يطرح انتشار الأدوات الرقميّة واستخدامها الكثيف في الحياة اليوميّة تحدّيات متزايدة، ولا سيّما وأنّ تلك الأدوات تحلّ بسرعة محلّ وسائل التواصل التقليديّة.
ومن التحدّيات التي تبرز مع عصر الإعلام الجديد هذا، أو "النيو ميديا"، استخدام اللغة العربيّة استخدامًا صحيحًا ومهنيًّا في آنٍ واحد، إضافةً إلى التقيّد بالقواعد الأخلاقيّة الضروريّة. لذا، كانت مبادرة معهد الآداب الشرقيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت إطلاق برنامج "الدبلوم الجامعيّ في المحتوى الرقميّ العربيّ"، والهدف منه:
أوَّلًا: توفير تكوين متين في الكتابة باللغة العربيّة للأداة الرقميّة، وإجادة التحرير بتلك اللغة؛
ثانيًا: التمكّن من إدارة الأداة الرقميّة إدارةً فعّالة وتزويدها المحتوى الملائم ووضع الإستراتيجيّات الموافقة؛
ثالثًا: التكوين التقنيّ المتين للعمل في الحقل الإعلاميّ الرقميّ وتزويد بالمبادئ الأخلاقيّة الضروريّة.
يتألّف التكوين من ثلاثين رصيدًا تشمل عشر موادّ، وهو يمتدّ طوال فصلَين جامعيَّين.
يستفيد من هذا الدبلوم الجامعيّ جميعُ العاملين في المواقع الرقميّة أيًّا كان حقل استخدامها: الإدارات الرسميّة، والمؤسَّسات التربويّة أو الثقافيّة أو التجاريّة أو الإعلاميّة، وغيرها. كما يمكن الصحافيّين الذين يقتضي عملهم إعداد تقارير خاصّة بوسائل التواصل المختلفة الاستفادة من البرنامج، إذ إنّ موادّ التدريس تشمل صحافة الموبايل أو "الموجو"، فضلًا عن التدريب على حسن الإلقاء وفهم لغة الجسد، إضافة إلى إتاحته الفرصة أمام الأشخاص الراغبين في دخول عالم وسائل التواصل الاجتماعيّ للتقدّم في حياتهم المهنيّة أو للمشاركة في المجتمعات الرقميّة من خلال حسابتهم الشخصيّة.
إنّه، بلا شكّ، تكوين يسمحُ للإنسان المعاصر مواكبة تطوّرات العالم الرقميّ مواكبةً فعّالة ومُنتِجة.