Advertisement

لبنان

الاتصالات الحكومية تنتظر عودة عون والحريري... فهل ستحل العقد قبل سفر الرئيس؟

Lebanon 24
10-09-2018 | 22:01
A-
A+
يسيطر الجمود السياسي على واقع تشكيل الحكومة، في ظلّ غياب كلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري وبالتالي غياب الاتصالات الآيلة الى التسريع في عملية التأليف
Doc-P-509723-636722417442427886.jpg
Doc-P-509723-636722417442427886.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من المتوقع أن تشكّل عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، غداً الى بيروت، اعادة تحريك للملف الحكومي، واعادة تفعيل للاتصالات المتوقفة، في مسعى لتعديل المسودة التي قدّمها الرئيس الحريري، وأكد مرجع لـ"الجمهورية": "انّ على لبنان ان يشكّل حكومته في اقرب وقت ليس لينأى بنفسه فقط عن نزاعات المنطقة، بل لينأى بنفسه عن نار المنطقة".
Advertisement

جولة جديدة من المشاورات
في هذا الوقت، افضت الساعات القليلة الماضية الى نتائج شديدة الاهمية لناحية تثبيت "قواعد" مفصلية، دفعت مصادر معنية بالتشكيل الى القول  عبر "الديار" بان الكلام عن عودة الامور الى "نقطة الصفر" مفهوم خاطىء يردده البعض دون ان يكون مطلعا على حقائق، ووقائع تشير الى ان ما تحقق حتى الان من تقدم منذ بداية التفاوض الحكومي يسمح بالقول، بان "العقد" تحجمت الى حد كبير، بانتظار التوقيت الاقليمي المناسب الذي سيجعل من "تمسك" الرئيس الحريري "بالرغبات" السعودية المصرة على ارضاء "القوات اللبنانية" مستحيلا.... مع العلم ان الرئيس المكلف لا يزال "يروج" في اوساطه عن تحقيق "توازنات" في الحكومة الجديدة، ستكون قادرة على منحه الفرصة لمواجة الفريق الاخر في خياراته الاستراتيجية خصوصا العلاقة مع سوريا.. في هذا الوقت تتحدث تلك الاوساط عن اجواء "حلحلة" "للعقدة الدرزية التي تعهد بها الرئيس نبيه بري، "والعقدة" السنية التي تكفل هو مع رئيس الجمهورية بحلها... وتبقى الامور مرهونة ومعلقة على القرار السعودي الذي لا يزال يرهن "ولادة" الحكومة بتحقيق امتيازات غير منطقية لحلفاء الرياض في بيروت..
 
وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"اللواء" فإنه ستكون للحريري جولة جديدة من المشاورات مع القوى السياسية بحثاً عن إيجاد مخارج تساعد على ردم الهوة التي لا تزال موجودة في ما يتصل بالتأليف، دون استبعاد زيارة تشاور يقوم بها إلى الرئيس عون، بعد عودتهما إلى بيروت، وقبل زيارة رئيس الجمهورية إلى نيويورك في الثلث الأخير من الشهر الحالي، مع العلم ان عملية تأليف الحكومة ما تزال بعيدة، طالما ان العقبات ما زالت هي هي، وتحديداً بالنسبة إلى رفض الرئيس عون إعطاء الحزب التقدمي الاشتراكي حصرية التمثيل الدرزي، ما يجعل الأمور على درجة كبيرة من الصعوبة، باعتبار ان النائب السابق وليد جنبلاط لا يمكن ان يوافق على هذا الأمر، في وقت يتشبث رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بعدم إعطاء "القوات اللبنانية" أربع حقائب، متذرعاً بأن التشكيلة الأخيرة التي قدمها الرئيس الحريري لرئيس الجمهورية "غير عادلة وغير متوازنة"، ويرفض باسيل أيضاً منح حقيبة الاشغال والنقل لتيار "المردة" ويريدها ان تكون من نصيب فريقه السياسي، في حين تعتبر "القوات" انه لا يمكنها ان تتنازل أكثر مما تنازلت عن الحقيبة السيادية والتخلي عن موقع نيابة الرئاسة وقبلت بأن يكون عدد وزرائها أربعة بدلاً من خمسة، فيما الوزير باسيل يطالب بأخذ كل شيء، في إطار محاولاته تحجيم "القوات".

وقالت مصادر لبنانية مطلعة على مسار المفاوضات الحكومية لـ"الشرق الأوسط" إن الرئيس المكلف لن يقدم على أية مبادرة إضافية، مشيرة إلى أن الحريري "قدم تشكيلة الحد الأدنى المقبولة بنظره من كل الأطراف، ولا يمكنه المضي أبعد من ذلك"، موضحة أن الحريري الذي وصل أمس إلى لاهاي لحضور افتتاح المرحلة الأخيرة من محكمة الحريري "قدم ما لديه، وينتظر أن يبادر الآخرون في هذا المجال".

في المقابل، لفتت أوساط "الديار" الى ان الاتصالات بين بعبدا "وبيت الوسط" لا تزال مستمرة  وان اللقاءات الاخيرة افضت اولا، الى اخراج "حرب الصلاحيات" من التداول، وحصرت ثانيا، أزمة تشكيل الحكومة وتأخير "ولادتها" "بالعقدة المسيحية"، بعد ان طرأ على المشهد مسألتان مهمتان، الاولى تتعلق بشعور الرئاسة الاولى بان تشكيلة الرئيس المكلف الاخيرة لم تكن تعبر عن "قناعة" لديه بدليل انه لم يدافع عنها عندما ابدى عون ملاحظاته عليها، وترك "الباب" مفتوحا للنقاش، وهو كان يعرف انها سترفض من قبل الرئيس بعد ان تبلغ قبل وقت قليل من صعوده الى بعبدا، موقفاً مشابها من وزير الخارجية جبران باسيل...

اما المسألة الثانية التي طرأت على المشهد السياسي، فهي تتعلق بتغيير جذري في العقد الثلاث التي كانت تعيق تشكيل الحكومة، وفي هذا السياق بدأت "القوات اللبنانية" تشعر "باليتم" الحقيقي نتيجة المعلومات الجدية المتداولة عن توصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى حل مخرج للتمثيل الدرزي في الحكومة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نقل عنه زواره قوله "جدوا حلا لمشكلة القوات وحل العقدة الدرزية عندي".. وهذا ما دفع النائب جورج عدوان بتكليف من "معراب" الحصول على اجوبة واضحة من "الاشتراكيين" لكنه لم يحصل على اجابات "شافية" بعد اتصال اجراه بالنائب وائل ابو فاعور.. اما "العقدة" السنية فمجرد موافقة رئيس الحكومة على "تبادل" مقعد مسيحي بوزير سني مع رئيس الجمهورية، فيعني ان هذه "العقدة" قد جرى تجاوزها لانها في "ملعب" بعبدا، حيث من المتوقع ان يقوم الرئيس بتوزير "المعارضين" السنة بوزير لا يستفز الحريري..

الخارج هو السبب
وأكد مرجع سياسي لـ"الجمهورية" "انّ الجو الخارجي هو المعطل فعلاً لتأليف الحكومة، في الوقت الذي بلغت الاتصالات الداخلية مرحلة متقدمة من التوافق في هذا الصدد". وقال: "لا احد يقنعنا بأنّ عقدة توزير هذه الفئة او تلك هي ما يعطّل تأليف الحكومة، إنّ الخارج ليس بريئاً من "دم التعطيل".

وكشف المرجع أنّ جهات ديبلوماسية غربية ابلغت الى بعض المسؤولين اللبنانيين استغرابها من التباطؤ المتعمّد في عدم تأليف الحكومة، واكدت انّ هناك رغبة غربية جدية في ان يؤلّف لبنان حكومته في أسرع وقت لأنّ امامه تحديات، وخصوصاً في ضوء ما يعلن عن مخاطر تتهدد اوضاعه الاقتصادية".
 
لكن مصادر اطّلعت على مواقف المعنيين بعملية التأليف، إستبعدت أن تُضخّ الروح مجدّداً في عملية التأليف في وقت قريب. وقالت لـ"الجمهورية: "انّ الوضع وصل إلى مراوحة قاتلة وخطيرة حيث أنّ الجميع ينتظر الجميع، وكلّ طرف ينتظر الآخر في ظلّ غياب المبادرات، والأصحّ عدم وجود أيّ نيات للانطلاق بمبادرات".

وذهبت هذه المصادر بعيداً في توصيف المواقف وقراءة خلفياتها، فدعت الى "التنبّه لحقيقة الأمر، بحيث انّ التسوية الرئاسية التي أوصلت الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا مهدّدة". وقالت: "لا مبالغة في هذا التوصيف، فالتمعّن في مسار الأمور يوصِل إلى هذا الاستنتاج الطبيعي والمنطقي، فالتسوية الرئاسية عمادها ثلاثة: "التيّار الوطنيّ الحرّ" والرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع. التسوية مع جعجع طارت، والعلاقة مع الحريري في أسوأ حالاتها وتحتضر، فكيف ستستمر هذه التسوية إذاً؟".

وأشارت المصادر الى "أنّ الخروج من هذه الازمة لن يكون الّا بتسويات سياسية جديدة، وما يعرقل ولادتها في الوقت الراهن هو المراهقة السياسية الحاصلة والحنين الى الإصطفافات القديمة، ولا ضير من هذه العودة إذا ما توضّحت الصورة. لكنّ العودة تتم بطريقة غير منظّمة وحالة فوضى تنسحب تهديداً على البلاد والعباد". وقالت: "من خلال مراقبة ومتابعة آخر مواقف السياسية، وضمن حلقات ضيقة، يمكننا التأكيد أن لا حل في الأفق، ولا احد يعلم ماذا سيحمل الغد، فالأمور متّجهة نحو المجهول، وكلّ يغني على ليلاه".

وعن هوية المعرقل، كشفت المصادر انّ الرئيس المكلف "قد قدّم اكثر من مسودة حكومية، وفي كل مرة كان يتّبع معايير جديدة لعلّها تحظى بالاعجاب، حتى عندما استند الى معايير واضحة كنّا نسمع منه انّ هذا التعنّت غير مفهوم وغير مبرر"، ما يؤكد ـ بحسب المصادرـ انّ "ولادة الحكومة اصبحت مرتبطة بمقدار كبير بالنزاع المسيحي ـ المسيحي، عدا عن العوامل الاخرى التي تستفيد من هذا الوضع".

بري: لا بصيص أمل في ولادة الحكومة
وسط هذه الأجواء، يكاد الرئيس نبيه برّي، الذي سيدعو الى جلسة تشريعية يحدد تاريخها الاسبوع المقبل، يمعن في "التشاؤل"، أو هو يقترب إلى التشاؤم، محاولاً التماس هلال الحكومة، عبر رؤية إمكانية الاتفاق في الخارج، معتبراً ان "السلبية" هي سمة المشهد الحكومي، وان لا بصيص "أمل" مع ربط عملية التأليف بحسابات خاصة، وانفجار التهدئة السياسية على جبهة تفاهم معراب، لدرجة ان المصادر العونية، تعتبر "القوات اللبنانية" حليفاً في الشكل وغريماً في المضمون، يطعن بسكين الغدر، وتساءلت المصادر: "هل يقبل جعجع مرّة جديدة ان يكون حصان طروادة، بعدما اعتقدنا انه غير ما بنفسه"..

وفي هذا السياق، أكدت مصادر "القوات" لـ"اللواء" ان ما أعلنه جعجع في خطابه ليس بجديد بقدر ما هو تعبير عن موقف "القوات" من عدد من القضايا والملفات، مكررة ما أعلنه بأن "القوات" ما تزال إلى جانب العهد خصوصاً وانها كانت من الداعمين له والتسوية التي لا تزال تعتبرها قائمة.

ولفتت إلى ان كلام جعجع باتجاه الرئيس عون عندما دعاه لإنقاذ عهده هو لوضع حدّ لمحاولات الوزير باسيل تحجيم "القوات"، ومن أجل الإسراع في تشكيل الحكومة.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك