Advertisement

لبنان

ما بين "حزب الله" والعهد... توجس من صهر العهد

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
03-11-2018 | 03:00
A-
A+
Doc-P-524838-636768353445954660.jpg
Doc-P-524838-636768353445954660.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن يرغب "حزب الله" بتقديم نفسه في موقع المتهم الوحيد بتعطيل قيام المؤسسات في لبنان وتأخير تأليف الحكومة، ولا سيّما أنّ زمن العقوبات الأميركية سيضيق الخناق حوله. والسؤال البديهي لماذا أوحى الحزب منذ البداية أنّ العقدة السنية لن تكون بمستوى العقدتين المسيحية والدرزية، وأنّها تأتي في المرتبة الأخيرة في ترتيب العقد، وأنّه لن يصعّد ولن يجعل مطلبه توزيرَ النواب السنة بمثابة شرط لولادة الحكومة ؟ ثم فجأة وبتوقيت دقيق وبعدما حُلّت العقدة المسيحية المسماة بـ"أم العقد" مع اعلان حزب "القوات اللبنانية" قبوله المشاركة في الحكومة، وقبل ساعات من إعلان التشكيلة الحكومية، وفيما كان  الرئيس المكلف يتحضّر للتوجه إلى قصر بعبدا لتسليم التشكيلة الحكومية وإعلان مراسيم التأليف،  ظهر الحزب شاهراً "فيتو" التعطيل في وجه كل من الرئيسين عون والحريري. فلماذا انتظر الحزب حتّى الساعات الأخيرة  ليعلن تمسكه بتمثيل "سنّته" ومن خارج حصّته ويرمي بلغمه المفجّر للتأليف، وهل الحزب لا يريد للحكومة أن  تتألف عشية العقوبات ؟
Advertisement

مصادر مطلعة قرأت في تصرف "حزب الله" موقفاً رافضاً لمنح رئيس الجمهورية وتياره السياسي وحدهما الثلث المعطل، بمعنى أنّ الحزب لم يكن ليتمسك بتمثيل سنّة 8 آذر لو تمّ الإلتزام بصيغة العشرات الثلاث. ولكن بعدما تبين للحزب أنّ خللاً أصاب هذه الصيغة من خلال كيفية اختيار الدرزي الثالث الذي قد يكون بمثابة "الوزير الملك" والحزب أدرى بمعنى "الملوكية "هنا، وأنّ الأمر سيصب في النهاية لمصلحة امتلاك فريق واحد الثلث المعطل، عندها أشهر "فيتو" تعطيل التشكيل ولم يكن أمامه من سلاح سوى المطالبة بتوزير سنة 8 آذار فاستخدمه.

وعن توقيت موقف الحزب قالت المصادر إنّ الحزب راهن على تصلب العقدتين الدرزية والمسيحية، وعندما حُلّت الأولى بتسوية جنبلاطية، انتظر مصير العقدة الثانية، وشخصت أنظار الضاحية الجنوبية  في اتجاه معراب، وعندما أعلنت "القوات" قبولها بالحصة التي رفضتها على مدى أكثر من خمسة أشهر، وبات التأليف في ساعاته الأخيرة عندها فاجأ الحزب حلفاءه قبل غيرهم واستحضر مطلبه القديم .

في حال كانت هذه المقاربة صحيحة، فالسؤال البديهي: لماذا يرفض "حزب الله" احتمال أن ينال حليفه الإستراتيجي الثلث المعطل طالما أن تفاهماً يجمع بينهما؟

يجيب المصدر بما حرفيته "لأنّ الحزب يتوجس من صهر من وقّع معه تفاهم "مار مخايل"، ويتخوف من حصول أيّ مستجدات في السنوات الأربع المقبلة المتبقية من الولاية الرئاسية، عندها يجعل امتلاك الصهر للثلث المعطل الحاكم الفعلي والمتحكمّ بمسار ومصير الحكومة التي يفترض بها أن تعمّر إلى حين موعد الإنتخابات الرئاسية، ولا سيّما أنّ لدى الحزب ملاحظات كثيرة على أداء الصهر، وأن إلتزامه مع العماد ميشال عون عندما كان على رأس "التيار الوطني الحر" لا يسري على صهره ولا سيّما في المفهوم الرئاسي ".

في أيّ حال الحزب ليس في موقع يحسد عليه، من جهة ينتظر تداعيات العقوبات، ومن جهة ثانية يظهر أمام الجميع في موقع المعطل، والأهم أنّ العلاقة المتينة مع حليفه المسيحي الأقوى بدأت تهتز فعلياً للمرة الأولى منذ نشأتها، مهما حاول ركناها التقليل من حجم الخلاف المستجد.

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك