Advertisement

لبنان

ما هي الحظوظ الرئاسية لجبران باسيل؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
02-02-2023 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1034623-638109239070784969.jpg
Doc-P-1034623-638109239070784969.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عندما أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" السيد جبران باسيل أنه يفكرّ جدّيًا بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية "بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة"، كان يعلم أكثر من غيره أن حظوظه الرئاسية تكاد تكون معدومة، داخليًا وخارجيًا. ولكن، وعلى رغم ذلك ألقى هذا الحجر في "جوزة" الرئاسة، وهو الخبير في إطلاق بالونات الاختبار لكي يتمكّن من رصد ردات فعل الآخرين، الحلفاء من بينهم قبل الخصوم. وعلى هذا الأساس يبني ما سيلي من مواقف، وقد لا تكون مفاجئة، أقّله بالنسبة إلى الذين واكبوا تسّلقه السلم السياسي منذ اليوم الأول، الذي قرّر فيه التقرّب من "الجنرال" يوم كان لا يزال في منفاه في "الهوت ميزون". 
Advertisement
أمّا لماذا أقدم باسيل على ما أقدم عليه، وهو العارف بالقطب الرئاسية المخفية أكثر من غيره، وقد يكون هو واحد من بين حائكي هذه القطب، فالجواب التلقائي والبديهي سيكون في متناول الجميع بعد أن يكون عامل الوقت قد استنفد، وبعد أن تكون الصورة الرئاسية قد تظّهرت بكامل تفاصيلها، بعد إخراجها من غرف "التحميض السوداء". 
الذين استمعوا إلى ما أعلنه رئيس "تيار المفاجآت"، ومن ضمنهم الحلفاء قبل الخصوم، لم يتفاجأوا كثيرًا، لأنهم يعلمون أن عين الرجل على الكرسي الرئاسي ليس بالأمر المستجدّ، وهو عمل على هذا المشروع منذ اليوم الأول لوصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا. وهذا الأمر لم يخفه يومًا لا الرئيس السابق ولا "الرئيس الظّل"، حيث كان يُقال إن تحقيق مشروع قيام دولة كاملة المواصفات، كما يريانها، يحتاج إلى أكثر من ست سنوات، وبالتالي فإن جبران هو الشخص الطبيعي، الذي يمكنه أن يخلف عون في هذا المنصب لإكمال المهمة التي بدأت معه، حتى قبل 31 تشرين الأول من العام 2016. 
ولكن حسابات الحقل العوني – الباسيلي لم تتطابق على حسابات بيدر الآخرين المعنين بالاستحقاق الرئاسي، كلٌ من زاويته الخاصة، وانطلاقًا من المصالح المرتبطة عضويًا به، إن لجهة تحديد معالم المرحلة المقبلة وما فيها من تعقيدات، أو لجهة التركيبة الجديدة للسلطة السياسية المتعلقة بما يتناسب مع الظروف المواتية للتوافق على شخص الرئيس العتيد، الذي يرتبط به حتمًا اسم رئيس أول حكومة في العهد المقبل، فضلًا عن شكل الحكومة ومهامها.  
وعلى رغم أن باسيل يعرف أكثر من غيره أن حظوظه الرئاسية تساوي صفرًا فهو أقدم وسيقدم على ما يعتقده إرباكًا للآخرين، أو على الأقل هو يحاول أن يحسّن شروطه الرئاسية التفاوضية، باعتباره "بيضة القبان" في ترجيح كفّة هذا الفريق حسابيًا وأصواتًا على فريق آخر، خصوصًا إذا أستطاع أن يجيّر كامل أصوات تكتل "لبنان القوي" في الاتجاه الذي يراه مناسبًا أكثر لمصلحته، وما يمكن أن يحقّق من خلال هذه الانعطافة من مكاسب سياسية من شأنها أن تكرّس دوره الطبيعي في كونه من بين كبار "صنّاع الرؤساء" المحليّين. 
وفي اعتقاد باسيل أن طرح اسمه كمرشح رئاسي هو أفضل سبيل لتحسين شروطه التفاوضية، التي من شأنها أن تعطيه دفعًا سياسيًا إضافيًا، بحيث يتمكّن من حجز مقعد له ولتياره في الصفوف الأمامية في قطار المرحلة المقبلة، التي تبدو حتى الساعة غير واضحة المعالم، وذلك لكثرة الضباب الذي يحيطها من الجهات الأربع.   
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك