Advertisement

لبنان

ماريا إبراهيم مغيط.. ستكبرين أنت ويبقى هو شاباً

وسيم عرابي

|
Lebanon 24
29-08-2017 | 15:30
A-
A+
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ماريا.. طفلة زرَعها الشهيد في أرض "الوطن" ورحل.. قد تكون ابنةُ العامين الأولى التي تخبرُنا بأنّ المثل لا يصح دائماً، فمن قال إنّ "البعد جفا"؟ بالطبع معها انقلب المشهد، لا بل تعقّد.

تُمسك ماريا بصورة والدها، المؤهل الشهيد إبراهيم مغيط، تقبلها مرّات عدّة وتغوص في قبلاتها، كأنّها تحاول الإلتحام بالصورة علّها تحظى بغمرة دافئة من حضن والدها، لم تحصل عليها ولن تكون لها غداً.. تنظر إلينا قائلةً "بابا".. وكأنّها تفخر بشهادة بطلها أمامنا، كأنّها تقول: "لا، أنا لست حزينة"..
Advertisement

تُحدقُ في عينيها، قليلاً فتجد الحزنَ يشكو حزنَاً، والألم يعتصر ألماً على خسارة لا شيء يعوّضها عنها. تسير ماريا في المنزل فرحاً وكأنّها تشتمّ في صورة أبيها رائحته.. وكأنّها تعرف جيّداً أنّ الروابط بهذا الرجل عميقة، لا توقفها مسافات ولا ينهكها انتظار.

عذراً ماريا.. رَغمَ براءة سنّك وعفوية الطفولة في عينيك وكفيّك، نجدك أنت الأقوى على الإنتظار، والأقدر على تقبّل مآسي القدر وتحمّلها.. فقد لا نقوى نحن الكبار على إخبارك أنّ "بابا" الذي تنتظرين، رحل ولن يعود، وأنّك لن تتلمسي وجهه يوماً وأنت التي ما رأيته أبداً.. وأنّكِ لن تشتمي عطره، لن تغمرك سواعدُه أبداً.. فهكذا أنتِ، ستكبرين وتكبرين، بينما يبقى هو شاباً ترينه في الصورة كما رحل.

نظام مغيط الذي خُطف مع رفاقه العسكريين في الثاني من آب من العام 2014، وُلدت طفلته في العاشر من كانون الثاني من العام 2015، ومنذ ذاك اللحظة، بقي الخطف يكبر ومعه تكبر هي أيضاً، إلى أنّ فاق "عمر الخطف" عمرها.

أمّا اليوم، فينتهي سباق الأعمار بين الخطف وبينها.. اليوم، تتأكّد ماريا أنّها وحدها ستُكمل الطريق، وأنّها وحدها ستخبر أنّ الأب سندٌ، خسارته بحجم الدنيا.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك