Advertisement

لبنان

عون يتراجع "تكتيكياً" امام جعجع.. ويخشى تكرار نموذج الأردن بلبنان

Lebanon 24
19-09-2018 | 23:30
A-
A+
من راهن سابقا على تراجع عون في الملف الرئاسي يكرر الخطيئة نفسها اليوم
Doc-P-512137-636730219877951400.jpg
Doc-P-512137-636730219877951400.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب إبراهيم ناصر الدين في صحيفة "الديار" تحت عنوان "عون يتراجع "تكتيكياً" امام جعجع... ولا تنازلات لاسباب مسيحية": " معركة" تحديد الاحجام لا تزال على اشدها بين التيار الوطني الحر "وخصومه" على الساحة المسيحية، بدعم واضح ومباشر من رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لا يخفي "رعايته" لهذا "الكباش"، وهو يستخدم "ثقله" السياسي والدستوري لتامين الحماية المطلوبة "للبرتقالي"الذي يعتقد ان الفرصة سانحة "لتهميش" كل "الشركاء" المفترضين وفي مقدمتهم القوات اللبنانية وتيار المردة، واذا كان الاخير يحظى "بمظلة حماية" واضحة من قبل حزب الله، تحمي "حصته" الوزارية، فان "ساحة" النزال الجدية مسرحها "معراب"، واذا كان الرئيس قد "تراجع" تكتيكيا عن تصريحات نسبت اليه اتهم فيها الدكتور سمير جعجع بانه ضد العهد، فان هذا لا يلغي "قناعة" الرئيس الراسخة في هذا السياق، ولا يعني ان التراجع سينسحب على "ليونة" في الموقف من الحكومة، اما خيارات الرئيس بعد عودته من نيويورك فستكون "استراتيجية" وتتجاوز الساحة اللبنانية وصولا الى تطوير العلاقة مع دمشق، دون انتظار أحد..
Advertisement
ووفقا لاوساط نيابية في "تكتل لبنان القوي" ان رئيس الجمهورية ميشال عون ليس في صدد التراجع عن موقفه حيال المعايير التي وضعها لتشكيل الحكومة العتيدة ، اما "الرهان" على الوقت ليس من صالح المراهنين لانه كلما تأخر الوقت، ستكون الشروط على المعرقلين اصعب بكثير من الان، والنصيحة التي سمعها هؤلاء قبل ايام من مرجعية كبيرة ملخصها "اقبلوا الان بما هو معروض عليكم" لان ما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحا غداً...
ولفتت تلك الاوساط الى ان من راهن سابقا على تراجع عون في الملف الرئاسي يكرر الخطيئة نفسها اليوم، فثمة من يظن ان الخوف على مصير العهد سيدفع الرئيس في وقت قريب الى القبول "بتسويات" لكن مشكلة هؤلاء انهم لا يعرفون طبيعة المعركة التي يخوضها الرئيس في الوقت الراهن، بالنسبة الى التوصيف، لا يعتبر عون ان العهد قد فشل او معرض للسقوط تؤكد الاوساط نفسها، وهو يعدد امام زواره لائحة "انجازات" لا تعد ولا تحصى... ولذلك فهو وان كان مستعجلا على اطلاق عجلة الحكومة الجديدة الا انه يعرف بان تشكيلها دون المعايير التي وضعها سيؤدي الى "عرقلة" مسيرة العهد، ولذلك فانه لن يفرط ابدا بشروطه لانه يعرف جيدا ان الخطيئة الكبرى تكمن في توريط البلاد بحكومة غير متوازنة ستصيب ما تبقى من ولايته "بالشلل"، ولهذا لن يقدم على "دعسة ناقصة" تجعله اسيرا لفريق سياسي لم يثبت "حسن نواياه" حتى الان".
وأضاف: "وبرأي تلك الاوساط "يرتاح" الرئيس في خوض معركة ضمن "البيت المسيحي" لانها "ملعبه"، وهو يعرف حدود قوة القوات اللبنانية، وهو في هذا الاطار يعتبر نفسه متفوقا عليها، فلديه القاعدة الشعبية الاكبر، والتمثيل النيابي الوازن، والثقل السياسي الذي يسمح له بخوض "الكباش" الى "آخر الخط"، دون ان يتسبب ذلك بأزمة وطنية لا يستطيع الرئيس تحمل وزرها.. ولذلك عندما حاول بعض "الحلفاء" التدخل في مسألة "تليين" موقفه في مسألة الحصص المسيحية، كان حاسما لجهة اعتبار حل هذا الخلاف من مسؤوليته باعتباره الاقدر على فهم طبيعة هذا «الصراع الازلي» مع القوات اللبنانية".
ومن الواضح للعيان ان التيار الوطني الحر، مدعوما من بعبدا، لن يسمح بمنح "القوات" القدرة على إملاء شروطها، لاعتبارات كثيرة، اهمها ان نتائج الانتخابات النيابية تسمح له تحديد التوازنات على الساحة المسيحية، والرئيس المكلف سعد الحريري لم يجد ما يقوله لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بعد رفض مسودته الاخيرة من قبل رئيس الجمهورية، واوحى له بان الرئيس عون يتصرف في هذا الاطار باعتباره "بي الصبي" في الملف المسيحي وهو يضع "بلوك" امام اي نقاش بشأنه..
وانطلاقا من هذه المعطيات، فان المعركة الحقيقية تكمن هنا، ومحورها من هو صاحب اليد الطولى في الشارع المسيحي، وذلك في سياق تحضير المناخات الملائمة للرئيس المقبل...وازاء معرفة الطرفين بحقيقة هذا الخلاف، يتظهر الى العلن "العناد" المتبادل، ورفض التنازل، وهذا يؤشر الى "معركة طويلة" لن يحسمها الا الرئيس الحريري الذي سيكون عليه الاقدام لتشكيل حكومة "امر واقع" يجبر من خلالها "القوات" على القبول بحصة تتناسب مع معايير الرئيس بحسب الاوساط النيابية في "تكتل لبنان القوي"، لكنه حتى الان غير قادر على ذلك".
وتابع: "وتلفت تلك الاوساط الى ان ما يقلق بعبدا يتجسد عمليا بالنموذج الاردني، حيث تخلى الجميع عن مساعدة عمان التي اصبحت رهينة لدى صندوق النقد الدولي، فيما تتعرض المملكة لهجمة وضغوط شرسة سببها المرجح رفض الاردن تحمل تداعيات صفقة القرن، فالإدارة الأميركية تحاصر الفلسطينيين و"تحرم" الأردنيين من المساعدة في رسالة واضحة الملامح لكل من سيرفض "الصفقة"، وامام هذه المخاطر سيمضي الرئيس قدما في فتح قنوات اتصال مباشرة مع دمشق بحسب ما تقول الاوساط، خصوصا بعد الاتفاق رسميا مع الاردن على فتح وتشغيل معبر نصيب الحدودي، وهذا يعني ان البلاد ستكون امام موعد مع رفع مستوى الزيارات الرسمية مع سوريا اولا في سبيل تفعيل الحركة الاقتصادية، وثانيا، لتوجيه "رسالة" الى «المعطلين" في الداخل والخارج، بان جعل لبنان "اسير" رهانات خاطئة لن يوقف "عجلة"اتخاذ القرارات السياسية الحاسمة، وهي قرارات سيادية سيتحمل الرئيس مسؤوليتها سواء تشكلت حكومة او لم تتشكل"..

المصدر: الديار
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك