Advertisement

لبنان

يموت اللبناني فداء للزعيم!

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
04-12-2018 | 08:00
A-
A+
Doc-P-534209-636795245687185883.jpg
Doc-P-534209-636795245687185883.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في لبنان بات دمنا رخيصاً. القتل أسهل من "شربة الميّ". في بلد الأرز نُقتل على الطرقات وحتى داخل بيوتنا. محمد ابو ذياب ضحية. من قال ان كل من يمتلك صفة أمنية ما، ومولج بحماية شخصية ما، موته محتوم؟ 
Advertisement

ابو ذياب قتل بسمّ الكراهية الذي يطفح على الالسن، وتعمل وسائل الاعلام على دسها في قلوبنا بجرعة واحدة. لسنا بصدد الدفاع او الهجوم على الوزير السابق وئام وهاب، لكن مقتل مرافقه، جاء نتيجة النبرة المعهودة لوهاب نفسه في تناول سياسيين آخرين. 

هذا الامر ينطبق على كل السياسيين الآخرين. حيث لديهم القدرة بكلمات معدودة على تحريك مناصريهم ليفرغوا طاقتهم في التخريب والايذاء وحتى القتل. فالقاتل والقتيل ضحية على السواء. قد لا يجد البعض في هذا الكلام منطقاً. لكن القاتل كما القتيل يقدم على فعلته، بسبب درجة الإحتقان الذي يصل اليه من كلام ومواقف من هنا وهناك. وبهذه الطريقة يصبح الآخر عدواً وشيطاناً يجب التخلص منه. وكذلك القتيل، الذي كان يمكن له أن يكون قاتلاً هو بدوره، لأنه ضحية تلك البيئة نفسها. 

هل فكّر أحدنا اليوم ونحن مشغولون بما تنقله الشاشات من تصريحات خلال تشييع المرحوم أبو ذياب، أن السياسي المحرّض هو نفسه الذي يدعو الى التهدئة؟ هل خطر على بال أحدنا أننا مجرد أكباش فداء؟ نشحذ سكاكينا ونريق دماء بعضنا في الشوارع دفاعاً عن الزعيم، ثم ننتظر منه هو نفسه أن يقول لنا اهدأوا لقد أديتم قسطكم من الدم؟ -لقد حان الوقت أن أجالس خصمي لأحل مشلكتي معه؟ 

محمد أبو ذياب هو رب أسرة. أب وزوج كباقي الناس. أحلامه وعائلته كبيرة. لماذا ومن منح الحق للقاتل والمتسبب بالقتل أن يحرم عائلته منه؟ أن يجعله فريسة لنوبات الجنون فينهي معها حياة أسرة بكاملها؟ 

ترى كيف ستمضي أسرته حياتها بعد أن يعود كل شخص الى بيته؟ عندما يكبر أحد أحفاده ويسأل عن سبب وفاة جده بماذا سيردون عليه؟ مات غدراً، لكن لماذا؟ 

ولعل الاسوأ أن كل مطب أمني وسياسي في لبنان بات مسرحه "تويتر"، حيث تنطلق الهاشتاغات ويمضي المغردون الى نومهم. تصبحون على دماء بريئة جديدة تنتظر أن تراق!
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك