Advertisement

لبنان

حكومة بالتزكية وورقة ضامنة!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
05-10-2018 | 01:16
A-
A+
Doc-P-516339-636743246404244486.jpg
Doc-P-516339-636743246404244486.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ربما المشهد الأكثر وضوحاً في قراءة للواقع السياسي اللبناني اليوم هو انه يقف متأرجحاً بين فخيّن "اقتصادي" و"أمني"، فيما السلوك السياسي للقوى السياسية يستمد بريق حضوره بلغة "التمني" التي لم ترتق الى مستوى الاستنفار العام لكبح اي انزلاق في هذين الفخين. اذ كشف العجز عن التوصل الى تشكيل حكومة حتى تاريخه عن سقوط واضح لمفهوم الدولة بمقوماتها وركائزها الدستورية من العقلية السياسية  اللبنانية من خلال تغليب منطق حماية وجود الجماعة او التيار او الحزب على مفهوم حماية موقع ومقام رئاسة الحكومة والحكومة وبات الفراغ امر اعتيادي في أي موقع حل عليه. فطالما ان الاطار العام مازال مؤمِّنا الى حد ما بعض المكتسبات لبعض القوى فلا داعي اذاً للمغامرة بأي خطوة غير محسوبة النتائج في تشكيل الحكومة، والاّ فلتشكل بالتزكية.
Advertisement

في الجانب الآخر، يستمر العمل على تشبيك لبنان بأزمات المنطقة وكان آخرها اتهامات رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لبنان وحزب الله في خطابه امام الامم المتحدة ببناء معامل للاسلحة في المناطق المأهولة قرب مطار بيروت بما لهذا الاتهام من دلالات على خطة العدو الجديدة التي تتلاقى مع خطة واشنطن القائمة على التضييق الاقتصادي على ايران وحزب الله وذلك من خلال التصويب على المرافق الحيوية انطلاقا من مطار بيروت بشكل يسهم في تأليب الرأي العام الدولي بشكل عام واللبناني بشكل خاص ضد ايران وحزب الله. مما استدعى تحذيرا روسيا للعدو الاسرائيلي من القيام باي اعتداء على لبنان باعتبار ان "اي حركة اسرائيلية قد تفجر الاوضاع في لبنان والمنطقة وتعيق جهود اعادة الاستقرار". الا ان هذا التحذير قد لا يرتقي الى مستوى القلق الجدي لدى موسكو التي ربما وجدت في التهديد الاسرائيلي البطاقة الذهبية التي تخولها مد رقعتها السورية باتجاه لبنان بذريعة تحصين وحماية لبنان من اي اعتداء اسرائيلي وتقديم نفسها في آن لحزب الله كورقة ضامنة لحراكه في ارجاء المسرح السوري-اللبناني .

كل ما يمكن قوله امام هذا المشهد هو انه حتى اليوم لم يثبت بالدليل القاطع تمكن موسكو من ترسيخ ثقة ايران وحزب الله بها والشواهد على ذلك كثيرة آخرها الاتفاق الروسي السعودي على زيادة الانتاج النفطي على ابواب عقوبات اميركية جديدة على طهران ليكون ذلك على حساب الحصة الايرانية. اضف اليها الانسجام الاميركي الروسي الذي فضحته تصريحات بوتين الاخيرة في منتدى الطاقة الروسية التي اشادت بدور الولايات المتحدة الاميركية كدولة عظمى رائدة في كل المجالات وشريك طبيعي في عدد من المجالات لاسيما الامن الدولي مؤكدا على مواصلة العمل معها. كل ذلك ينذر بعدم امكانية موسكو من التعويل كثيرا على الصمت الايراني وصمت حليفه حزب الله تجاه ممارستها السياسية خاصة  في حال جرت الرياح بخلاف ما تشتهي سفنهما، اضف الى  ذلك عدم امكانية التنبؤ ايضا بما قد يخرجه الكرملين من اوراق في مواجهة خروج ايران وحزب الله عن الخطوط التي عمل على رسمها للمنطقة والتي من المؤكد انها لن تكون نتائجها عابرة.

(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك