Advertisement

لبنان

أنا المواطن العادي.. من يحميني وينصفني!

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
14-09-2018 | 02:41
A-
A+
Doc-P-510566-636725152163622948.jpg
Doc-P-510566-636725152163622948.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من يحميني؟ على كل مواطن لبناني أن يطرح على نفسه هذا السؤال، بعدما رأى كيف أن للزعامات الطائفية القدرة على استباحة ما بقي من هياكل مؤسسات الدولة. 
لم يشهد لبنان، حتى في حمأة الحرب اللبنانية، أن يقوم أحد الزعماء باستبعاد أو إزاحة موظف من مكان إلى آخر لتكون "فشة خلق" أو "وحدة بوحدة" في استجابة لمستوى الخصومة السياسية. كان لا يزال ثمة احترام لمؤسسات الدولة.. كان.. نعم كان. 
Advertisement
يظهر جلياً أنه لم يعد هناك أي احترام للدولة. فما يحصل بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، يؤكد بما لا يقبل الشك أنه ليس هناك أي قيمة ولا مكانة رمزية ومعنوية للوظيفة العامة والقطاع العام. 
إذ علاوة على نظام المحاصصة الذي اعتاده اللبنانيون ويرزحون تحت ثقل نتائجه السلبية الفادحة، قام كل من "التيار" و"الاشتراكي" في سياق المشكلة بينهما، بطرد كل طرف موظّفين يتبعون للطرف الآخر.
هذا ما شهدته وزارة التربية بإعفاء هيلدا خوري (التابعة للتيار) من مهامها بقرار من وزير التربية مروان حمادة. أمام هذه الخطوة أقدم التيار على نقل مدير محمية أرز الباروك نزار الهاني (التابع للاشتراكي) إلى مهمات أخرى في وزارة البيئة بقرار من الوزير طارق الخطيب. 
لا يعدو ما يجري على مرأى ومسمع من المواطنين، أقل من افتراس للمؤسسات، وترسيخ لسياسة المحاصصة في أكثر وجوهها قذارة. حيث يحصل الزعيم على حصته حارماً أصحاب الكفاءة، ثم بمقدروه متى شاء أن يجعل إحدى المؤسسات وكأنها ملك له. 
كلمة المواطن التي وردت آنفاً، نقصد فيها حتماً، ذلك المواطن العادي الذي لا يجد من يلجأ إليه إلا ما تبقى من هياكل المؤسسات. في التعليم والصحة وكل ما يتصل بحياته اليومية على بؤسها. أما غير هذا "المواطن" فهناك مواطن آخر، قد لا يقل بؤسه عن غيره، لكنه، لسبب غير مفهوم، مستعد لإراقة الدماء دفاعاً عما يتسبب له لا لسواه بالضرر.
لا أحد يمكنه أن يتكهن كيف لهذه الحدة أن يتم تصريفها. لكن الواضح أن مناصرو التيار والاشتراكي في خضم معركة على مواقع التواصل لم يوفروا فيها شيئاً. حتى أنهم استعادوا مفردات الحرب الاهلية المشؤومة. وغالباً من جيل لم يعش الحرب ولا يعي أنه يعيش نتائجها حتى اليوم. 
فضلاً عن دخول مناصري القوات وأمل والمستقبل في هذه المعركة الكلامية حيث اصطف كل مناصر مع الجهة التي يراها قريبة منه الآن، أو بسبب "القلوب المليانة" التي لا يفرغها تحالف من هنا أو هناك. المعركة على تويتر طالت المسيح والصليب، واستعاد فيها آخرون "بطولات" عناصر المليشيات الطائفية ضد بعضهم بعضاً وضد أبناء بلدهم. صارت مسلم مسيحي. ودرزي ماروني. وشيعي مسيحي. وجعجع وعون.
أمام هذه الصورة المأساوية، من يحميني أنا المواطن العادي؟ من يحميني من هذا "المواطن" الآخر الذي إن سلبني حقي وقتلني هناك من يعفيه من المسؤولية؟ من يحميني من موظف قد يرفض تخليص معاملتي الرسمية لأن هناك زعيم يحميه؟

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك