Advertisement

لبنان

رسائل نصرالله إلى الحلفاء والخصوم: الحكومة تمرّ من حارة حريك!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
11-11-2018 | 06:05
A-
A+
Doc-P-527113-636775384204531471.jpg
Doc-P-527113-636775384204531471.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تجاوز خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في شقه الداخلي، مسألة تشكيل الحكومة وعقدة تمثيل سُنة الثامن من آذار، ليطال في طياته علاقة الحزب السياسية مع خصومه وحلفائه على حدّ سواء، ومع النظام اللبناني نفسه أيضاً.
Advertisement

يمكن الحديث عن خطاب نصرالله الذي ألقاه أمس، بمناسبة يوم شهيد الحزب بوصفه الإعلان الرسمي عن "حزب الله" الجديد، وموقعه من النظام اللبناني وعلاقته به.

بلغة تشبه بحدتها خطابات نصرالله ما قبل السابع من أيار العام 2008، هاجم أمين عام "حزب الله" كل من الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط حليف حليف "حزب الله"، الأمر الذي يبدو إستفادة من إنشغال الراعي الإقليمي للقوى الثلاثة، أي المملكة العربية السعودية، بقضية الصحافي جمال الخاشقجي، لتكريس إنقلاب التوازنات السياسية التي بدأت منذ ما قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة.

تعمد نصرالله خلال خطابه إعتبار أي هجوم من قبل "القوات اللبنانية" والحزب "الإشتراكي" على الحزب "إعتداء"، وهذا بمفهوم الحزب سيتوجب الردّ، لكن اللافت هو الإستهداف الصريح لجنبلاط حليف حركة "أمل" الشريك الشيعي للحزب، خصوصاً أن الحزب كان يحيّد جنبلاط عند حديث عن فريق الرابع عشر من آذار.

قال نصرالله أنه عند "حزب الله" الجديد لا مكان للتواضع، معتبراً أنه سيقف مع النواب السُنة إلى يوم القيامة، فاتحاً الباب أمام أزمة حكومية طويلة المدى في حال لم يحصل تجاوب من الطرف الآخر.

رسائل "حزب الله" التي أعلنها نصرالله أمس، لم تُحيّد إلا رئيس الجمهورية وتياره السياسي، إذ إن الأمين العام للحزب أعلن عن عتب ضمني على الرئيس نبيه برّي معتذراً منه: "نحن منتعلم منك"... "لكن في لبنان يبدو ان التواضع غلط"، محملاً إياه، بطريقة غير مباشرة، مسؤولية الخطأ الذي وقع به الحزب بعدم المطالبة بـ 10 وزراء لكتلتي "التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة".

تصاعد نبرة القوّة لدى نصرالله، توحي بأن "حزب الله" يسعى بشكل صريح إلى صرف تقدم المحور المتحالف معه في المنطقة في الساحة اللبنانية، إذ ظهر بوصفه شريكاً أساسياً في تشكيل الحكومة، ويملك قدرة التعطيل من دون مراعاة أحد من خصومه أو حلفائه...

لكن وبالرغم من النبرة التصعيدية لنصرالله، إلّا أنه فتح في الوقت نفسه أكثر من باباً للحل، الأول مباشر عندما ربط إعطاء الحزب أسماء وزرائه للرئيس المكلف، بموافقة النواب السنة وليس بمشاركتهم، أي أنه وافق ضمناً على أي تسوية يرضى بها هؤلاء النواب حتى لو لم يتم تمثيلهم.

أما الباب الثاني الذي فتحه نصرالله، فكان بالتأكيد على أن حصة الرئيس ليست الهدف، إلا إذا أراد هو حلّ القضية بالتوافق مع الرئيس سعد الحريري، الأمر الذي ترافق مع إظهار إصرار الحزب على عدم تسليم أسماء وزرائه مهما طالت فترة التأليف، بمعنى آخر، أراد نصرالله الضغط على الرئيس عون عبر إظهار أن تشكيل حكومة العهد الأولى لن يكون يسيراً إلا بتنازل أحد الطرفين، الرئيس المكلف أو رئيس الجمهورية.

إنخرط "حزب الله" أمس بشكل كامل باللعبة السياسية الداخلية، مكرساً نفسه طرفاً غير زاهد في الحصص والمطالب السياسية الداخلية، معلناً أن الحكومة، كما رئاسة الجمهورية تمرّ بموافقته فقط.

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك