Advertisement

لبنان

في بلاد الأرز اعتاد اللبناني على المكرمات والخدمات

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
02-02-2019 | 04:00
A-
A+
Doc-P-552369-636847023769093433.jpg
Doc-P-552369-636847023769093433.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
إعتاد اللبنانيون على المكرمات والعطيات. لعل الأمر يضرب بجذوره في اللاوعي اللبناني حيث إقتصاد بلد بأمه وأبيه قائم على الخدمات. ومفهوم الخدمات تعني في المحصلة، "السمسرة"، أي تالياً، شيوع ثقافة "البقشيش" و"مرقلي تمرقلك".
Advertisement

لكن المشكلة لا تكمن هنا. فقد نتسامح في أعمال السمسرة الخالصة. تلك التي ترتبط فعلاً في الخدمات على أنواعها، أي ما يتصل بشؤون الناس الاقتصادية ومعاملاتهم اليومية التي يقوم بها وسطاء سواء عبر أشخاص أو شركات. إلا أننا سنتكلم الآن عمّا يتخطى هذا الجانب، إلى ما يمسّ اللبناني في موقعه كمواطن وعلاقته بالدولة والمؤسسات والخدمة العامة.

منذ فترة بسيطة، ينشر النائب عن دائرة زحلة ميشال ضاهر ما يشبه البيانات حول ما يقوم به من خدمات لمنطقة البقاع وتحديداً إنارة طريق ضهر البيدر. فقد نشر في 28 كانون الأول على حسابه على موقع تويتر التالي: "المرحلة الثانية من مشروع انارة ضهر البيدر من حاجز الدرك باتجاه البقاع سوف يتم المباشرة بها فور تركيب الكابلات الكهربائية من قبل وزارة الأشغال لنتمكن من تركيب المولد الرابع وقد تواصلت اليوم مع معالي الوزير يوسف فنيانوس لهذا الغرض". وقبلها نشر صورة تجمعه بنائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي والوزير فنيانوس وعدد من الفعاليات من بينها محافظ البقاع معلناً "افتتاح انارة المحطات الكهربائية في ضهر البيدر ... وعدنا ووفينا، والى إنجازات أخرى لخدمة مجتمعنا".

النائب اللبناني كان قد أعلن في وقت سابق عن نيته التبرع بمولد كهربائي لإنارة طريق ضهر البيدر وتحمل مصاريفه "نظراً لعدم قدرة الدولة وأجهزتها المختصة على تنفيذ هذا المشروع الحيوي"، وذلك حفاظاً على أرواح الناس حيث أن "الحفاظ على سلامتهم يستحق بذل الغالي والنفيس".

هذه الخطوة لاقت ترحيباً كبيراً من اللبنانيين خاصة ممن يعانون الأمرّين أثناء ذهابهم وإيابهم إلى قراهم في البقاع والمخاطر اليومية التي يتعرضون لها في منطقة ضهر البيدر خاصة في فصل الشتاء. الترحيب هنا، يشبه شكر اليائس المحتاج لمن يضع في يده ما يساعده ليأكل.

لا يلام النائب ضاهر على ما قام به، حيث أن سياسة تقديم الخدمات لرفع رصيد شعبي قبل الانتخابات بفترة وجيزة أو تحضيراً لدورة إنتخابية مقبلة، معروف وصار "طبيعي". لكن استمرار قبول هذا الشكل من السياسة التي لم يعد لها وجود، يعمق حفرة بؤسنا أكثر فأكثر فلا نعود قادرين على الخروج منها.

ما يقوم به النائب ضاهر وغيره من النواب كل في منطقته طبعاً، هو ما يجب أن يفعله هؤلاء مجتمعين تحت سقف حكومة واحدة تنفذ مشاريع تنمية متوازنة. أي تعزيز مبدأ المنفعة العامة والحق العام لجميع اللبنانيين. فيصبح الظلام الذي يخيّم على طريق ضهر البيدر الدولي قضية نائب بيروت والجنوب وعكار والشمال، وليس سبباً لاستعراض المكرمات من نواب البقاع. وكذلك الأمر في المناطق اللبنانية الأخرى، حيث غياب الخدمات الأساسية يطال الجميع، وعودتها حق للجميع.


تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك