Advertisement

لبنان

أزمة النفايات "مكانك راوح".. وصحة المواطن في خطر

عبدالله عماشة

|
Lebanon 24
26-09-2018 | 09:20
A-
A+
Doc-P-513904-636735724252710413.jpg
Doc-P-513904-636735724252710413.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

عاد ملف النفايات ليتصدر الجدل السياسي في لبنان من جديد، خصوصا بعد إقرار المجلس النيابي في اولى جلساته التشريعية العامة الاثنين الفائت مشروع القانون المتعلق بالإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة الذي أثار انتقادات حادة من قبل الناشطين البيئيين، حيث وافق المجلس على تشكيل الهيئة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة، والتي أصبحت بنتيجة التصويت مرتبطة بوزير البيئة لا برئاسة مجلس الوزراء، بعدما تم تعديل المادة 13 من القانون، الأمر الذي اعترض عليه نواب في كتلتي "الكتائب" و"المستقبل".

 
Advertisement

أزمة النفايات رواية طويلة في لبنان كرويات العديد من الازمات التي يعاني منها اللبنانيين دون إيجاد الحلول الجذرية بعيدا عن المناكفات السياسية والمحاصصات، والالتزام بمعيار واحد هو معيار مصلحة الوطن والمواطن، وقد اشتدت ذروتها في صيف 2015 حيث عانى لبنان من مشكلة مستعصية في مجال إدارة النفايات.

 

والجدير بالذكر ان لبنان قد احتل المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان، بحسب تقرير صدر حديثاً عن منظمة الصحة العالمية. ولفت التقرير الى أن هناك 242 مصاباً بالسرطان بين كل 100 ألف لبناني، فيما سُجلت أكثر من 17 ألف إصابة جديدة في 2018، ونحو تسعة آلاف وفاة بالمرض.

 

ولا يختلف اثنان على ان عدم وجود إرادة سياسية جادة في معالجة ملف النفايات والاستهتار بصحة المواطنين، أوصل البلاد الى هذه المرحلة البيئية المزرية التي كان نتيجتها هذه الارقام الصادمة، والتي يستوجب على إثرها اعلان "حالة طوارئ بيئية" لتخفيف التلوث الكبير الذي يفتك البلد في كل النواحي منذ سنوات، والذي ساهم في ارتفاع ضحايا السرطان، وما يزيد "الطين بلة" هو عدم وجود نظام صحي يخفف عن هؤلاء اوجاعهم التي يعانون منها من دون أي ذنب، بل ذنبهم الوحيد انهم في وطن لا تأبه فيه معظم الطبقة السياسية للشعب، حيث راينا ادوية علاج السرطان المنتهية الصلاحية، وأيضا شهدنا عدم توفر الادوية لمرضى السرطان لأسابيع وشهور.

 

في هذا السياق، كانت دراسة ميدانية أجراها طلاب كلية الصحة في الجامعة اللبنانية قد كشفت العام الماضي أن اللبنانيين يتناولون مادة النيترات بكميات أكبر بأضعاف من تلك المسموح بها بسبب تسرّب الزرنيخ من الهواء الى المياه الجوفية، كذلك بيّنت نتائج دراسة أعدّها باحثون من الجامعة الأميركية في بيروت في الفترة نفسها تضاعف مادة "الديوكسين" المسرطنة في الهواء 416 مرة مقارنة بنتائج دراسة أجريت عام 2014. ونتج عن ذلك ارتفاع احتمال الإصابة بالسرطان من معدل شخص بالغ و4 أطفال من أصل مليون نسمة إلى 34 بالغاً و176 طفلاً من كل مليون نسمة في المناطق السكنية المكتظة التي تشهد حرقاً عشوائياً للنفايات.

 

وفي ظل هذا الوضع المأساوي الذي وصل اليه المواطن اللبناني نتيجة غياب دولة راشدة تضع في قمة اولويتها مصلحة الوطن والمواطنين لتوفر لهم في الحد الأدنى، بيئة نظيفة من خلال اعداد دراسة علمية وجدية لإيجاد حل لملف النفايات الذي لم يعد من المعقول التعامل معه بالطريقة السائدة والتخفي وراء الاصبع، لان الوضع لم يعد يحتمل المزيد من المزايدات والمنكافات والمصالح الضيقة، لان صحة المواطن في خطر، فلا بد من يقظة ضمير تنقذ البلد من ما يعانيه، والا فان الأتي سيكون أعظم.

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك