Advertisement

لبنان

لقاء جامع في بكركي عكرته الخلافات... فرنجية يتواجه مع باسيل: "أنت تطلب الثلث لتذبحنا به"

Lebanon 24
16-01-2019 | 22:21
A-
A+
Doc-P-547133-636833006312518424.jpg
Doc-P-547133-636833006312518424.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
شكّل اللقاء الذي دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس في بكركي محطة جامعة للنواب الموارنة في لبنان، ورغبة في السعي الى تخطي الأزمات التي تعاني منها البلاد. وهو وعلى الرغم من النتائج "المتواضعة" التي خرج بها الاّ انها تعدّ نوعاً من "النداء" في وجه ما يجري على الساحة الداخلية.
Advertisement

وأفادت مصادر المجتمعين لـ"الديار" بأن البطريرك "سلّط الضوء على خطورة أن يؤدي الوضع القائم الى ضياع كيان لبنان وهويته". وشدد على أن البلد "لا يمكن أن يستمرّ من دون حكومة، بل يجب أن تتشكّل وفق ما تنص مقتضيات الدستور وليس عبر أعراف تفرض على المرجعيات المعنية بتأليف الحكومة وعلى النصوص الدستورية". وأشارت المصادر الى أن "اللقاء دعا الى التنبّه الى التطورات المتسارعة في المنطقة، والحذر من أن تأتي الحلول على حساب لبنان".

ماذا دار في الاجتماع
وعلى الرغم من الأجواء الايجابية التي طغت على اللقاء الاّ أنه لم يخل من بعض التشنجات السياسية. فبعدما تناوب النواب، داخل القاعة في بكركي، على الكلام، ولجأت الأكثرية إلى توصيف الوضع، فيما اختار آخرون الحديث عن وضع النظام وتطبيق اتفاق الطائف والمشاكل الاقتصادية، كان بارزاً مداخلة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لأنها كانت الأكثر مباشرة في التصويب على المشكلة الحكومية، اذ قدّم قراءة شاملة للوضع، وقال إنّ أي إصلاح أو تطوير سيكون بحاجة إلى تشكيل حكومة، مؤكداً أنّه "إذا كان حضورنا لدعم رئيس الجمهورية بحصول على الثلث المُعطّل، فنحن ضدّ". من وجهة نظر تيار المردة، إنّ "الحصول على الثلث هدفه إقصاء القوى المسيحية الأخرى، وللحصول على كلّ التعيينات في الدولة. أنت تطلب الثلث لتذبحنا به". وأضاف فرنجية أنّ الحكومة لن تتشكّل ما دام هناك عناد في البلد، "حزب الله لن يقبل إلا بتمثيل نواب اللقاء التشاوري، والتيار الوطني الحرّ لن يقبل بالتنازل عن المقاعد الـ11. تخلوا عن وزير، تتألف الحكومة غداً". وانتقد فرنجية حصول رئيس الجمهورية على كتلة وزارية، مُعتبراً أنّه "كلنا كتلة الرئيس، شرط أن تُشركونا في القرار. ونحن معكم إذا كنتم أنتم معنا، وخذوا حينها ثلثين وليس ثلثاً واحداً. ولكن من خلال تشكيل الحكومة تسعون لتنفيذ طموحات شخصية ورئاسية". 

لكن الردّ على فرنجية جاء سريعاً من الوزير جبران باسيل، بنفي وجود طموحات شخصية خلف تشكيل الحكومة، وبتأكيد أنّ العرف يُعطي رئيس الجمهورية 4 أو 5 وزراء تبعاً لحجم الحكومة. وأعاد التذكير بأنّ الهدف من التمسّك بالثلث الضامن "تحسين شروط أي رئيس جمهورية سيأتي. إذا لم نُعانِد (المسيحيين) لا نقدر أن نُحسّن وضعنا. لماذا لا يأتي الاعتراض علينا إلا من فريق مسيحي؟".

يقول أحد نواب "التيار" لـ"الأخبار"، إنّه "يبدو أنّ الهدف لرئيس تيار المردة كان فقط طرح موضوع الحكومة"، في حين اتهمت مصادر قريبة من "التيار الوطني الحر" عبر "النهار" فرنجية بانه اظهر بوضوح رغبته في احباط اجتماع بكركي والايحاء بان اللقاء لا يدعم الرئيس ميشال عون. وقالت إن فرنجية بدا كأن همه الوحيد انتزاع وزير من "التيار الوطني الحر".

في المقابل، يقول أحد نواب التيار الوطني الحرّ إنّه "ليس مطلوباً من بكركي أكثر ممّا قامت به: تأكيد الثوابت، وجمع النواب الموارنة على مفهوم الدولة والدستور وعدم فتح باب تغيير النظام". وردّاً على سؤال، يقول إنّ النقطة الأخيرة غير موجهة ضدّ أحد، "بل إلى كلّ من يطرح أموراً من خارج الآليات الدستورية البرلمانية، حتى ولو كنا نحن".

تباينات واضحة في مقاربة الأزمات
قال أحد المشاركين لـ"الحياة"، فرضت لغته التباينات في مقاربة أسباب الأزمة، على رغم تبنيه الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الراعي الذي قال كلاما صريحا بقوله أن: "ليس لأحد أن يصنع للبنان هوية مغايرة لحقيقته" وإشارته أكثر من مرة إلى الصراعات والأسباب الخارجية للأزمة ولعدم تطبيق الدستور واتفاق الطائف.

وقال أكثر من نائب مشارك في الاجتماع لـ"الحياة" أن على رغم أن نقاش الـ34 شخصية مارونية كان هادئا ورصينا بين المختلفين في مقاربة الأزمة، وتطرق إلى عناوين من نوع المس بصلاحيات رئيس الجمهورية والدور المسيحي واتفاق الطائف، وإلى التذمر من مواقف "الثنائي الشيعي" وإلى تسبب فريق الرئيس العماد ميشال عون و"التيار الوطني الحر"، بتأخير تأليف الحكومة لإصراره على الثلث المعطل في الحكومة، فإن رئيس البرلمان نبيه بري تلقف كلمة الراعي الافتتاحية وأوفد إليه الأمين العام لكتلته النيابية النائب أنور الخليل، للإعراب عن تأييده لما جاء فيها، في خطوة وصفت بأنها "استيعابية" لما جرى تداوله.

القوات تتقارب مع المردة
في الموازاة، لم يكن منطق القوات اللبنانية بعيداً عن منطق فرنجية، إلا أنّ أسلوب التعبير عنه اختلف. عبّر نوابها عن "دعم بناء الدولة والمؤسسات"، مؤيدين "أن تتألف الحكومة إن كان بوزير بالزائد أو وزير بالناقص". يوضح أحد نواب "القوات" لـ"الأخبار" أنّه "حاولنا قدر الإمكان حرف النقاش عن البحث في مشاكل آنية، لوضع خطة استراتيجية لـ30 أو 40 سنة".

وأشادت مصادر "القوات اللبنانية" بالاجتماع الماروني في بكركي شكلاً ومضموناً و"بدور البطريرك الراعي الضامن للوحدة الوطنية والمسيحية والحارس للثوابت اللبنانية"، وقالت لـ"النهار" إن "الموارنة نجحوا في تقديم صورة مشرقة وحضارية لحوار راق بين مختلفين تحت سقف بكركي، خلافا للصورة الموجودة في البلد، ونجحوا في الخروج ببيان ختامي يشكل وثيقة إضافية من وثائق بكركي التاريخية بدفاعها عن سيادة الدولة واستقلالها والعيش المشترك داخلها وتمسكها بالدستور واتفاق الطائف ورفضها تكريس أعراف جديدة وحرصها على توازن السلطات وتعاونها وتشديدها على علاقات خارجية ترتكز على المصلحة اللبنانية العليا والتزام الشرعيتين العربية والدولية والدفع في اتجاه تشكيل حكومة لإنهاء الفراغ ومواجهة التحديات الاقتصادية ".

وقالت هذه المصادر: "لا يمكن تحقيق أي شيء بسحر ساحر، بل بالتراكم، ولقاء بكركي يصب في هذا الاتجاه وهو رسالة في أكثر من اتجاه وفي طليعتها ان الطائف خط أحمر، ويخطئ كل من يعتقد ان الموارنة سيقفون موقف المتفرِّج على ضرب الدستور أو انهيار الوطن الذي ساهموا مساهمة أساسية في قيامه كنموذج للتعايش والحوار والتفاعل".

وأشارت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "المردة" و"القوات" يلتقيان على الموقف نفسه في موضوع تفعيل الحكومة الحالية، في وقت اقترح النائب نعمت افرام، تشكيل حكومة تكنوقراط، لكن "باسيل رفضها؛ لأن الأطراف السياسية ستسمي الوزراء، فلماذا لا نشكلها حكومة موسعة إذن؟" كما قال باسيل.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك