Advertisement

لبنان

باريس وحزب الله.. التباعد غير المعلن

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
05-02-2023 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1035485-638111832080922645.jpg
Doc-P-1035485-638111832080922645.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

قد لا يكون الوثائقي الذي سيعرضه التلفزيون الفرنسي اليوم الاحد عن تفجير مرفأ بيروت، والذي سيحمل حزب الله مسؤولية الانفجار، سببا كافيا لبدء التباعد بين حارة حريك وباريس بعد شهر عسل طويل بين الطرفين، لكن الاكيد ان عرض هكذا وثائقي هو مؤشر على هذا التباعد ودليل واضح على حصوله وتزايده في المرحلة المقبلة..

Advertisement

مرت العلاقة بين باريس وحزب الله بمرحلة ايجابية كبيرة، حاول من خلالها الفرنسيون استغلال التواصل العالي المستوى مع قيادة الحزب لتشكل حارة حريك جسرا للتواصل والتقارب بينها وبين ايران،بالتوازي مع الايجابية التي كانت سائدة في تلك المرحلة في المفاوضات النووية بين طهران والغرب.

لكن الاسابيع القليلة الماضية، شهدت تدهورا كبيرا في علاقة الاوروبيين عموما والفرنسيين خصوصا مع ايران على خلفية دعم عدة عواصم اوروبية للاحتجاحات الشعبية في المحافظات الايرانية، والدعم العسكري الكبير الذي تقوم به ايران لروسيا في حربها على اوكرانيا...

هذا التوتر في العلاقة جعل من امكانية حصول تسوية سياسية في المنطقة امرا بالغ الصعوبة وهذا ما ينطبق ايضا على لبنان، لذلك فإن باريس تتجه لتكون اكثر صرامة في تعاملها مع الملف اللبناني، اذ ستطوي مرحلة التعامل الودي مع القوى السياسية والاهم انها لن تتصرف بعد اليوم بإعتبارها وسيطا محايدا في الملفات الداخلية وهذا الامر ظهر في تصريحات المسؤولين الاوروبيين الاخيرة.

حتى اللحظة لم تتراجع العلاقة السياسية المشتركة بين الحزب وباريس، لكن عمليا فإن نتائج التواصل بين الطرفين لن تكون مثمرة في ظل الحسابات المتناقضة لكل منهما في لبنان وكذلك في المنطقة، وعليه في العلاقة البروتوكولية التي يفرضها وجود قوات اليونيفيل وملف التنقيب عن الغاز  قد لا تستمر طويلا.

وبحسب مصادر مطلعة فإن حزب الله لن يتعامل مع باريس وفقاً للحسابات الايرانية، بمعنى ان تدهور العلاقة الفرنسية-الايرانية لن يكون سبباً لانسحاب الحزب من التواصل مع باريس، لكن الاداء الفرنسي على الساحة اللبنانية هو الذي سيحدد مسار العلاقة وكيفية تقدمها او تراجعها، على اعتبار ان الحزب لديه هامش واسع من الحركة..

هكذا ستستمر العلاقة بين فرنسا والضاحية الجنوبية في الاسابيع المقبلة، في ظل وجود مخاطر كبيرة بأن تتدهور من دون ان تصل الى القطيعة الكاملة بسبب حاجة الغربيين والولايات المتحدة الاميركية الى من يتحدث مع الحزب بشكل مباشر وفي ظل تزايد المصالح الفرنسية في لبنان. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك