Advertisement

لبنان

فليطمئن الجميع: الحوار سيّد في الجبل والشوف

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
19-09-2018 | 06:14
A-
A+
Doc-P-511929-636729597618926730.jpg
Doc-P-511929-636729597618926730.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في الجبل والشوف، أطلّت الفتنة برأسها قبل أيام بشكل مباشر. كاد صراعٌ يقعُ بين المسيحيين والدروز بسبب الخلاف السياسي بين الحزب "التقدمي الإشتراكي" والتيار "الوطني الحر". على وجه السرعة، اكتشف الطرفان أنّ الأمور قد تنزلق للمجهول بين أهل الجبل، وقد يتحول الصراع السياسي الكلامي إلى صراعٍ أكثر خطورة. رئيس "الإشتراكي" وليد جنبلاط دعا للتهدئة وللحوار مع "الوطني الحر". كذلك بادر الأخير نحو تبريد الأجواء. أما ماذا بعد؟ هل تعود حرب الجبل من جديد؟ هل كان خطر الانزلاق لفتنة حقيقي فعلاً؟ وعلى ماذا سيكون الرهان؟
Advertisement

في أيلول من العام 1983، اندلعت الحرب بين الموارنة والدروز والجبل. كانت المجازر طاغية، وسالت الدماءُ بين المئات من الدروز والمسيحيين، الذين هُجّروا من قراهم بعد تدمير منازلهم. حينها، كان وليد جنبلاط رأس حربة في هذه الحرب، ولكنه لم يكن وحيداً. خصمه لم يكن "الوطني الحر"، بل كانت "القوات اللبنانية"، وهي الحليف الإنتخابي الأول بالنسبة له. حلفُ جنبلاط ارتكز آنذاك على وحدة الصف اليساري اللبناني في وجه الأحزاب اليمينية، فضمّ هذا الحلف الأحزاب الشيوعي والقومي وحركة "أمل" والمرابطون، وكان للفلسطينيين والسوريين دورٌ محوري في دعم المختارة ومدّها بالقوة العسكرية والبشرية. بعد 35 عاماً، ماذا بقيَ من هذا الحلف؟ وليد جنبلاط وحيدٌ اليوم في الجبل. الفلسطينيون مشغولون بقضيتهم ومخيماتهم، والأحزاب اليسارية تمّ تغييبها سياسياً بشكل كامل بعد اتفاق الطائف.. حركة "أمل" إلى جانب "حزب الله" في الخندق الشيعي. فعلى ماذا سيكون الرهان في فتنةٍ قد تقع في الجبل؟ من الذي سيقاتل؟ أيقاتل الدرزي المسيحي؟ هل صراعُ النفوذ بين فريقين سياسيين سيدفعُ آلاف المسيحيين والدروز في الجبل للعودة إلى الوراء، وتدمير ما بنوه خلال السنوات الماضية؟

شعارُ جنبلاط كان ولا يزال "المصالحة"، وهو اعتبر خلال الإنتخابات النيابية الأخيرة أن اللوائح الأخرى لا تريدُ المصالحة. هكذا يرى "الإشتراكي" أنَّ "الوطني الحر" يرفض المصالحة ويحاول فرض شروطه عليها، في الوقت الذي تحوّل الصراعُ أيضاً إلى درزي – درزي بسبب وجود زعامات أخرى في الجبل. في الحقيقة، فإنّ جنبلاط استشعر الخطر الداهم على زعامته قبل الانتخابات، وبات مقتنعاً أنّ هناك محاولات لتطويقه، وتحديداً من قبل التيار "الوطني الحر". في صراعه السياسي مع التيار "العوني"، لا يريد جنبلاط الذهاب نحو الخيارات الكبرى. فالأخير، متيقّنٌ أنّ أي فتنة في الجبل لن تخدم الدروز، ولن تخدم المسيحيين أيضاً، ولن تخدم أي أحدٍ في لبنان.

لا أحد يريدُ فتنة أو صراعاً.. فليطمئن "الوطني الحر" وليطمئن جنبلاط أيضاً، لأن التيار "البرتقالي" ليس في وارد أي اقتتال. واقعياً، جنبلاط يريدُ ضمانة له ولزعامته ولزعامة نجله تيمور. وأي فتنة تعيق مسيرة الأخير، إذ إنّ عناصر الاقتتال غير متوافرة لصالح "الإشتراكي" أو غيره، مهما كانت الجهوزية. ولذلك، فإنّ مستوى الصراع لن يتعدّى الكلام والمواقف، لأن ليس لأحد مصلحة في العودة للوراء. وواقعياً، كانت الإنتخابات النيابية الأخيرة ستشكل أرضاً خصبة لصراع كبير لو خسر جنبلاط مقاعد نيابية أكثر. ولكنه يعلم أن العيش الواحد هو ضمانة الدروز والموارنة، وبالتالي فإنّ الإتفاق الدرزي – الماروني هو الضامن الأول للعيش المشترك. هذا "المعترك" يعرفه الرئيس نبيه بري تماماً، ويعرفه "حزب الله" حق المعرفة، وهذا ما بدا واضحاً خلال الإنتخابات، حينما استنفر بري لحفظ التوازنات في الجبل لضمان بقاء جنبلاط "سياسياً".. وإلاّ. ومع كل ذلك، فإنّ الرهان سيبقى على نفوذٍ سياسي لا أكثر، يضمن حصة أكبر في الدولة، ولا أحد يريد غير السلطة التي تقاسمها الجميع. ومع أنّ جنبلاط رأى أنّ المساس بحصته في السلطة "حرب إلغاء" مباشرة، فإنّ التنازلات من قبل الجميع ستصبح جاهزة حينما تنضج التسويات.

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك