Advertisement

لبنان

طائر الفينيق يغرق بدل أن يحترق والسبب... "الغريب"

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
14-01-2019 | 05:30
A-
A+
Doc-P-546155-636830649406801236.jpg
Doc-P-546155-636830649406801236.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عاصفة تلو أخرى، ونحن على ما نحن عليه. المشهد البائس نفسه. شوارع طافحة بالمياه. قنوات صرف صحي مسدودة. سيارات غارقة. الكاميرات تلتقط كل هذا وتقوم بنقله مباشرة. يتهافت اللبنانيون للشكوى علّ صوتهم يصل، لكن في المحصلة كأنه لم يصل. 
Advertisement

فالجميع يعرف أن الفساد يبدأ من اللبناني ذاته وصولاً الى "كبار المسؤولين" في الدولة. 

لكن بؤسنا ليس في هذا فحسب، بل أننا "تمسحنا" لدرجة صرنا نتتظر ما يحل بنا من مصائب لنشرع في السخرية والتنكيت. علماً ان هذا النوع من السخرية يحصل في أماكن أخرى من العالم، لكن له وظيفة واحدة في النهاية، وهي التوعية والإشارة الى وجود مشكلات تتطلب الحل، الذي قد يستوجب بدوره إسقاط حكومة بأمها وأبيها، لكننا لسنا كذلك. نحن اليوم نسخر من بعضنا ومما يحدث لنا فقط للضحك، ثم نمضي الى أيامنا كأن شيئاً لم يكن. 
 
لعل السخرية تظل أقل وطأة من قيام بعضنا برمي المسؤولية على "الغريب" الذي نعلق على شماعته فشلنا، في أن نكون مواطنين نحترم بلدنا وننتخب من يمثل المصلحة العامة قبل مصلحة الطائفة والمذهب.

"الغريب" السوري والفلسطيني والسوداني والمصري، عليهم أن يتحملوا تبعات ما نراه نحن فيهم. فهم سبب البطالة وغياب الرعاية الصحية والتعليم المجاني وغياب الأمن وتفشي المحسوبية والتشبيح. والآن النازح السوري هو سبب ما تخلفه العواصف من خراب. هو نفسه هذا النازح الذي يعيش اليوم داخل خيمة تغمر المياه أرضها، فلا يجد وسيلة للنوم الا جالساً على كرسي طارحاً قدميه على كرسي آخر.
 
الى متى سيظل بعضنا ينظر بعين واحدة؟ الى متى سنبقى نعلق فشلنا ومشاكلنا على غيرنا؟ متى سنصل الى عيش كريم وبلد نحيا فيه محترمين نحن وهذا "الغريب"؟
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك