Advertisement

لبنان

النفايات.. إبداع لبناني بحت!

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
19-09-2018 | 05:30
A-
A+
Doc-P-511915-636729572780085576.jpg
Doc-P-511915-636729572780085576.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

على خلفية الكلام المسيء بحق أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبعيداً عن المواقف الرسمية والسياسية المستنكرة للتطاول عليه، والمثمنة لعمق ومتانة العلاقة بين البلدين وتقدير لبنان الرسمي والشعبي الكبير لوقوف الكويت، قيادة وحكومة وشعباً، مع لبنان واللبنانيين منذ عشرات السنين، تقاطت تعليقات كثيرة من الناشطين الكويتين والعرب في التعليق على ما حصل بما مفاده أن بلداً لم يستطع حل أزمة نفاياته منذ 3 سنوات، لا يحق له التدخل في شؤون الآخرين.

Advertisement

وإذا كان معلوماً أن الإساءة المذكورة لم تصدر عن جهات رسمية أو سياسية، أو أي جهة يعتد بها، فإن استحضار موضوع النفايات بشكل دائم كمرادف لفشل الساسة والسياسات في لبنان مؤشر خطير ومعيب، ليس لأن الأزمة تسرح وتمرح منذ 3 سنوات فحسب، بل لأن معظم دول العالم تقريباً استطاعت تجاوز الأمر بابتكار حلول بيئية ومستدامة وصحية ومنتجة وفعالة، في التعامل مع نفاياتها، وبالتالي تحويلها من أزمة إلى مادة للانتاج.

قبل ذلك تناقلت محطات تلفزة عالمية صور أطنان النفايات المكدسة في الشوارع، وتلك المرمية عشوائياً في الطبيعة والجبال والأودية، وأخيراً صورة النهر الفائض بالنفايات مع أول هطول للأمطار، وقبل كل ذلك وبعده المطامر والمكبات العشوائية الباقية والتي تتمدد براً وبحراً، وبين الأحياء السكنية المكتظة، وكل ذلك يحيل إلى سؤال كبير، ماذا بعد؟

بلدية بيروت طرحت مشروع معامل التفكك الحراري، الذي يقوم بشكل رئيس على حرق النفايات بعد معالجتها بما يسمح بانتاج طاقة بقدرة تقريبية تبلغ 15 إلى 20 ميغاوات. وإذا كان هذا المشروع يبدو كمخرج أوحد في ظل فشل كل المقترحات التي جرى تقديمها طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، فإن تساؤلات كثيرة تطرح حول "محرقة بيروت"، كما يحلو للناشطين تسميتها، وخصوصاً تكلفتها العالية، وطريقة إدارتها، والأهم مخاطرها البيئية وعلى السلامة العامة، وصولاً إلى القول بأن مرض السرطان يتهدد سكان العاصمة ومحيطها.

ينقل هؤلاء عن خبراء بيئيون قولهم إن توليد الطاقة من حرق النفايات يحمل مخاطر عدة، وخصوصاً ما ينتج عنه من انبعاثات سامة تنتقل بواسطة الهواء وتتسبب بأضرار بيئية وصحية على الانسان والحيوان والنبات، وهو أمر تجيب عنه البلدة بالتأكيد أن ما تطرحه ينسجم مع أعلى المعايير العالمية لناحية السلامة والأثر البيئي. 

كذلك يقول الخبراء إن طريقة توليد الطاقة من النفايات يعتمد أساساً على نوعية النفايات التي ينتجها أي شعب وكمية الطاقة الحرارية التي تحتويها، وبالتالي إن النفايات التي ينتجها اللبنانيون عموماً عضوية بنسبة كبيرة (53%)، وتحتوي على 70 % رطوبة (اي أن طاقتها الحرارية قليلة)، وبالتالي تحتاج أولاً إلى التنشيف ثم الحرق ثم توليد الطاقة، وهذا يعني أن تكلفتها عالية جداً؟! 

في الخلاصة، أزمة النفايات مستمرة ولا يبدو أن ثمة حلولاً قريبة ومستدامة لهذه الأزمة، لا في المركز – العاصمة، ولا في المناطق، سوى العشوائية والاعتداء المتكرر على الطبيعة براً وبحراً.. وما ينطبق على أزمة النفايات، يسري على أزمات الكهرباء والماء والانترنت والأدوية واللحوم والرواتب والمطار والطرقات وغيرها الكثير الكثير.. عشوائية وارتجال وتسرّع.

البعض يقول "صار بدها ثورة"، والأمل الكبير أن لا تكون الثورة المرتجاة على الطريقة اللبنانية.

 

 

 

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك