Advertisement

لبنان

تباً لكم حين تثورون!!

نايلة عازار - Nayla Azar

|
Lebanon 24
28-08-2018 | 11:00
A-
A+
Doc-P-505995-636710761931899311.jpg
Doc-P-505995-636710761931899311.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي في هذين اليومين، يشعر بمدى الغضب الذي يعتري الشارع اللبناني.. أخبار صفقات بالملايين، رشاوى، فوضى، منطقة ستحرم من الكهرباء، بلاد تعود إلى الوراء، لا تقدّم في أيّ مجال، شكاوى من البطالة، والجميع يبحث عن عمل ولا من يسمع.
Advertisement

لو أنّ واحدة من هذه المشاكل موجودة في أيّ بلد آخر، لكان الحديث تغيّر، ولكنّا شهدنا على ثورات وتظاهرات شعبية أسقطت الكثير من الأنظمة، ولم تترك أيّ فاسد في موقع السلطة، ولكانت أدّت إلى تغيير جذري في البلاد، وأوصلت العديد من الأشخاص الذين يستطيعون تغيير الواقع على الأرض. ولكننا في لبنان، فليس كلّ ما يشتهيه المرء يدركه.

أمّا نحن فأرقى من هذه الشعوب، ودرجة الـClass لدينا تمنعنا من التظاهر والإختلاط بالغبار والوحول على الأرض، كما أنّنا في فصل الصيف، وبالتالي فإنّ التعبير تحت هواء المكيّف العليل أجمل وأفضل. نحن شعب يثور عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وفي العالم الإفتراضي، ولذلك فإنّ ثورتنا تذهب مع تحريك الشاشة نزولاً أو صعوداً، ولا تصل إلى أذهان المسؤولين في العالم الحقيقي.

لا يكفي أن تنشر صورة لزحلة "منوّرة" لتؤكّد أنّ قرارها بيدها، بل عليك أن تنزل إلى الشارع وتؤكّد هذا الأمر، وتمنع سحب الكهرباء من المنازل والعودة إلى رحمة المولدات، ولا تكتفي بأن تنتقد صفقات البواخر، والتقاعس في الإدارات، والبيروقراطية الإدارية، والسمسرات والفساد المستشري في البلاد، من وراء شاشة الهاتف، فهي ستبقى وراء الشاشة ولن تصل إلى الأرض، وبالتالي لن يسمعها المسؤول.

من المؤكّد أنّ الأجهزة الأمنية موجودة 24/24 على مواقع التواصل الإجتماعي، ولمخابراتها أعين ساهرة على كلّ الصفحات، والإستدعاءات الأخيرة خير دليل، لكن هذا لا يكفي للوصول إلى المسؤول، فكلّ ما يكتب في هذا العالم يبقى في هذا العالم.

المطلوب اليوم ثورة حقيقية، ثورة على الفساد وعلى هذا الوضع الرديء المتردي الذي وصلنا إليه، أو أوصلنا أنفسنا إليه. من المرفوض التلطّي خلف شاشات الكومبيوتر أو الهواتف وإطلاق المواقف من هناك، بل المطلوب النزول على الأرض وسحب المطالب والحقوق من "تم الأسد" من دون خوف أو مهادنة لأنّه "ما في حبوس تساع كل الناس"، بل إنّ السجون عطشى للفاسدين والمفسدين في الأرض والعباد.

وعلى حدّ قول الرحابنة في مسرحية ناطورة المفاتيح، "ما فيك تحبس المي، والناس مثل المي إلاّ ما تلاقي محل تتفجّر منو"، وإلى ذلك الحين، خففوا نق، فالثورات لا تقوم على مواقع التواصل الإجتماعي.
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك