Advertisement

لبنان

بعد 28 عاما ماذا أدخلت "العونية" الى الحياة السياسية في لبنان؟

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
13-10-2018 | 05:00
A-
A+
يبرز اصرار "التيار الوطني الحر" على تقديم نموذج عصري يدخل الحداثة للعمل الحزبي في لبنان
Doc-P-518555-636750169306316460.jpg
Doc-P-518555-636750169306316460.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ 28 عاماً، يحرص انصار "الجنرال" على إحياء ذكرى اسقاط قصر بعبدا في 13 تشرين الاول العام 1990. فبعد مرور الزمن، تعددت الاشكال ما بين اطلاق بوق السيارات وكتابة "عون راجع" على الجدران الى الطابع الاحتفالي الضخم بكون "التيار الوطني الحر" حزب الرئيس وأنصاره حراس "العهد القوي".
Advertisement
بعد هذا العمر، انقلبت أوضاع هذه الحالة النادرة، من نشؤ"أنصار الجيش" وجماعة "العونية " وما تلاها من نفي قائد الجيش وعائلته وقمع انصاره في الجامعات الى المقلب الآخر تماماً وذلك بالإمساك بالسلطة وممارسة الحكم.
يفرض هذا الوضع التأني في قراءة هذه التجربة النادرة في الحياة السياسية اللبنانية، كما التمحيص مليا بما أدخلته "الحالة العونية" الى الحياة السياسية، خصوصاً أنها في اللحظة الراهنة هي على المحك بحكم عاملين: الاول، يتجلى بوصول رمزها الى سدة الرئاسة وسط تباينات كثيرة حيال تقييم عهده بعد مضي الثلث الاول من الولاية الذي يعد المؤشرالاساسي. اما الثاني فيتعلق بأحوال "التيار الوطني الحر" كتجربة حزبية بارزة تسعى إلى تجسيد الحضور المسيحي.
في المجال الرئاسي، يلاحظ سياسي مناهض لضرورة تكوين حزب مسيحي كي يفتح الطريق أمام زعيمه نحو رئاسة الجمهورية، انتفاء شعار"الرئيس القوي" في ظل التعثر في بديهيات الحكم المتمثلة بانتظام العمل في المؤسسات الدستورية والتنفيذية ، فضلا عن الارباك في الاداء العام لناحية فقدان زمام المبادرة، بل خضوع رئاسة الجمهورية لظروف ضاغطة من دون القدرة على التغلب عليها.
في الضفة الاخرى، يبرر أحد نواب "تكتل لبنان القوى" بأن ما أسماه "نهج ربع قرن" من الاعوجاج السياسي لناحية مصادرة ارادة مكون اساسي من الشعب اللبناني لا يمكن تقويمه بسنتين فقط، متابعا بأن الاستهداف السياسي لم يتوقف حتى بعد عودة الجنرال ميشال عون في العام 2005 واكتساحه صناديق الاقتراع، بل زادت وتيرتها بعد وصوله الى رئاسة الجمهورية بشتى السبل والوسائل ما يفرض حكما المواجهة المفتوحة، وما يكرس حكما فكرة "الجنرال لا يهوى الا المعارك".
اما في الشق الحزبي، إذا جاز التعبير، فمن المؤكد وعلى الرغم من التباين في الآراء حيال شخصية الوزير جبران باسيل والموقف مما يسمى "التوريث" الى الصهر، بأن "التيار الوطني الحر" فرض نفسه كحزب اساسي في لبنان رغم فتوة عمره وعمله التنظيمي، على الجدل القائم حاليا بين الاوساط المسيحية عن تجسيده منفردا الارادة المسيحية دون الحاجة الى التحالف مع القوى المسيحية الاخرى.
في هذا المجال، يبرز اصرار "التيار الوطني الحر" على تقديم نموذج عصري يدخل الحداثة للعمل الحزبي في لبنان بما يتناقض مع الاشكال السائدة لناحية ظاهرة الخضوع المطلق للزعيم في سبيل تبوء المناصب العليا، الا ّ أن ذلك لم يحل دون اندلاع الخلافات بمن بقي داخل الاطار التنظيمي ولم يغادره أو يجري فصله، وصولا الى قرار حل عدد وافر من الهيئات المنتخبة بعد الانتخابات الاخيرة وتعيين منسقين جدد.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك