Advertisement

لبنان

"التيار الوطني الحرّ" يملأ فراغ 8 آذار.. شريك دمشق الأول؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
12-09-2018 | 05:08
A-
A+
Doc-P-510083-636723511325817194.jpg
Doc-P-510083-636723511325817194.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

يملأ "التيار الوطني الحرّ" منذ ما بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة الفراغ الذي خلّفته قوى الثامن من آذار في النظام السياسي اللبناني، هذه القوى التي ورغم تماسكها الشكلي، باتت منكفئة إلى حدّ بعيد عن تفاصيل الحياة السياسية التقليدية..

 
Advertisement

وبالرغم من إعلان "حزب الله" خوض معركة مكافحة الفساد، إلّا أنه في المقابل تراجع عن الدور الذي كان يلعبه في الساحة السياسية منذ العام 2005، فهو كان قد أبلغ حلفاءه بأنه لم يعد معنياً بالدخول في النقاشات والمفاوضات التفصيلية حول الحصص الوزارية، ولم يعد في وارد الإنسحاب من أي حكومة لأسباب سياسية تخصه أو تخص بعض حلفائه، كما أن مواقفه المتعلقة بإنتخاب رئيس للجمهورية مثلاً، لن تأخذ بعد اليوم مساراً حاداً كما حصل عندما عُطل النصاب من أجل إنتخاب الرئيس ميشال عون.

 

إنكفاء الحزب الذي تماشى مع تسليم جميع الأفرقاء بحصته النيابية والوزارية من خلال عدم خوض تيار "المستقبل" أي معركة على أي مقعد شيعي في الإنتخابات النيابية أو عدم مزاحمة الحزب لاحقاً على الحقيبة الوزارية التي  يرغب في الحصول عليها (وزارة الصحة)، ألحق أضراراً كبيرة بالشخصيات و"الأحزاب الوطنية" في قوى الثامن من آذار، والتي لم تعد تجد من يخوض معاركها السياسية، واكتشفت أن فاعليتها وهامش مناورتها السياسي محدود للغاية وقد يقتصر على بيان من هنا ولقاء شكلي من هناك.

 

أما حركة "أمل"، وهي إحدى الأحزاب الرئيسية في ما كان يسمى قوى الثامن من آذار، وجدت في إبتعاد "حزب الله" عن الإصطفاف الداخلي التقليدي الحاد، فرصة جدية للتمايز والإبتعاد عن هذه القوى لصالح دور وسطي يخدم رغبتها بالتقارب مع الحزب "التقدمي الإشتراكي" وكسر مسار الخصومة مع "القوات اللبنانية"...

 

في مقابل كل ما تقدم، بقي "التيار الوطني الحرّ" في الساحة السياسية وحيداً، يخوض معركة تقليدية ضدّ أفرقاء قوى الرابع عشر من آذار، كأنه يحاول ملء الفراغ الذي خلفته القوى الأساسية الحليفة لسوريا في الساحة السياسية.

 

ويكاد "التيار" يتفوق على "حزب الله" برفع العناوين السياسية الإشكالية، وعلى رأسها التنسيق مع سوريا وإعادة النازحين السوريين، كما يسعى "التيار" إلى رفع حصة فريق الثامن من آذار في الحكومة حيث يخوض معركة توزير النائب طلال إرسلان، إضافة إلى معركة توزير إحدى الشخصيات السنية في الثامن من آذار.

 

يركز متابعون للحراك السياسي الداخلي على الدور الذي تلعبه الشخصيات التي تدور في فلك "التيار الوطني الحرّ" في تموضعه الحالي، والتي على رأسها إيلي الفرزلي نائب رئيس مجلس النواب ووزير العدل سليم جريصاتي وهما شخصيتان قريبتان من دمشق، من دون التقليل من أهمية التقارب الكبير بين الرئيس ميشال عون والنائب جميل السيد الذي يزور قصر بعبدا بشكل دوري وملفت.

 

من هنا يسأل كُثر عن سبب لعب "التيار" هذا الدور الذي يظهره وكأنه الحزب الأقرب من دمشق عملياً، إن لم يكن يرتبط معها عضوياً، وهل لذلك علاقة مباشرة بمسألة إعادة الإعمار والرغبة بالمشاركة فيها؟ أم أن المعركة الرئاسية التي يُقال أنها بدأت مبكراً هي الدافع الرئيسي للحراك العوني؟ وهل يرغب رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل ملء فراغ حركة "أمل" في الداخل اللبناني وتحديداً بعد التسريبات الإعلامية والسياسية التي تحدثت عن تراجع العلاقة بينها وبين دمشق؟

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك