لافتة جاءت المبادرة الفرنسية التي عرضت خلالها باريس التدخل من أجل تسهيل تشكيل الحكومة وإزالة العقبات، في حين يستمر التعطيل في الداخل اللبناني من قبل هذه الجهة أو تلك، لكن هل تستطيع الدولة الفرنسية لعب دور فعال مع كافة أفرقاء المشهد السياسي اللبناني؟
أوساط قيادية في قوى الثامن من آذار ترى أن علاقة فرنسا مع كافة الأفرقاء السياسيين في لبنان جيدة، حتى أن علاقتها مع "حزب الله" متطورة إلى حدّ أن النقاشات بين الطرفين تطال دخول الحزب في الحكومة وأهميته ونوع الحقائب التي يريدها.
وتشير الأوساط إلى أنه على رغم العلاقة الفرنسية الجيدة، إلّا أنها غير قادرة على التأثير بشكل مباشر في قرارات القوى السياسية، إذ ليس لهذه الدولة الأوروبية أي قوة سياسية تابعة لها بشكل مباشر، لذلك فإن مبادرتها قد تبدو خارج السياق العام للحياة السياسية.
لكن الأوساط تستطرد لتقول أن المبادرة تأخذ أهميتها في حال إرتبطت برغبة فرنسا بإخراج الحريري من مأزقه كما فعلت أيام أزمته في السعودية.
وتضيف الأوساط أن فرنسا قادرة على منح الحريري غطاءً سياسياً جدياً تمكنه من تشكيل حكومته بعيداً عن الضغوطات السياسية، داخلية كانت أم خارجية.
وتعتبر الأوساط أن فاعلية المبادرة الفرنسية ترتبط إلى حدّ بعيد برغبة الحريري بالخروج من هذه الدوامة الحكومية التي أثرت على علاقته بالرئيس ميشال عون، الذي تربطه أيضاً علاقة جيدة مع الفرنسيين، وتالياً من الممكن أن تؤدي المبادرة إلى تنازلات من جميع الأطراف في حال رغب الحريري بذلك..