Advertisement

لبنان

الحكومة تتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم... والحسم بات قريباً

Lebanon 24
24-01-2019 | 23:43
A-
A+
Doc-P-549779-636839919486890476.jpg
Doc-P-549779-636839919486890476.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

شكّل سفر الرئيس المكلفّ تشكيل الحكومة سعد الحريري أمس الى باريس، تراجعاً في منسوب التفاؤل في امكانية ولادة الحكومة في الساعات القليلة المقبلة، على ما كان يأمله رئيس مجلس النواب نبيه بري. هذا فضلاً عن جمود حركة المشاورات وان بدت المعطيات لا توحي بأن الحلحلة انتهت، فالأوساط المعنية تؤكد لـ "اللواء" ان جوّ التفاؤل ما يزال في الواجهة، وان الأطراف اللبنانية تدرك ضرورة إنهاء التأليف، وعليه، المشاورات تركز على وضع رتوش على تبادل الحقائب، وإيجاد "تخريجة" مقبولة "للوزير الملك" الذي يمثّل اللقاء التشاوري من حصة رئيس الجمهورية. ومن هنا فان الاسبوع المقبل سيكون حاسماً فعلاً ان لناحية التقدم في مشاورات التأليف وصولاً الى الحكومة، او لناحية اعتذار الحريري، أو حتى اعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال.

Advertisement

التفاؤل مستمر ولكن!
اذاً لا تزال الايجابية تسيطر على الحركة التي قام بها الرئيس الحريري هذا الاسبوع باتجاه الدفع نحو الاتفاق على تشكيل الحكومة، كان الرئيس الحريري واضحاً بأنه سيحسم موقفه الاسبوع المقبل، إما بتأليف الحكومة وإمّا بخيار آخر يحيطه "بيت الوسط" بالغموض مع أنه يحتمل اكثر من تفسير، ولعلّ الاقرب الى الواقع هو بإعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال وعزدة الرئيس الحريري الى المداومة في السرايا الحكومية، بعد رفع المسؤولية عن نفسه، وفضح المعطلين. أما الاعتذار فلا يبدو مطروحاً ضمن خياراته.

وتشير أوساط الرئيس الحريري لـ"النهار" الى انه يتكتّم على مضمون مسعاه من أجل إنجاحه. وتعكس هذه الاوساط للمرة الأولى تفاؤلاً مبرراً بقرب ولادتها، انطلاقاً من وصول جميع القوى السياسية الى اقتناع بضرورة قيام حكومة، وبأن عليها جميعاً المساهمة في تسهيل ولادة الحكومة، لأن وضع البلد لم يعد يحتمل.
وقالت أوساط سياسية لـ"اللواء" ان الزيارة الباريسية التي تستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي، قد تكون فرصة لاجراء لقاءات بعيدة عن الأضواء، سواء مع رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، لدى عودته من "دافوس"، أو مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لدى عودته أيضاً من الولايات المتحدة، ليطرح عليه امكانية التخلي عن وزارة الثقافة مقابل حصوله على وزارة الاعلام.

وفي هذا الاطار، أوضحت مصادر مواكبة لتحرّك الحريري، لـ"الشرق الأوسط"، أن "المحادثات الجديدة أوحت بأن الكلّ يحتاج إلى الحكومة، انطلاقاً من الواقع الاقتصادي الصعب، والوضع المتردي في إدارات ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة".

مبادرة الحريري 
وعلى الرغم من التكتم الذي يسود مبادرة الحريري، الاّ أن "النهار" علمت من أكثر من مصدر ان هذه المبادرة تقوم على سلّة متكاملة وضعها الحريري مع وزير الخارجية جبران باسيل، وتنطلق من تمثيل "اللقاء التشاوري" بواحد من الأسماء الثلاثة التي كان اقترحها "اللقاء"، أي عثمان مجذوب أو طه ناجي أو حسن مراد على أن يكون ممثلاً للقاء وفي كتلة رئيس الجمهورية، ولا يشارك في اجتماعات "تكتل لبنان القوي". وفي المقابل، يحتفظ "تكتل لبنان القوي"، بحقائب معينة، منها البيئة التي سيكون على رئيس مجلس النواب نبيه بري التخلي عنها في مقابل حصوله على حقيبة الصناعة. والنقاش عالق عند توزيع الحقائب الأربع: البيئة، الاعلام، المهجرين، والصناعة. 

وعلم ان منطلق التسوية هو أن يكون لـ"اللقاء التشاوري" ممثل يلتزم عدم التصويت ضد فريق رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء.

وذكرت مصادر متعددة لـ"الحياة" أن البحث مستمر عن شخصية مواصفاتها تلاقي هذا الهدف المزدوج، وتكون على علاقة جيدة مع "التشاوري ومع عون، رجحت المصادر المواكبة لمساعي الحلول أن ترتفع أسهم مدير مكتب النائب فيصل كرامي في اليومين المقبلين، عثمان مجذوب، الذي سبق للنواب السنة الستة أن سموه من أصل ثلاثة آخرين من غير النواب. فعلاقة كرامي مع الرئيس عون جيدة، وهو يعتبر أن تحالفا استراتيجيا يجمعه برئيس الجمهورية. وهذا ينطبق على مجذوب.

وتوقعت مصادر نيابية في كتلة "المستقبل" عبر "اللواء"، ان يتصاعد الدخان الأبيض الأسبوع المقبل، بعد بروز إيجابيات لتحرك الرئيس المكلف الأخير، إلا إذا كان للأمين العام لـ"حزب الله" كلام آخر من خلال المواقف التي سيعلنها السبت، وبالتالي فإن مصير الحكومة معلق على ما سيقوله، فإما أن يسير في الأجواء الإيجابية السائدة، وإما أن يضع الشروط مجدداً ويفرض إملاءاته بوضع العراقيل التي ستعيد تأزيم الأمور وتشيع أجواء تشاؤمية.

وذكرت المصادر لـ"الحياة" أن التواصل مستمر بين الحريري وبين "حزب الله" بعيدا من الأضواء إما مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، من أجل تسهيل تأليف الحكومة.

في المقابل، تخوّفت مصادر مقرّبة من الحزب التقدمي الاشتراكي أن "تؤدي إعادة فتح الباب أمام توزيع الحقائب إلى إحباط مهمّة الحريري مجدداً". وأوضحت لـ"الشرق الأوسط" أن هذا الأمر "قد يعيد النقاش إلى المربّع الأول، خصوصاً أن الاتفاق على توزيع الحقائب استغرق أكثر من أربعة أشهر".

التفاؤل الحكومي عملية خداع؟
في مقابل هذا التفاؤل، واصرار مصادر "لبنان القوي" عبر "الأخبار" على إشاعة أجواء إيجابية، معتمدة على ما تصفه بمعلومات عن اقتراب الحل، يعتبر متابعون أن هذه الحماسة الجديدة للتأليف لن تتأخر قبل أن تصطدم بحائط الشخصية التي ستمثّل اللقاء وبدور هذه الشخصية في مجلس الوزراء، خصوصاً أن لا أفكار جديدة طرحت للحل.

وأكثر من ذلك، فإن مصدراً في 8 آذار، يختصر كل التحركات على الخط الحكومي بالقول إنها "عملية خداع موصوفة"، داعياً عبر "الأخبار" إلى الكف عن إيهام الناس بأن الحكومة قريبة وبأن ثمة مشاورات تجرى بشأنها، فيما الواقع يشير إلى أن المراوحة هي سيدة الموقف.

بالنسبة لمصدر متابع لعملية التأليف، فإن كل الأطراف لا تزال تجني ثمار حرق ورقة جواد عدرا، الذي شكّل اسمه الحد الأدنى من الخسائر لكل الأطراف. وعليه، فإن التحدي اليوم، إذا وجدت إرادة جدية للتأليف، يتمثل في إيجاد اسم يوازي اسم جواد عدرا لناحية القبول من الجميع، خصوصاً أن الأسماء المطروحة من قبل اللقاء التشاوري لا تلقى موافقة الحريري. وحتى بعد حل مسألة الاسم، يُفترض أن يكون تموضعه الحكومي هو القضية الخلافية الأساسية، وهي المسألة التي سبق أن طيّرت الحكومة في المحاولة الأخيرة.
اللقاء التشاوري: ننتظر الاتصال
في هذا الوقت، يعقد نواب "اللقاء التشاوري" اجتماعاً اليوم لبحث آخر ما آلت اليه الاتصالات الحكومية، ويلاحظ في هذا السياق، ان أي اتصال لم يجر مع نواب "اللقاء التشاوري"، واجتماع اليوم، بحسب "اللواء" قد يكون مؤشرا إلى طبيعة الموقف الذي سيتخذ على صعيد تموضع وزيرهم، وما إذا كان ثمة شروط جديدة قد يطلبونها، في حال تأكدت المعلومات التي تحدثت عن اتجاه للبحث عن اسم شخصية جديدة يمثلهم، يكون شبيهاً بشخصية جواد عدرة الذي رفض من قِبل اللقاء، مع العلم ان عضو هذا التكتل النائب فيصل كرامي لم ير موشراً إلى وصول مسار تشكيل الحكومة إلى خواتيمه السعيدة، بسبب عقدة تبديل بعض الحقائب، وانقطاع الاتصالات مع "اللقاء التشاوري"، مرجحاً العودة إلى خيار تفعيل حكومة تصريف الأعمال الذي ما يزال مطروحاً.

بري: لا علم لي بتغيير الحقائب
ومن عين التينة، نقل عن الرئيس نبيه بري أن الرئيس الحريري لم يفاتحه بمبادلة حقائب، وأنه سمع بذلك في وسائل الإعلام، علم أن الحريري تمنى على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امكان التنازل عن حقيبة الصناعة لإعطائها لـحركة "أمل" بدلاً من حقيبة البيئة التي كان طالب بها الرئيس بري. وقالت مصادر الاشتراكي، إن جنبلاط لم يقفل الباب ولم يفتحه، وكأنه بهذا الموقف ينتظر ما سيعرض عليه في المقابل، والتأكد ممّا اذا كان هناك قرار جدي بتأليف الحكومة منطلقه قبول باسيل بالتخلي عن الوزير الحادي عشر، لأن هنا يكمن لبّ العقدة الحكومية.

في هذا الوقت، لا يزال، الرئيس بري على موقفه المتفائل بعدما لمس جدية عالية من الحريري في اتجاه التأليف أكثر منه في المرات السابقة.

ويؤكد بري ان لا مشكلة لديه اذا رست على حصته واحدة من حقائب البيئة، الصناعة أو الثقافة. لكنه يرفض حقيبة الإعلام وان لا يحصل أيضا على حقيبتي دولة. ويكرر بري دعمه للحريري لإنجاز مهمته هذه.

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك