Advertisement

لبنان

في وداع عام واستقبال آخر وبرغم الخيبات.. أملٌ ورجاء

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
31-12-2018 | 05:29
A-
A+
Doc-P-542137-636818527484912895.jpg
Doc-P-542137-636818527484912895.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
طوت 2018 آخر صفحاتها. وفي تقويم عام مضى واستقبال آخر تحضر خيبات كثيرة ظللت السنة المنصرمة التي أبت أن تمضي من دون أن تورّث بعضاً من تركتها الثقيلة، وفي مقدم ذلك الفراغ الحكومي وأزمة تعثر التشكيل بعد أكثر من نصف سنة على انتخابات نيابية جرت وفق قانون هجين. 
Advertisement

في وداع العام واستقبال الجديد، كثيرون باتوا يعتقدون أن لا فرق بين وجود حكومة وعدم ذلك نتيجة الاختلال الخطير الذي يضرب الحياة الدستورية. لكنه وإن كان واقعاً مرّاً بيدَ أنه يستوجب ما هو أبعد من الإنكار وصولاً حتى تصحيح الخلل، حفاظاً على الجمهورية ودستورها وميثاقها الوطني. 
 
في وداع العام واستقبال الجديد، يعاني البلد من أزمة نظام وأعراف وهيمنات، لا لعجز أو قصور في الدستور والطائف والميثاق، بل لعدم احترام الأطراف له، وقديماً قيل إن قوة الدساتير من قوة الرجال القائمين على تطبيقها. 

في وداع العام واستقبال الجديد، ثمة تعثر اقتصادي ومالي، وركود في الأسواق وعجلة الانتاج وحركة التجارة، في مقابل استفادة استثنائية للمصارف من هوامش الأزمة، وهو ما يستوجب اعتماد سياسة أكثر عدالة ومساواة ورؤيوية. 
 
في وداع العام واستقبال الجديد، يتردد كلام كثير، كثير جداً، وممجوج عن الوحدة الوطنية، وفرادة النموذج اللبناني.. لكن من قبل المسؤولين عن تدمير وتهميش هذا النموذج، وأغلب الظن أن الوقت حان للتمرد على الطبقة التي أحبطت آمال أجيال بالتغيير نحو الأحسن.

في وداع العام واستقبال الجديد، ثمة متغيرات دولية متسارعة، وتبدل في المشهد الإقليمي يبلغ حدّ الانقلاب، في ظل ضبابية تغلف مستقبل المنطقة حيال أكثر من ملف وأزمة، ووسط كل ذلك يبدو لبنان ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات، من دون سياسات واضحة أو خيارات محسوبة.

في وداع العام واستقبال الجديد، سيبقى طموح التغيير، ومحاربة الفساد، ومواجهة التحديات، واعتماد الشفافية، واحترام الدستور والمؤسسات، وقبل كل ذلك احترام الإنسان.. أولويات تستحق العمل والتضحية وإعلاء الصوت وصولاً إلى الدولة – الوطن. 
 
في وداع العام واستقبال الجديد، وبالرغم من كل الخيبات والمآسي والأحزان، المخاطر والتحولات، لا مناص من التمسك بالإيمان والإرادة، بالأمل والرجاء، بالإصرار والتحدي، لصناعة غد أفضل، وأيام ملؤها الرخاء والبحبوبة والاستقرار، على المستوى الشخصي والوطني، وهو ما نتمناه للبنان ولجميع اللبنانيين. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك