Advertisement

لبنان

الحكومة عالقة في "زواريب" حارة حريك ووادي ابو جميل!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
14-11-2018 | 06:57
A-
A+
Doc-P-528059-636777970866281883.JPG
Doc-P-528059-636777970866281883.JPG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن أحد من جمهور تيار"المستقبل" يتوقّع أن يسمع كلامًا مغايرًا عما سمعه بالأمس من رئيسه سعد الحريري، وهو الذي أستمع قبل ايام إلى خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تحت عنوان "حقوق سنّة 8 آذار"، ليسمع منه كلامًا يرضيه في الشكل وفي المضمون، حيث قال "أنه بي السّنة"، من دون أن يقصد "تنقيز" السنّة الآخرين، والذين لهم حيثيتهم السياسية والشعبية داخل طائفتهم، وبالأخص الرئيس نجيب ميقاتي، الذي كان أول من وقف إلى جانبه دفاعًا عن صلاحيات رئيس الحكومة ودوره وموقعه الوطني، أيًّا يكن رئيس الحكومة، وهذا ما عزّز وحدة الموقف من خلال الإصطفافات السياسية والطائفية، يوم كان يأتي الإفتئات على رئاسة الحكومة من غير مكان.
Advertisement

فكما كان جمهور "المقاومة" في العموم خلف سيدّها، في المواقف التي أعلنها في ذكرى يوم الشهيد، كذلك وقف جمهور تيار "المستقبل" خلف رئيسه في ما أتخذه من مواقف، من دون أن يعني ذلك أن لكل من المناسبتين أو الكلامين مستتبعات قد تُترجم في غير مكانها الطبيعي، وهذا ما كان يحصل عادة عندما تحتدم الأمور بين الجمهورين، ويبقى الصدى محصورًا في المكان والزمان، الذي يقال فيه، وهذا الأمر لن يقود حتمًا إلى الإستنتاج بأن ثمة حلحلة في الوضع الحكومي، لأن كلاً من الطرفين رفع من منسوب شروطه للسير في حكومة "الوحدة الوطنية"، إلى حدود تصعيب الأمر على العاملين على خط التسويات، وهذا ما لمسه الوزير جبران باسيل من خلال الجولة التوفيقية التي يقوم بها، وهو الذي اجتمع مع نصرالله قبل كلامه التصعيدي، وكذلك التقى الحريري قبل يوم من ردّه الحاسم والحازم، والذي رفض فيه منطق فرض أي شروط على مسار التأليف، وهو المعني به بالتشاور مع رئيس الجمهورية أولًا وأخيرًا.

فالكلام السياسي، سواء الذي قيل من حارة حريك أو من "بيت الوسط"، وفق ما تراه مصادر سياسية متابعة، هذا هو سقفه المرسوم في حدّه الأقصى الذي يمكن الوصول إليه، وإن كان البعض يحمّل كلام نصرالله ما يتخطّى "العقدة السنّية، ويعتبرون أن هذه "الحجة لا تقلي عجة"، خصوصًا في هذا الظرف الذي تمرّ به المنطقة على وقع العقوبات الأميركية.

إلاّ أن هذا السقف في الكلام السياسي، وإن كان عالي النبرة، لا يؤسس لفتنة من أي نوع كان، لأنه ليس من مصلحة أي كان، في الداخل وفي الخارج، أن يخوض مغامرة قد تقود إلى ما لا تُحمد عقباه، خصوصًا أن لبنان تجاوز قطوع الوقوع في مستنقعات حروب المنطقة، إلاّ أن هذا لا يعني حتمًا أن ثمة نية في تسهيل ولادة الحكومة، التي لا تزال تقبع في زواريب حارة حريك ووادي أبو جميل.   

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك