Advertisement

لبنان

تحية إلى معلّم الأجيال... تحية إلى فرنسوا عقل

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
10-11-2018 | 04:28
A-
A+
Doc-P-526780-636774427705484868.jpg
Doc-P-526780-636774427705484868.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
سبق إطلالتي إلى هذه الدنيا بثلاث سنوات، يوم انتسبَ إلى نقابة محرري الصحافة اللبنانية في العام 1950، وهو الأعتق بيننا، بمعنييها، العمري والتجردي، وهو عن حقّ معلم الأجيال، وصاحب مدرسة في الصحافة وأصولها، وقد تتلمذ على يديه الآف من الإعلاميين، وأنا واحد منهم، وهو صاحب فكر ورؤية ثاقبة، وأستاذ في الأخلاق المهنية، ومتعفف إلى حدود التعالي عن الصغائر والتفتيش عن أدوار زائفة لم تعنِ له يومًا شيئًا، ولم تغرّه الألقاب والمناصب والصفوف الأمامية، وهو الذي يستحقها عن جدارة أكثر من كثيرين منّا.
Advertisement


تحية إلى استاذي ومعلمي، تحية إلى فرنسوا عقل، الذي لا يزال في حيويته أكثر من الشباب، ولا يزال يقرأ كل كلمة ويدّقق في كل حرف، ويعود إلى المعاجم، وهو أستاذ الأساتذة في اللغة والبلاغة والنهج.


لي مع أستاذي، أطال الله بعمره، تجربة في "مدرسة النهار"، يوم كانت للصحافة قيمتها، ويوم كانت الصحافة تصنع الحدث، ويوم كانت جزءًا من التاريخ، وأنا الذي كنت أعتقد أنني متمكنٌ من مهنتي، بعدما زاولتها في صحف غير "النهار" ما يناهز العشر سنوات، لأكتشف مع هذا الرجل الرجل أنني لم أتخطَّ مرحلة التهجئة في عالم الصحافة الرحب، الذي لا نزال في حاجة إلى مراكمة خبراتنا، مع إطلالة كل شمس ومع صياح الديك في كل صباح، فكان الخبر الذي كنت أحرره بالأسود أو الأزرق، ولم يكن الكومبيوتر قد دخل إلى عالمنا، يخرج من بين يديه باللون الأحمر، وهي عادة لم تفارقه حتى هذه اللحظة، إذ كان يستعمل القلم باللون الأحمر، فكنت أعيد صياغة الخبر كما وردني منه، وأحوّل الأحمر من جديد إلى أسود أو أزرق، وأعيده إليه ثانية ليخرج من جديد، وقد تلوّن بالأحمر.
بعد مرور 68 سنة على إنتسابه إلى نقابة المحررين، وبما أنني تجرأت وتقدّمت بترشيحي لعضوية مجلسها ولي طموح بأن أكون نقيبًا لها، تعود بي الذاكرة إلى هذا العملاق، وقد فاتني أن أستأذنه قبل التفكير بهذا الترّشح، وأن أطلب منه المشورة قبل أن أقع في أي خطأ، ولكي لا يكون للأحمر دور جديد في التصحيح والتصويب، فلا أشطّ ولا أحيد عن تعاليم كسبتها منه، وعن أخلاقيات نفتقد إلى الكثير منها في هذه الأيام، التي يسبق فيها الخبرُ الحدثَ.
عذرًا معلمي وإليك سألجأ دائمًا كما كنت أفعل منذ ثلاثين سنة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك