Advertisement

لبنان

نجيب ميقاتي مهندس السياسة الحكيمة ورجل الدولة بامتياز

Lebanon 24
05-02-2019 | 00:14
A-
A+
Doc-P-553288-636849480040935926.jpg
Doc-P-553288-636849480040935926.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد مرور أكثر من عقدين على  بروزه على الساحة السياسية، لا يزال الرئيس نجيب ميقاتي الشخصية الأبرز المتمسكة بالثوابت الوطنية، والصامدة في الدفاع عن مؤسسات الدولة، والمترسخة في حماية الدستور والمواثيق .
Advertisement

لقد اقتحم نجيب ميقاتي المعترك السياسي بقناعة الولاء للوطن والحفاظ على الثوابت المجمع عليها من كل الافرقاء  والتي من شأنها حماية البلد وشعبه انطلاقا من حماية دستوره وقوانينه. وخاض منتصراً كل معاركه متحلياً  بروح القائد الوطني دون منازع، بعيداً عن الموروث السياسي والزعامة المذهبية، مدافعاً عن موقع الطائفة وليس عن طائفة المركز، فاستطاع أن يتجاوز الحواجز الوضعية ، وأن ينجح في كسر معظم التوازنات الاقطاعية المركبة والتي سادت مرحلة غير قصيرة من عمر لبنان  والتي اراد البعض تكريسها ووضعها في صلب المعادلات السياسية .

كما أبدع الرئيس ميقاتي في ادارة الأزمات المفصلية على اختلافها ، حيث عبر بالبلد عند تشكيل حكومته الأولى من شاطىء الفتنة والتناحر الداخلي الى بر الامان مقدماً المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، وكذلك الأمر عند تشكيل حكومته الثانية واعتماد سياسة النأي بالنفس التي طوقت الفتنة وحيّدت انعكاسات ما يجري في سوريا عن لبنان، وساعدت البلد في الصمود في وجه العواصف التي أحاطت به ، ومنعته من الدخول في دوامة كان من الصعب الخروج منها، فكانت الخيار الوطني السليم التي أصبحت فيما بعد الرؤية التوافقية للحكومات المتعاقبة .

لقد تجاوز الرئيس ميقاتي سدوداً منيعة وضعت امامه، ليبرهن ان دولة المزرعة والمحاصصات والمحسوبيات لايمكن ان تبني بلداً او تحميه من اي استحقاق يداهمه أمنياً كان ام اقتصادياً. وفي أصعب الظروف الحالكة التي مرت بالبلد، وعلى الرغم من التخلي الواضح لدى البعض ـوالتنازل غير المبرر عن الثوابت والمبادئ لدى البعض الآخر، يسطع مجدداً نور العقلانية وبريق المبدئية والثبات عند الرئيس نجيب ميقاتي ليبرهن عند كل حدث وفي اكثر من موقعة بانه رجل الدولة بامتياز الذي تقوده عزيمة  المسؤول  العازم على التغيير والتطوير والتحديث على كل مستويات الادارة في الدولة، مترفعاً عن التفاصيل الصغيرة ، غير آبه من سيربح أو سيخسر من الأفرقاء نتيجة ثباته وصموده ، متطلعاً وعابراً نحو افاق لبنانية عربية ودولية لا تستند الا على الانتماء الوطني الصادق  بخلاف ما يصورها بعض المتطفلين بمحطات مصلحية  مؤقتة، فكان ميقاتي لبنانياً اكثر منه طائفياً، وعربياً بالانتماء اكثر من حسابات المراحل وتغييرها، فشكل بذلك جدلية عجز فيها اكثر من طرف ان يقارب  شخصيته المحلقة  فوق صغائر الامور ، والتي اكتسبت ميزة النخبوية في العمل السياسي والاقتصادي .


(محمود ادلبي ـ كاتب وباحث في الشؤون السياسية)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك