Advertisement

لبنان

معركة "ع المنخار" شهدتها انتخابات "الجماعة".. الأيوبي أميناً عاماً لولاية ثانية

حسن هاشم Hassan Hachem

|
Lebanon 24
28-01-2019 | 06:51
A-
A+
Doc-P-550836-636842802839883771.jpeg
Doc-P-550836-636842802839883771.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أعادت "الجماعة الإسلامية" في لبنان انتخاب أمينها العام الحالي عزّام الأيوبي لدورة تنظيمية ثانية مدّتها 3 سنوات، يوم أمس الأحد، "وفقاً للأنظمة الداخلية المعمول بها وفي أجواء شوروية كاملة"، وذلك بحسب بيانٍ صادر عن المكتب الإعلامي لـ"الجماعة".
Advertisement

وينصّ النظام الداخلي في "الجماعة" على أنّ مجلس الشورى المكوّن من 37 عضواً منتخباً من الأعضاء العاملين في المناطق، هو من يختار الأمين العام الذي لا يترشّح بشكلٍ مباشر إلى المنصب بل تتمّ تسميته كمرشّح في حال توافرت فيه شروط معيّنة، وقد شهدت انتخابات الأحد معركة وصفت بأنّها "ع المنخار" بين الأيوبي والشيخ محمد الشيخ عمّار الذي شغل منصب رئيس مجلس الشورى سابقاً، وقد حسمها الأيوبي لصالحه بنتيجة 19 صوتاً مقابل 18 للشيخ عمّار.

قد يرى البعض أنّ لهذه النتيجة أبعاداً كثيرة وهي إن دلّت على شيء فعلى وجود أصوات معارضة للأيوبي في الداخل، وعن عدم رضى هؤلاء بأدائه خلال الولاية التنظيمية الأولى، فيما يلفت البعض الآخر النّظر إلى أنّ الأصوات "المعارضة" هي فعلياً من بعض المتضرّرين من قرارات داخلية اتّخذها الأيوبي خلال ولايته الأولى لها بحقّ عددٍ من العاملين في المؤسّسات التي تنضوي تحت لواء "الجماعة" ما دفع بهؤلاء إلى التكتّل ضدّ الأيوبي ودعم الشيخ عمّار.

تشير المعلومات المتوافرة إلى أنّ "الأصوات المعارضة" حاولت تحميل الأيوبي مسؤولية عددٍ من الإخفاقات لا سيّما الإنتخابات النيابية الأخيرة التي خرجت منها "الجماعة" خالية الوفاض وعدم تحقيق إنجازات فعلية خلال ولايته الأولى، في وقتٍ ترى فيه أوساطٌ مطلعة أن ما سمّي بـ"الإخفاقات" أتت نتيجة عوامل عدّة منها عدم إدارة العملية الإنتخابية بشكلٍ صحيح حيث ظهرت "الجماعة" وكأنّها مجرّد تابع لتيار "المستقبل" على الساحة السنية وتنتظر أن "يتكرّم" عليها بمقعد، إضافة إلى الضّغط الإقليمي من قبل بعض الدّول الخليجية والعربية على اعتبار أنّها جناح "الإخوان المسلمين" في لبنان.

وتكشف الأوساط نفسها عن أنّ إنجازات الأيوبي الداخلية مهمّة جداً، لاسيما وأنّه أتى في مرحلة انتقالية دقيقة في تاريخ "الجماعة" إذ كان أوّل أمينٍ عام من خارج جيل المؤسّسين بعدما تناوب على هذا المنصب شخصياتٌ مؤثّرة بدءاً من المؤسّس الداعية الشيخ فتحي يكن، ثمّ القاضي الشيخ فيصل المولوي وصولاً إلى الشيخ إبراهيم المصري، وبالتالي شكّل الأيوبي نقلة نوعية في الداخل من خلال إشراك المرأة والشباب في القرارات الأساسية، كما قام بـ"نفضة" داخل المؤسّسات التابعة لـ"الجماعة" من خلال محاسبة بعض المسؤولين وهو أمرٌ جديد يحصل في تاريخ "الجماعة".

على الصعيد السياسي، تشير الأوساط نفسها إلى أنّه وفي ولاية الأيوبي الأولى خرجت "الجماعة" من الصندوق الذي كانت توضع فيه وانفتحت على العديد من الأفرقاء على الساحة اللبنانية كـ"التيار الوطني الحر" الذي تحالفت معه انتخابياً في بعض المناطق، كما بنت علاقة جيّدة مع الرئيس نجيب ميقاتي في الشمال، وأبقت على الحوار مفتوحاً مع "حزب الله" على الرّغم من الخلاف السياسي بينهما.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأيوبي وبحسب الأوساط، يتمتّع بعلاقات خارجية ممتازة مع القيادتَيْن التركية والقطرية وهو يعتبر من أهمّ منظّري الإسلام السياسي الحديث في العديد من المؤتمرات والمنتديات التي شارك بها.

وتلفت الأوساط عينها، إلى أنّ أبرز إنجازات الأيوبي هو حمايته لـ"الجماعة" من الإضمحلال أو إنهاء دورها، في ظلّ الهجمات والضغوطات التي تعرّضت لها حركات الإسلام السياسي في المنطقة ما بعد ما عرف بـ"الربيع العربي".

وعن تحديات المرحلة المقبلة، تكشف الأوساط أنّه من الضروري أن تبادر "الجماعة" إلى تفعيل حزب سياسي وطني، يخاطب الشباب وهموم الناس، بعيداً عن الخطاب الديني المباشر الذي يجب أن يبقى في الإطار الدعوي لـ"الجماعة".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك