رغم التشكيك الحاصل بولادة حكومية قريبة بفعل الاشتباكات الدائرة على أكثر من محور سياسي، أكدت مصادر مواكبة لـ "لبنان 24" بأن طبخة التشكيل حامية وقد تبصر النور نهاية الاسبوع الجاري فور عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من زيارته الخاطفة الى السعودية.
وتضيف المصادر بأن المؤشر الاساسي الذي برز خلال الـ 24 ساعة الاخيرة هو طلب الحريري من القوى الاساسية تزويده بالأسماء المقترحة للحقائب مع تمنيات بوضع أسماء بديلة تمهيداً لوضعها على طاولة المحادثات النهائية .
رب قائل بان "اكتواء" لبنان بنار حليب موجات التفاؤل والمهل الزمنية يؤدي تلقائيا للتشكيك في اية محاولة التقدم للخروج من دوامة "النكد السياسي" القائم منذ 6 أشهر حيال الحصص الوزارية، على أن أواسطاً سياسية في بيروت تراهن على الضغط الدولي على لبنان كما جرى عند اجراء الانتخابات النيابية في بداية العهد .
تدعم الاجواء السائدة النظرية القائلة بأن الضغوطات الحاصلة قد تساهم في تبريد الرؤوس الحامية وسكب الماء البارد تمهيدا لولادة الحكومة والانصراف الى مواجهة تحديات جسيمة تتربص لبنان في المرحلة المقبلة، اهمها تنفيذ مؤتمر "سيدر" والذي يتضمن اصلاحات جوهرية لمساعدات مشروطة من شأنها ترفع الوضع من قعر سحيق.
الضغط المشار اليه، باشره الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من ارمينيا والذي من المتوقع استكماله من قبل اطراف اقليمية اخرى لن تعيقه ازمة مقتل الصحفي السعودي جمال الخاشقجي وتداعياتها على السعودية بشكل مباشر، ما يعني انتفاء الرهان على انشغال سعودي يدفعها لادارة الظهر على الملف اللبناني، وهذا ما سعى الرئيس الحريري ترسيخه عندما شدد على الاجواء الايجابية عشية سفره مؤكدا بأن تشكيل الحكومة "بها اليومين".
في تفصيلات المشاورات الاخيرة، سجل تقدم كبير احرزته النقاشات المطولة التي جرت مع القوات اللبنانية والتي اسفرت حتى الان عن رسو الحصة على 4 مقاعد في حين تشدد القوات على ضرورة حصولها على 3 حقائب كاملة طالما ان منصب رئيس الحكومة يصنف بوزارة بلا حقيبة، وهي قابلة للحل حسب المحيطين بالرئيس الحريري، وتبقى قضية تمثيل "سنة 8 آذار" التي تبدو معلقة حاليا في ظل اصرار الرئيس المكلف على عدم طرحها على بساط البحث، هي عقدة لكنها ليست مستعصية و قابلة للحل في اللحظات الاخيرة، خصوصا في ظل تأكيدات "مستقبلية" عن استحالة منح مقعد وزاري لمقرب من حزب الله من حصة الحريري.