Advertisement

لبنان

نصرالله وعودة الـ"س-س" !

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
17-08-2018 | 02:26
A-
A+
Doc-P-503312-6367056783602710605b7666cfe5d68.jpeg
Doc-P-503312-6367056783602710605b7666cfe5d68.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

قصد السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة تسليط الضوء على نقاط معينة كان ابرزها تأكيده على تمكن محور المقاومة من تثبيت قواعد وجوده في العراق وسوريا واليمن ولبنان من خلال الواقع القائم فيه حاليا، كما ربط بين الساحة اللبنانية وما يدور في اليمن من خلال ربط الضاحية الجنوبية بـ"ضحيان" اليمن موجها الاتهام الى طرف واحد في حرب الساحتين على ما يحمل ذلك من اشارة الى أن حصول أي تطور في اي من الساحتين سيجد انعكاسه في الساحة الاخرى لا محال. كما جاءت نصيحته للقيادات السياسية في لبنان لعدم الزام أنفسهم بلاءات ومواقف فيما يتعلق بالملف السوري بانتظار بعض التطورات، بمثابة اشارة الى ما يتجاوز مسألة تقديم التنازلات الى ما هو مرتبط بامكانية حصول مساعي قد تفرض تقارب الـ "س-س" والجلوس مجددا على طاولة واحدة تحت عنوان حل الازمة في سوريا واعادة الاعمار .

بالطبع هذا ليس فقط، فتعريج السيد نصرالله على الازمة التركية واثرها في اطار حديثه عن السعودية يشير الى مقدار الدور الذي تلعبه تركيا في المنطقة سيما في حال جنحت باتجاه المحور الايراني باعتبارها الممر الرئيسي للتجارة الايرانية وهي الدولة الاسلامية الوحيدة في حلف الناتو هذا عدا عن كونها تستضيف قواعد جوية اميركية خاصة في شرق تركيا على الحدود الايرانية وهي قاعدة يقال انها تحتوي على انظمة دفاع صاروخية باليستية في مواجهة اي ضربة محتملة قد تهدد اميركا ودول اوروبا، وفي هذا الاطار نشير الى ما نقلته احدى الصحف عن مساعي للادارة التركية لاعتقال القائد العسكري الاميركي في الشرق الاوسط على خلفية اتهامه بالمشاركة في محاولة الانقلاب التي شهدتها انقرة في العام 2016 والذي قد يكون التوطئة نحو اغلاق قاعدة انجرليك العسكرية الاميركية في تركيا.

يبقى خلف هذا المشهد لاعب واحد قد يكون الوحيد الذي يملك الحقيقة الكاملة لمسار دول المنطقة وهو الدب الروسي الذي مازالت لعبة التناقصات تستهويه لما تؤمن له من اوراق تعزز من حضوره في المنطقة . وهذا ما يمكن قراءته من خلال اللقاءات المستمرة التي يعقدها ممثلو القيادة الروسية على خطي محوري المنطقة تاركين خط الرجعة سالكا لهم عند اي منعطف وقد تجلى ذلك في صورة الدعم الروسي لتركيا على خلفية هبوط سعر الليرة التركية مقابل الدولار، الذي لم يصل الى حد التزام  موسكو الفوري بالتخلي عن الدولار الاميركي في التجارة مع تركيا او تقديم اي دعم مالي مباشر. وفي هذا الاطار لا بد من تسجيل تحرك روسي جديد على خط ازمات المنطقة عبر سعيه لتوسعة طاولة التفاوض من خلال ادخال دول جديدة بطريقة غير مباشرة الى منصتها حيث من المتوقع ان تعقد لقاء قمة قريب يجمعها بفرنسا وتركيا والمانيا.

الحراك الروسي يبدو انه لن يكون محصورا في اطار ملف الازمة السورية وانما لـ "لبنان" قرص من هذا العرس ايضا، وما الزيارات الاستطلاعية التي قامت وستقوم بها بعض القيادات اللبنانية وممثلوها لروسيا في هذا الظرف بالذات سوى مؤشرا على محاولات لتلمس مسار رياح التفاوض في اي اتجاه يذهب ليبنى على الشيء مقتضاه، مشرعين بذلك، حيث يدرون او لا يدرون، ابواب كرمهم لشهية الدب الروسي في توجيه - ان لم نقل- الامساك بالورقة اللبنانية .

 

(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)

 

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك