Advertisement

لبنان

زيارة غريب لسوريا تتفاعل... الحريري "مشغول" والملف قد يفجر مجلس الوزراء في أول جلسة

Lebanon 24
18-02-2019 | 22:46
A-
A+
Doc-P-557830-636861521966000408.jpg
Doc-P-557830-636861521966000408.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أثارت زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين صالح الغريب الكثير من علامات الاستفهام والسجال على الساحة الداخلية اللبنانية لا سيّما وانها تعتبر خرقاً فاضحاً لسياسة النأي بالنفس اللبنانية، ما طرح العديد من علامات الاستفهام حول التضامن الحكومي، وما ستكون عليه الجلسة الأولى لمجلس الوزراء، خصوصاً وان وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي يصرون على فتح هذا الملف، لا سيما وان الزيارة تمت من دون موافقة مجلس الوزراء عليها وشكلّت خرقاً لسياسة النأي بالنفس.
Advertisement

الحريري لا يريد الردّ
وفي حين يتجنب رئيس الحكومة سعد الحريري الردّ المباشر على هذه الزيارة، وضعتها أوساطه عبر "النهار" في اطار الزيارة الشخصية وغير الرسمية، على ان يزور غريب الرئيس الحريري قبيل جلسة مجلس الوزراء لبحث الموضوع معه على ما أكدت صحيفة "اللواء".

وتشير مصادر سياسية مطلعة عبر "الديار" الى ان الرئيس الحريري يبدو "منسجما" مع نفسه من خلال التعامل مع هذا الملف، فهو يقوم بما عليه لجهة "تجاهل" التواصل مع دمشق من قبل الجهات الحليفة للنظام السوري، مع الاخذ بعين الاعتبار ان احدا لن يقوم باحراجه في العلاقة مع السوريين، وهو جزء من التسوية التي عقدها في باريس، وجرى التفاهم عليها ضمنيا مع حزب الله... وفي هذا الاطار سيكون ملف "التطبيع" مع سوريا حاضرا في كل جلسات الحكومة بما ينسجم مع مصلحة لبنان على الصعيد الاقتصادي، وكذلك فيما يرتبط بملف النازحين حيث لم يعد رئيس الحكومة يمانع بحل لوجودهم على الساحة اللبنانية، بعيدا عن تدخله الشخصي، وفق معادلة "لا تحرجوني".. وعلم في هذا السياق ان الوزير الغريب اطلع رئيس الحكومة على الدعوة السورية وابلغه بنيته زيارة العاصمة السورية فلم تصدر عن الرئيس الحريري ما يوحي بالرفض او القبول.

إلا أن مصادر معنية بموقف الحريري أبلغت "الحياة" أن الزيارة "إعلامية لن تضيف شيئا إلى معالجات ملف النازحين وإلى ما كان يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لإعادة بعضهم".

وفي تعليق على زيارة الغريب سألت المصادر المعنية بموقف الحريري إزاء هذه الخطوة: "هل سينتج شيء عن هذه الزيارة؟ هل سيعود النازحون"؟
وقالت لـ"الحياة" إن رئيس النظام السوري بشار الأسد يتحدث عن إعادة اللاجئين خارج سورية، الذين تسبب الإرهاب بتهجيرهم، فماذا عن الذين تسبب هو بنزوحهم؟

ورأت المصادر أن "الأسد يرمي بذلك المسؤولية على الدول التي تحتضن النازحين، أي دول الجوار، والدول الأوروبية التي تستضيفهم، من دون أن يستثني أي من هذه الدول، وذلك من أجل التهرب من مسؤولية إعادتهم. وبكلامه هذا يشمل لبنان في وقت لا تتوقف الحكومة عن التأكيد على ضرورة عودتهم وتسهيل العملية، والقوى كافة تسعى إلى ذلك". وتابعت: "لماذا لا يعيدون الالاف من النازحين الذين صوتوا لبشار الأسد في السفارة السورية في لبنان إلى مناطقهم في سورية"؟

وأوضحت المصادر المعنية بموقف الحريري ردا على سؤال لـ"الحياة" أن وزير الإدارة المحلية السوري قال إن حكومته تعد العدة لعودة النازحين وتهيئ البنى التحتية، ما يعني أن الأمر مرهون بمسار طويل، ووفقا للمبادرة الروسية التي كان لبنان رحب بها، ولذلك فإن زيارة الوزير الغريب لها طابع إعلامي سياسي ودعوته تمت لهدف سياسي، من أجل الترويج للنظام بأنه يأخذ المبادرة ويتحرك مقابل الإهمال الكامل الذي يعانيه من قبل حلفائه في البحث بمصير سورية وأوضاعها الأمنية والسياسية، بدليل قمة سوتشي الأسبوع الماضي التي تناولت وضع إدلب وتشكيل اللجنة الدستورية والحل السياسي". 

وردا على سؤال لـ"الحياة" حول ما إذا كان الغريب أبلغ الحريري بزيارته إلى دمشق قالت المصادر إن "عقل وذهن رئيس الحكومة في مكان آخر هو الشغل على الملفات التي طرحتها الحكومة، ولن ينزلق لإغراقها بسجالات لا تقدم ولا تؤخر في مسار معالجة المشاكل التي التزمت الحكومة إيجاد الحلول لها في برنامجها".
وتابعت المصادر: "الحريري في مناخ آخر ومن الآن فصاعدا سترون تركيزا على إطلاق ورشة العمل في البلد في شكل تراكمي. وليس ضروريا أن يتحدث الوزير الغريب مع الحريري في موضوع زيارته. جاءته الدعوة من دمشق وهم (حلفاءها) رايحين جايين والحريري لن يدخل في جدل يغطي على المواضيع الجوهرية التي بذهنه. 

الغريب: الحريري في أجواء الزيارة
وفي حديث لـ"الديار" اكتفى الوزير صالح الغريب بالتأكيد ان رئيس الحكومة سعد الحريري في "اجواء" الزيارة، وانه تبادل الافكار مع المسؤولين السوريين، وكان الجانب السوري اكثر من ايجابي في مقاربة هذا الملف، وقدم تسهيلات "غير متوقعة"، وبالنسبة الى "الخطوة المقبلة"، لفت الوزير الى انه في طور "جوجلة الافكار" ولم يجهز بين يديه تصوراً متكاملاً بعد، وهو يتعامل مع الملف انطلاقا من ثلاثة ابعاد، بعد لبناني داخلي، وآخر سوري، وبعد دولي، وعندما تتبلور الامور سيقدم ملفا متكاملا الى مجلس الوزراء.

وفي هذا السياق، قالت مصادر الوزير الغريب لـ"اللواء" ان الزيارة تمت بناءً لخطة الوزير في مقاربة ملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وان الرئيس الحريري كان في جو حصول هذه الزيارة، مشيرة إلى انه تمّ الاتفاق بين الوزيرين السوري واللبناني على آلية جدية لتسريع العودة، وانه سيكون هناك تعاون كبير من الجانب السوري لتحقيق العودة، عبر تسهيل إجراءات عودتهم.

التوقيت الخاطئ
في المقابل، لم تخف أوساط وزارية لـ"اللواء" بأن توقيت زيارة الوزير الغريب إلى دمشق، خاطئ في الشكل والمضمون، لأنها تمت دون استشارة رئاسة الحكومة والحصول على موافقتها، فضلاً عن انه لم يضع مجلس الوزراء في صورة الزيارة قبل حصولها، حتى تأخذ شكلها الرسمي، وبالتالي فإن الزيارة تركت أكثر من علامة استفهام ولا يمكن تفسيرها الا انها بمثابة تشويش على الأجواء التوافقية السائدة ضمن الحكومة، من دون ان تستبعد ان تكون مادة سجالية في جلسة الحكومة المقررة الخميس المقبل، لأن قسماً كبيراً من الوزراء غير راضٍ عن هذه الزيارة وسيكون له موقف منها، علماً ان مصادر مقربة من الرئيس الحريري أبلغت المتصلين بها ان زيارة الغريب غير موافق عليها من الحكومة، وبالتالي فإنها تعتبر زيارة خاصة.

14 آذار: الزيارة لتوريط لبنان
وفي السياق نفسه، اكدت مصادر 14 آذار لـ"الديار" ان سياسة النأي بالنفس تعرضت لخرق كبير من وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، وهذا من شأنه توريط لبنان في صراعات الخارج وضرب مبدأ تحييده... وبرأي "14 آذار" فان العمل الوزاري لا يمكن ان يستقيم من خلال تسجيل المواقف السياسية واتخاذ خطوات استباقية عشية الجلسة الحكومية الاولى... و14 آذار فوجئت بتحرك الوزير الغريب نحو سوريا وتعتبرها خطوة استفزازية لوزير محسوب من حصة رئيس الجمهورية.

في المقابل رأت اوساط وزارية في 8 آذار الى وجود مبالغة من قبل "الاشتراكي" و"14 آذار" حيال مسألة "النأي بالنفس" فالمعنى الضيق والواسع لهذه الكلمة لا يعني بمطلق الاحول منع وزارء في الحكومة من ابداء الرأي او التحرك في اطار اختصاصات وزاراتهم، فملف النزوح السوري هو من اختصاص الوزير الذي كلف بالوزارة، واذا كان "محظوراً" عليه التحرك باتجاه سوريا، فلماذا اذا اوكلت اليه؟ وهل ما يمنع اي وزير من زيارة دولة تربطنا معها علاقات ديبلوماسية؟ وهل ما تزال تلك القوى تعتقد ان اسناد هذه الحقيبة الى صالح الغريب كانت "مصادفة"؟ فعليهم ان يسألوا رئيس الحكومة عن السبب؟ وفي المقابل عليهم التسليم بان المرحلة المقبلة ستكون مختلفة عن الفترة السابقة لان تغير موازين القوى في المنطقة وخصوصا على الساحة السورية سيؤدي حكما الى "تطوير" مفهوم "النأي بالنفس" وهذا ما يجب ان يتأقلم معه الجميع...

ملف النازحين والمبادرة الروسية
وربط البيان الوزاري في الحكومة الجديدة ملف النازحين بالمبادرة الروسية، حيث يُنتظر، بحسب "الشرق الأوسط" أن يدعو الحريري إلى اجتماع للجنة خلال اليومين المقبلين لإعادة تفعيل المبادرات بعد توقفها عند تمويل العودة، وعند مخاوف النازحين من العودة في ظل غياب ضمانات أمنية كافية لعدم اقتيادهم إلى الخدمة والعسكرية الإلزامية. وقالت المصادر المعنية بالملف لـ"الشرق الأوسط" إن الاجتماع سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة، وفي ضوئه يُعاد تحريك الملف للتواصل مرة أخرى من الروس "في ظل وجود معطيات إيجابية لدى مفوضية اللاجئين التي تتعامل بإيجابية مع المبادرة الروسية"، وفي ظل وجود "معطيات لدى الروس بأن النظام سيقدم ضمانات بعدم التعرض للنازحين عند عودتهم"، علما بأن هذه الضمانات المتعلقة بتوقيف التجنيد الإجباري لمدة عامين وضمانات بعدم التعرض للعائدين هي مطالب طلبها الجانب الروسي من دمشق.

ورغم ذلك، أثارت زيارة الوزير الغريب جدلاً سياسيا داخلياً، إذ اعتبرت مصادر حكومية أن الدعوة الرسمية التي وجهها مخلوف لغريب هي عبارة عن "خرق للمبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم و"تشويش" على حكومة الحريري بعد نيلها ثقة مجلس النواب وعلى رئيس الحكومة بالذات الذي يرفض إجراء أي اتصال حكومي مع المسؤولين السوريين ليس فقط لاتهام دمشق بأنها ضالعة في اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بل أيضا لأن السلطات أدرجت اسمه على لائحة الإرهاب".

ورأت المصادر أن تصرّف الغريب "مرفوض من قبل الحريري ومن قوى سياسية تدور في فلك موقفه السياسي لأكثر من سبب؛ أولا لأنه لم يطلعه على الدعوة وموضوعها ولم يعلم مجلس الوزراء بها للموافقة عليها وعلى المحادثات التي سيجريها كما هو متبع بالتعاطي مع الدعوات الرسمية التي توجه للبنان، وثانيا لم يستأذن المسؤولين بالسفر إلى دمشق"، كما أن الغريب "يلبي هذه الزيارة قبل الجلسة الأولى لمجلس الوزراء المحددة الخميس المقبل"، فضلاً عن أن الزيارة "ثبتت ما وصفه رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بأن غريب (لونه سوري) ولهذا كان عارض تعيينه في الحكومة".

من جهة أخرى، أشارت نفس المصادر إلى أن الموقف الذي طرحه وزير الدفاع الوطني إلياس بوصعب حول سوريا في مؤتمر ميونيخ "تفرّد به على الأقل ولم ينسق حول مضمونه مع الحريري".

وتوقعت أن يثير الحريري هذا التفرد من قبل وزيرين خرقا سياسة النأي بالنفس فيما يتعلق بالأزمة السورية، كما أن زيارة غريب لسوريا "لا مفاعيل رسمية لها وتعتبر شخصية ولن تطرح في مجلس الوزراء ولن يقبل رئيس الحكومة بأي زعم أو اجتهاد من الغريب بأنه تفاهم معه حول الاتصال بسوريا بشأن أزمة النازحين، ولن يقبل بأن يكون قد نسّق موقفه مع أي جهة سياسية أخرى لا سيما أن دعوة الغريب للحديث مع مخلوف أتت بعد إعلان الحريري في دبي من بقاء 800 ألف نازح سوري في لبنان ليعملوا كما هي الحال في قطاعي الزراعة والبناء إلى أن يتم التوصل إلى حل للأزمة السياسية".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك