غالباً ما تنتظر فتاة الهوى بلهفة تلقيها الأموال التي تتقاضاها سلفاً أو بعد ممارسة الجنس من الزبون. لكنّ حال "ناتاليا" في تلك الليلة لم يكن كالعادة على الإطلاق. ففي الغرفة 703 إنتظرت الزبون الذي حضر وفق الموعد المحدّد ومنحها مئتي دولار. بعد الجلسة الحميمة، تلقّت الفتاة صفعة على وجهها، فالزبون يعرّف عن نفسه أنّه شرطي ويسألها عن حيازتها للمال والمخّدرات.
تعمل المدعية "ناتاليا.س" في مجال الدعارة في فندق في العاصمة بيروت، وقد جرى توقيفها بموجب محضر مستقل بهذا الموضوع، وأثناء التحقيق معها أفادت أنّه في 19 تشرين الأول الماضي حضر اليها زبون طويل القامة وجسيم ولديه وشم على يده وقام بممارسة أفعال منافية للحشمة معها برضاها، بعدما دفع لها مئتي دولار أميركي ومن ثمّ اغتسل وعاد ليتحدّث معها بعدما عرّفها عن نفسه أنّه شرطي.
وفي سياق الحديث، سألها الزبون عن حيازتها للمال والمخدّرات ولمّا أجابته بالنفي، قام بتفتيش غرفتها فوجد ما يعادل الـ 645 دولار بالعملة اللبنانية فأخذها بالإضافة الى مبلغ المئتي دولار التي دفعها لها وغادر الفندق.
بمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة ومن خلال التحقيقات التي أجرتها القوى الأمنية، تبيّن أن الشخص الذي دخل غرفة "ناتاليا" هو "يوسف.ع"، حيث أظهرت التسجيلات دخوله الغرفة 703 الكائنة في الطابق السابع وبقي فيها الى حوالي الساعة الثالثة وأربعين دقيقة فجراً، وقد سبق وأوقف بجرم ابتزاز وسرقة، كما أنّ صورته الشخصية موجودة على هواتف ثلاث فتيات يمارسن الدعارة مرفقة بتحذير من قيامه بعمليات سرقة.
وقد أنكر الموقوف ما نسب إليه معترفاً أنه تواصل مع رقم أجنبي يُشغّل الفتيات في مجال الدعارة ثمّ توجّه الى الفندق وانتظر في الردهة وعاد في اليوم التالي ليمارس الجنس مع فتاة في الطابق الخامس وليس السابع.
خلال التحقيقات، تعرّفت "ناتاليا" على المدعى عليه أنّه هو الشخص الذي أقدم على صفعها وسرقتها في حين أصرّ هو على إنكاره، وبالتدقيق بتسجيلات كاميرات المراقبة تبيّن دخول المدعى عليه الى غرفة "ناتاليا" في التاريخ والوقت المحددين من قبلها ما يؤكد على عدم صحة أقواله.
وقد تقدّم "يوسف.ع" بطلب لإخلاء سبيله فعارضت المدعية "ناتاليا" وكذلك النيابة العامة الإستئنافية في بيروت.
أحيل المدعى عليه للمحاكمة أمام محكمة الجنايات بجرم إقدامه بالعنف وبعد إنتحال صفة أمنيّة على سرقة أموال المدعية الشخصيّة.