بات الحراك السياسي في المنطقة العربية ناشطاً خلال الأيام الأخيرة، بعكس الأسابيع الماضية، إذ كان لافتاً تسارع التسويات في الميدان السوري، والتي طالت منطقة التنف بين كل من واشنطن وموسكو، والتي قضت بإنسحاب القوات الأميركية من القاعدة العسكرية هناك، إضافة إلى نقل المسلحين المقربين منها إلى إدلب، وصولاً إلى التسوية الروسية – التركية في إدلب ومناطق السيطرة الكردية.
التسويات السورية، ترافقت مع حلحلة في الملف العراقي، حيث تم إنتخاب رئيس مجلس النواب وإقترب التوافق على إنتخاب رئيس حكومة بموافقة جميع الأطراف، ليبقى الميدان السياسي اللبناني يخضع لعرقلة تؤخر تأليف الحكومة.
وتتحدث أوساط سياسية مطلعة عن إرتباط تأليف الحكومة اللبنانية بالتسوية الكبرى التي تُحاك للمنطقة من اليمن وصولاً إلى سوريا مروراً بالعراق، إذ من غير الممكن البحث في تأليف حكومة في لبنان من دون إتمام التسوية الشاملة في كل المنطقة، التي تشهد تصعيداً مستجداً في اليمن حيث أطلقت عملية عسكرية سعودية كبرى للسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية البالغة الأهمية إستراتيجياً.
وترى الأوساط أن الأطراف الإقليمية المتحاربة تتشارك مهمة التعطيل في لبنان، إذ لا ترغب أي منها بكشف أوراقها لبنانياً في هذه المرحلة الحساسة من الصراع والتسويات. ففي حين تسعى واشنطن إلى منع تأليف حكومة يكرس فيها "حزب الله" تفوقه النيابي، تسعى طهران إلى تأخير تشكيل الحكومة لتتمكن من التعويض، عبر الساحة اللبنانية، أي خلل في التوازنات السياسية لصالح خصومها في سوريا أو العراق أو اليمن.
غير أن مصادر ديبلوماسية ترفض هذه النظرية، وترى أن التسويات في المنطقة تسير على قدم وساق، وهي غير مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالساحة اللبنانية، خصوصاً في ظل الإنكفاء السعودي عن التدخل العملي في شؤون لبنان وسوريا، وتركيز السياسية الخارجية للرياض على ساحات اليمن والعراق.
وتعتبر المصادر أن العرقلة هي محض داخلية وتستفيد من الإشتباك الإقليمي، حيث أن القوى الأساسية مشغولة بالساحات المشتعلة وغير آبهة للتطورات السياسية اللبنانية.
وتعيد المصادر العرقلة إلى سبب رئيسي، وهو فتح معركة رئاسة الجمهورية باكراً مما أدى إلى إشتباك مسيحي - مسيحي..