Advertisement

لبنان

ماذا لو كان جبران تويني حيّاً يُرزق اليوم؟!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
12-12-2018 | 09:43
A-
A+
Doc-P-536749-636802300113124832.jpg
Doc-P-536749-636802300113124832.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
13 عاماً على غياب صاحب القسم الأرقى، جبران تويني. 13 عاماً على اغتياله. على اغتيال الصوت. واغتيال قلم الأمل والثورة. واغتيال روح الشباب وصدى الحق. 13 عاماً، ولبنان يعيش تنكيلاً بكيانه ودستوره وحقوق شعبه وأحلام أبنائه. سنوات طويلة هي، كدهر. ثقيلة ككابوس في ليل طويل. خاويةٌ، متشلّعة، ضعيفة من دون وجوه حفرت على جبينها أرزة خضراء. لا جبران تويني هنا، ولا بيار الجميّل ولا سمير قصير ولا كثيرين ممن ارتقوا بالشهادة، فرفعوا الوطن وأسقطونا في فراغ ويأس وإحباط. نعم، بتنا، نحن "شعب لبنان العظيم"، من دونهم عزّل. مرتعبين، قلقين، بؤساء، نكرر تلاوة الصلاة على أرواحهم وعلى أنفسنا، نحن الذين نعيش بلا حياة.
Advertisement

وفي خضّم غربتنا ومأساتنا وألسنة النار والخطر التي تحيط بنا، يطيب لنا أن نسأل: "ماذا لو كان شهداؤنا ما زالوا أحياء"؟ ماذا كان جبران تويني ليقول ويفعل مثلاً؟! نكتب أسئلتنا بحبر قلم امتشقه حتى آخر رمق، ونقرأ في وجداننا إجاباته. سيناريو نخترع منه وبه الأمل.

نسأل جبران عن رأيه بما يحصل راهناً. يقول، بصوت ثابت لا تردد فيه ولا خوف، إنّنا "نعيش في دولة كرتونية تخاف وترتعد من المبادرات... تخاف المسجونين، تخاف المبعدين، تخاف توزيع الأدوار والصلاحيات، تخاف الحوار، تخاف المصالحة، تخاف الوفاق... ... وتعيش فقط بفعل ديناميكية الخلافات والاختلافات المفتعلة، خلافات يسميها البعض توازنات "ضرورية" ولكن غايتها الحقيقية إيجاد أسباب موجبة لإعطاء دور لمصلح أو حكم أو وسيط من خارج لبنان، بحيث يظل القرار وقفاً على ما وراء حدود الوطن!".

نقول له: ألا تبالغ يا جبران؟ ألا تقسو قليلاً على أصحاب السلطة والسياسة؟!

يجيب فوراً:"هل يمكن اعتبار الوضع السياسي اللبناني الداخلي سليما في ظل التخبط والتراشق والفولكلور الذي نعيشه يوميا؟ هل يمكن اعتبار السلم الأهلي بألف خير، والوحدة محصّنة والمحبة تعم القلوب تماما كالاطمئنان، والشفافية مطبقة على كل المستويات؟ وهل الكلام الكاذب ولغة البلف التي نسمعها كل يوم على لسان السياسيين، كل السياسيين، بعد كل جولة تراشق وقصف وتخوين، هل هذا الكلام وهذه اللغة يكفيان لإقناعنا بأن البلاد بألف خير؟"

إذاً، "طار البلد" فعلاً على حدّ قول السوبر ستار! هذه الأغنية، يا جبران، التي أزعجت البعض ممن يعتقدون أنّ البلد لا يمكن أن يطير.

ماذا علينا أن نفعل حقاً؟ لقد حاولنا ألا نستسلم فملأنا الطرقات بالناس والشعارات والأعلام، لكنهم قمعونا وفضلوا الزبالة، بدل الشعب، في الطرقات؟!

بنبرة حزن وعنفوان، يجيب:"في الدول التي تؤمن بالديموقراطية والحريات، تُعتبر الدعوة الى التظاهر فعل إيمان وتمسك بالنظام الديموقراطي، ويُعتبر فعل التظاهر - اعني التظاهرة في ذاتها - ترجمة شعبية لهذا الايمان، اما سماح الدولة بالتظاهر - اعني الترخيص للتظاهرة - فهو بمثابة التكريس الرسمي للتمسك بالنظام الديمقراطي".

ماذا عن الحكومة يا جبران؟ ماذا تقول؟

"من المؤسف ان نرى ان المقاييس التي يعتمدها أهل الحكم لتأليف الحكومة الجديدة مبنية كلها على مصالحهم الشخصية، سياسية كانت أم مادية. بينما المطلوب، نظراً لدقة الأوضاع ولدقة مهمات الحكومة الجديدة، مقياس واحد لتأليف حكومة وهو اعادة أجواء الثقة بين الدولة والشعب لإنقاذ ما يمكن انقاذه اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً".

بالفعل يا "ديك النهار"، الشعب موجوع. الأوضاع ما عادت تحتمل.

يحزن ويسأل: "هل يعي من هم في سدة المسؤولية من اكبرهم الى اصغرهم كم هو خطير الوضع في البلاد، وان الحالة الاجتماعية على حافة الانهيار، وان لبنان مهدد اليوم بالتفتيت والتقسيم - نعم هكذا - اكثر بكثير مما كان مهددا ايام الحرب؟"

يتابع:"مطلوب اليوم وقبل الغد ونظراً لما يحصل في المنطقة، خطة انقاذية حقيقية اذا اردنا فعلاً ان نخلّص الوطن معاً لا ان ننتحره! وينتحره عنّا المتآمرون!".

معك حق، يا جبران. لبنان على عتبة الموت. لبنان ينزف.

يعقب:"لبنان ينزف ودمه يتدفق خارج جسده، ومن مسؤولية الجميع وعلى رأسهم الدولة ان ننقذه من الموت لا ان نكون من يطلق رصاصة الرحمة في رأسه!"

كيف ذلك، أخبرنا. كيف لنا أن نوقف هذا "الذوبان"؟!

تبرق عيناه ويحدق في كلّ واحد منا. بجملة واحدة يختصر كلّ الكلام. يا شعب لبنان العظيم، تنجون بالحرية. "الحرية أكبر من الخوف".
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك