاق الرئاسي، خصوصًا بعدما نصّب نفسه "الناخب الأول" في الانتخابات الرئاسية، بل "الممر الإلزامي" لأيّ توافق أو تفاهم يمكن الوصول إليه، علمًا أنّ محاولته إرساء "الهدنة" مع "حزب الله"، رغم الانسداد الذي وصلت إليه العلاقة يندرج في سياق مساعيه لمنع أيّ "سيناريو" من هذا النوع.
 
وبهذا المعنى، قد لا يكون مُبالَغًا به اعتبار تلويح باسيل بالترشح "جديًا" إلى الرئاسة إذا ما فشلت مساعيه بمثابة رسالة إلى "حزب الله" تحديدًا، بعدما أدرك أنّ الأخير متمسّك بفرنجية حتى إثبات العكس، تمامًا كما تمسّك بترشيح العماد ميشال عون قبل ستّ سنوات، خصوصًا أنّ الحزب سيكون "مُحرَجًا" إذا ما أعلن باسيل ترشيحه، طالما أنّه يبرّر موقفه المساند لفرنجية، بأنّ باسيل يعلن جهارًا أنّه ليس مرشحًا.
 
ويعتقد العارفون أنّ "نيّة" باسيل بالترشح، إذا ما أقفلت الأبواب أمامه، ولو وُجِدت، لا يمكن أن تكون "جدية"، حتى لو أنّ الرجل قال إنّه سيقدم عليها إذا ما اضطر، كموقف "مبدئي"، وبمعزل عن حسابات الربح والخسارة، لأنّه يدرك أيضًا أنّ الخسارة سترقى لمستوى "الهزيمة"، باعتبار أنّ باسيل لا يحظى بدعم جميع الكتل، بما فيها كتلة "حزب الله"، بل إنّ هناك شكوكًا بوجود "إجماع" عليه حتى في التكتّل الذي يرأسه شخصيًا.
 
هل هذه هي مبادرة باسيل الموعودة؟ قد يكون السؤال أكثر من مشروع، بعد الاستماع إلى المؤتمر الصحافي لباسيل، مؤتمر لا يوحي ابدًا بالمرونة والليونة والانفتاح، بقدر ما يعكس نَفَسًا تصعيديًا وهجوميًا، ولو أنّ هناك من يضع كلّ ما يحصل في خانة "الإعداد" للحوار الذي لا بدّ أن يسبق أي حل، حتى لو كان باسيل نفسه من سبق أن رفض الذهاب إلى حوار على وقع الهجوم والتصعيد!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك