Advertisement

لبنان

حقيقة قضية "ملّاحات أنفه".. هل يصبح البحر حكراً على الأغنياء؟!

جيسي الحداد

|
Lebanon 24
01-06-2018 | 09:04
A-
A+
Doc-P-479248-6367056599425717135b113641b0b2a.jpeg
Doc-P-479248-6367056599425717135b113641b0b2a.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

يسهل في لبنان، أن يتمّ الترويج لمشروع ما سلباً أم ايجاباً، بفعل تأثير  وسائل الإعلام التي تتبنى رأياً، وتسعى الى تسويقه من دون الأخذ في الاعتبار تعدد وجهات وزوايا النظر!

هذه حال مشروع "القرية السياحية" الذي "قامت له القيامة" في بلدة أنفه الكورة، ولم تقعد، والذي من المنتظر أن يُقام في أملاك تابعة لمطرانية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس بالاضافة الى أملاك بحرية في منطقة الملّاحات عند الشاطئ.

ولكن، ماذا لو سألنا أكثر من طرف معنيّ عن الموضوع؟

"الأرض ملكٌ للمطرانية".. يقول مدير المشروع ابراهيم فياض لـ "لبنان 24" وهي شريك أساسي في "القرية السياحية" المزمع بناؤها، والتي تهدف الى تحويل المنطقة مقصداً سياحياً مفتوحاً أمام جميع الناس، ينشّط اقتصادها ويفتح باب فرص العمل للشباب.

من وجهة نظره التي توافق عليها مطرانية طرابلس والكورة للروم الارثوذكس، فإن الملاّحات غير  مجدية اقتصادياً منذ زمن بعيد بسبب المنافسة في استراد الملح من الخارج، فكيف تذكّروا الملّاحات اليوم؟.. وقد تآكلها العشب منذ أكثر من 40 عاماً من دون أن يسأل أحد عنها! يقول فيّاض.

ويضيف أنه في كلّ عام، تتناتش مشاريع صغيرة الشاطئ والمّلاحات، وبعد أقلّ من 20 عاماً لن يعود لها أثر..  أمّا مشروعنا فيهدف الى إعادة إحياء الملاّحات في أملاك الدير والأملاك العامة أيضاً.

وكانت مطرانية الروم الارثوذكس قالت في بيان أصدرته أمس الخميس، إن من يعارض المشروع "يحاكم على النوايا لمشروع لم يطّلع عليه أساساً"، مشيرة الى أن "أكثر ما أساء إلى المطرانية هو تشويه الحقائق والتعمية على الأهداف الاقتصاديّة والاجتماعيّة النبيلة للمشروع".

هذه الأهداف النبيلة، قابلها نائب الكورة جورج عطالله بالتعبير عن مخاوف أهالي المنطقة، الذين يرفضون "الشعور فجأة أن أموراً ومشاريع ضخمة تمرّ من "خلف ظهرهم"، فتتغيّر المساحات ويتغيّر وجه مناطقهم التاريخي من دون أن يعلموا!

 يقول عطالله لـ"لبنان 24" إن مشروع القرية السياحية  يقضم المزيد من الملّاحات البحرية التي هي جزء من الذاكرة الجماعية لأهالي الكورة، فهواجسهم مرتبطة بتاريخهم وتقاليدهم وآثارهم ومهن أجدادهم وآبائهم، وهم غير مهيئين حتى الساعة لمشروع مماثل.

"القائمون على المشروع يطمئنون الأهالي بأنه سيقدّم فرص عمل للشباب، ولكن الناس يعلمون تماماً أن المشروع سيكون بعيداً عن الناس ولن يكون مفتوحاً أمام أحد!.. يقول عطالله.

ويختم عطالله بالقول: "مكان المشروع ملكٌ للمطرانية.. صحيح، ومن حقّها أن تستثمره.. صحيح أيضاً، ولكن من حقّنا أن نطرح الأسئلة التالية: هل هناك إلتزام بالمعايير البيئية ومعايير المحافظة على الآثار؟ وهل سيكون بامكان الدولة اللبنانية أن تضمن أن يكون المشروع متاحاً حقاً أمام الناس؟

هذه الأسئلة، أجاب عنها دكتور وسيم ناغي، رئيس اتحاد حوض المتوسط للمعماريين، الذي قال لـ"لبنان 24" إن أصحاب مشاريع مماثلة يروّجون للسياحة وفرص العمل وينتهي الأمر بمناطق مغلقة حكراً على الأغنياء وأصحاب اليخوت وتصبح المنطقة معقلاً "لمافيا البحر" ويُغلق الحيّز البحري أمام عامة الناس.

يضيف ناغي أن هذا المشروع سيؤدي الى تقتطع الإمتداد البحري لا سيما أن تلك المنطقة  التي تملك حيّزا بيئياً مميزاً، في شاطئ يعتبر من أنظف شواطئ لبنان وأكثرها تنوّعاً على المستوى البيئي.

ويرى ناغي أن لا مصداقية لمشاريع مماثلة، فالوعود بالاستثمار السياحي، يقابلها تدمير للبيئة والآثار، واذا كانت الملّاحات غير ذات منفعة اقتصادية، هذا لا يعني أن ندمّرها، فالأوروبيون يعتبرون "مقالع الحجارة" من العصر الروماني أماكن أثرية، فكيف الحال اذا كانت ملّاحات عمرها مئات السنين على أنظف شاطئ في لبنان؟!.

وفي هذا السياق، يدعو الدكتور ناغي الدولة اللبنانية الى استملاك المكان وجعله متنزهاً للجميع، وذلك بإعادة صياغة الآثار البحرية الموجودة وترميمها، واعادة نواعير الهواء التي تميّز المنطقة، لافتاً الى أنه بجوار الملاحات يقبع "مصنع الملح" العاطل عن العمل، بالامكان أن يتم تحويله متحفاً لذاكرة أهل المنطقة.

بدورها وزارة البيئة، يبدو أنها من رأي الدكتور ناغي، حيث تصنّف في دراسة نشرتها عبر الانترنت أنفه وملّاحاتها من ضمن استراتيجية المحميات من دون تحديد المكان. للاطلاع على الدراسة الرجاء الضغط هنا.

اذاً، تعددت وجهات النظر الا ان الحقيقة واحدة، ملاحات أنفه وما تمثّل عرضة للاختفاء في انتظار ما ستؤول اليه الأمور.

مدير المشروع ابراهيم فياض يؤكد أن أصحاب المشروع متفهمون لمخاوف الأهالي، كذلك النائب عطالله  يدعو الى "مواءمة" بين مصلحة المنطقة والأهالي والمشروع، اذ "ليس من أحد في وارد توقيفه"، إنما المطلوب  من جميع المعنيين "الجلوس معاً والتفاهم".. والله وليّ التوفيق.

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك