Advertisement

لبنان

باسيل يستمر بالتصعيد.. فهل كسر الجرة؟!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
02-02-2023 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1034638-638109265548894690.jpg
Doc-P-1034638-638109265548894690.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم تكن كلمة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الاخيرة الا تظهيراً جديداً للتصعيد السياسي الذي يمارسه في إطار خلافه مع حليفه الاساسي "حزب الله". وهذا التصعيد يفتح الباب امام عدة تساؤلات مرتبطة بواقع "التيار" في المرحلة السياسية المقبلة.
Advertisement

يبدو ان "الوطني الحر" أراد إعلان قراره بتراجع اهتمامه بتثبيت ورقة التفاهم مع "حزب الله" موحياً بأنه لن يتنازل، حتى لو اضطر لكسر الجرة والبقاء وحيدا في معركته بلا تحالفات، الامر الذي يبدو أنه سيحصل عاجلاً أم آجلاً في ظل الاداء السياسي لباسيل الغير آبه بالتمسّك بأي تفاهم أو تحالف. لكن ما هي خيارات "الوطني الحر" في حال ذهب الى فكّ التحالف مع "الحزب"، إذ إن استمرار تحالفه حتى اللحظة لا يزال يؤمّن له الرافعة السياسية التي تحفظ له نفوذه وحصته في الايام المقبلة بصرف النظر عن هوية الرئيس المقبل وكيفية ادارة المرحلة السياسية بعد التسوية الداخلية والاقليمية.

وفق مصادر "عونية" مطّلعة، وفي حال ذهب الوضع الى خلاف بين "التيار" و"الحزب" فإن لدى باسيل خيارات عدّة، اولى هذه الخيارات هو التقارب مع قوى "التغيير" والقوى المستقلة لفتح باب الحوار الجدي حول القضايا التشريعية والاستحقاقات السياسية والدستورية، الامر الذي بحسب المصادر من شأنه أن يؤمن لـ "التيار" كتلة داعمة تحقق له حضوراً سياسياً وازناً يوازي حضوره في قوى الثامن من آذار. اما الخيار الثاني فهو الذهاب نحو تحالف مسيحي، أي مع "القوات اللبنانية" لتشكيل بلوك سياسي مسيحي يتمتّع بحق "الفيتو" في القرارات المصيرية والاستحقاقات السياسية في لبنان.

لكن مشكلة "التيار" أن هذين الخيارين غير متاحَين، وليس بمقدوره الاختيار بينهما، مهما كانت رغبته جدية في ذلك، إذ إن الطرفين اللذين يفكر بهما "الوطني الحر" كخيار مناسب لتموضع جديد، لا يبدو أن أحداً منهما متحمس لاستقبال باسيل بين صفوفه، فقوى التغيير مثلا تجد نفسها أقرب الى قوى الرابع عشر من آذار، أما "القوات اللبنانية" فهي لا تزال ورغم كل المبادرات والمساعي تقفل بوابة أي تقارب مع "التيار" ولا ترغب بتكرار تجربة التحالف الثنائي الذي تراه فشل ما بعد العام 2016 في تحقيق ما كانت تصبو اليه.

يرى البعض أن وصول قائد الجيش جوزيف عون الى سدّة الرئاسة لا يزعج باسيل بحجم وصول رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، ورغم الحملة الشعواء التي أطلقها بوجه عون، الا أن احتمال التفاوض مع "القوات" لا يبدو مستحيلاً إذ ما استطاع باسيل الوصول الى تسوية ما تحقق له بعضاً من شروطه وتعزز حضوره في الساحة المسيحية.

في المقابل تنفي مصادر "عونية" هذا الاحتمال لافتة الى أنّ خطاب باسيل الأخير جاء بمثابة "الكلمة الفصل" حول الاستحقاق الرئاسي ولا مجال لأي تراجع او التفاف على قراره الذي اتخذه بعد تفكير طويل ومشاورات جدّية حول حجم تداعياته عليه في الساحة السياسية.

حتى اللحظة، فإن حراك باسيل السياسي لا يزال يدخل ضمن إطار المناورة، ولعلّ "الكلمة الفصل" ستكون بعد قرار "حزب الله" النهائي في الاستحقاق الرئاسي. ففي حال تمسّك "الحزب" بمرشحه سليمان فرنجية وذهب نحو انتخابه لرئاسة الجمهورية، سيكون حينها لدى باسيل فعلاً خيارين؛ إمّا الطلاق مع "الحزب"، الامر الذي وصفه البعض بالقرار الانتحاري لعدم وجود بدائل على مستوى التحالفات الداخلية تدعم وجود باسيل في الساحة السياسية، وإما التعايش، وتقبّل الامر الواقع كما هو حين تصبح المناورة لعبة منتهية.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك