Advertisement

لبنان

بكركي حاضرة دائمًا... وهذا ما سيفعله البابا فرنسيس

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
08-11-2018 | 02:30
A-
A+
Doc-P-526185-636772663475691471.jpg
Doc-P-526185-636772663475691471.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يوم خرج البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي من قصر بعبدا منذ أشهر عدّة، ودّق ناقوس الخطر حيال وصول البلاد إلى حافة الإفلاس، لم يكن كلامًا عادّيًا، وهذا ما تؤكده الوقائع اليومية، وهذا ما يستدعي إستنفارًا عامًا على مستوى كل الوطن، سياسيًا وإقتصاديًا وإجتماعيًا، لأنه في حال إشتداد العواصف فإن قارب الوطن معرّض للغرق، ولن ينجو منه أحد، لأن الضرر سيطاول الجميع من دون إستثناء، مع ما يترافق من أنباء عن أن الإقتصاد اللبناني برمته سيتأثر بالعقوبات التي ستفرضها واشنطن على "حزب الله"، وهذا ما قاله رئيس البلاد في الذكرى السنوية الثانية لتوليه سدّة الرئاسة، وهذا ما يتخّوف منه جميع الذين يقرأون جيدًا في الكتاب الأميركي ونتائج الإنتخابات الأميركية النصفية، ومدى تأثير ذلك على القرارات التي يتخذّها وسيتخذّها الرئيس دونالد ترامب.
Advertisement

وبالأمس دخلت بكركي على خط الأزمة الناشئة على مستوى تأليف الحكومة العتيدة، من خلال زيارة الدعم التي قام بها الراعي لبعبدا ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والتي استكملت لاحقاً بلقاء المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في الصرح البطريركي، وذلك بعدما وصلت الأمور إلى مرحلة خطيرة وإلى تعطيل عمل مؤسسات الدولة من خلال تجميد الحلّ الحكومي، الذي لا يزال عالقًا من دون أن تلوح في الأفق بوادر حلحلة، إلاّ في حال كان لتدخل بكركي المباشر على خطّ الأزمة ما يحرّك المياه الحكومية الراكدة، ومدى تجاوب "حزب الله" مع ما حمّله الراعي للمفتي قبلان من رسائل مباشرة، قد يكون لها ترجمة عملية من خلال ما يمكن أن تتضنه كلمة السيد حسن نصرالله يوم السبت المقبل، وهذا ما تعّول عليه الأوساط السياسية، بعدما سرت معلومات تفيد بأن موقف السيد ستكون له تأثيرات إيجابية على المسار الحكومي، مع ما يمكن أن يحمله كلامه من رسائل إيجابية تجاه حليفه الإستراتيجي، الأمر الذي سيعيد قواعد اللعبة السياسية إلى أصولها الديمقراطية من خلال تعزيز موقع رئاسة الجمهورية، الذي سيكون حل "العقدة السنية" على يدي رئيس الجمهورية. 

وبذلك تكون لبكركي، بعدما استنفرت كل طاقاتها وباشرت حراكاً ليس جديدًا، قد لعبت الدور التاريخي، الذي كانت تلعبه دائمًا في لحظات الأزمات الوطنية التي تهدّد لبنان ومصيره ومعيشته وحياة المواطن اليومية، من خلال ما تقوم به من مبادرات علاجية عبر موقف وطني واضح المعالم يعبّر عن ثوابت ومبادئ البطريركية المارونية، وهي التي تنأى بنفسها عن التدخل في الحياة السياسية اليومية، لكنها تكون حاضرة  عند الأزمات الوطنية المفصلية، وهي بذلك تكون منسجمة ومترجمة لرغبات قداسة البابا فرنسيس، الذي ألتقاه البطريرك الراعي في روما منذ أسبوع تقريبًا، وهو الذي حمّله رسائل واضحة إلى جميع اللبنانيين، وعبّر عن تقديره لما يرمز إليه لبنان – الرسالة، وحثّه على الحفاظ على الصيغة اللبنانية الفريدة، التي تعتبر نموذجًا يحتذى به بما يجسدّه من قيم تترجمها إرادة اللبنانيين في عيشهم المشترك.

وهذا الأمر سيشدد عليه البابا فرنسيس خلال الإجتماع الذي دعا إليه جميع الأساقفة الموارنة، وعلى رأسهم البطريرك الراعي، والذي سيعقد في الفاتيكان في 17 من الشهر الجاري، وقد طلب من كل أسقف تقريرًا مفصلًا عن وضع ابرشيته من النواحي الإجتماعية والتربوية والصحية، وذلك بهدف تكوين فكرة شاملة عما يعانيه اللبنانيون عمومًا والمسيحيون خصوصًا، في ظل الأزمات المعيشية الخانقة، مع تشديده على أن تتضمن التقارير حلولًا عملية للمساهمة في التخفيف من وطأة هذه الأزمات.
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك